الوضع المظلم
الجمعة ٢٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
بيان الإخوان في سوريا.. بين ادعاء مُعاداة إيران ومساندتها
الإخوان

أثار بيان جماعة الإخوان المسلمين في سورية، يوم الثلاثاء 28 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تحت عنوان "كيانٌ يدمن العدوان.. وعصابة تدمن القتل والترويع" موجة من الغضب العارم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن وصفه ناشطون سوريون ببيان الذل والعار، إثرّ تنديد الإخوان قصف الطيران الحربي الإسرائيلي ساحة الحاويات الإيرانية التي تحوي على أسلحة ومواد متفجرة، تم نقلها من طهران إلى ميناء اللاذقية ليقوم النظام السوري بالشراكة مع الميلشيات الحليفة وحزب الله اللبناني بقصف مناطق سيطرة مناهضي حكم بشار الأسد.

وجاء في البيان الرسمي الصادر عن جماعة الإخوان المسلمون: "عاشت مدينة اللاذقية صباح هذا اليوم، وللمرة الثانية خلال هذا الشهر، يوماً آخر من الخوف والرعب، حين أقدمت طائرات صهيونية متمركزة عبر المتوسط بقصف أهداف في ميناء اللاذقية الحيوي، الذي يعتبر الرئة الأولى لسورية.

اقرأ أيضاً: القضاء المصري.. المؤبد للعقل المدبّر في جماعة الإخوان "محمود عزت"

المخزي في الأمر أن الميناء المذكور يقع على بعد أميال قليلة من قاعدة حميميم الروسية ومن قواعد صواريخ إس 200 وإس 300 والتي لم تفعّل قط ضد الهجمات الصهيونية المتكررة، والأكثر عاراً وخزياً ما تفوه به وزير خارجية الأسد "فيصل المقداد" في المرة الأولى فقال إنهم يردون على العدوان الصهيوني بقصف من سماهم الإرهابيين من ثوار سورية الأحرار وأطفالهم ونسائهم.

أيها السوريون الأحرار الشرفاء على أرض الوطن وفي مواطن الشتات.

إننا في جماعة الإخوان المسلمين سنظل متمسكين بحرمة شعبنا وأرضنا وبحرنا وجوّنا ضد كل أشكال الانتهاك والعدوان الصهيوني والروسي والإيراني، وسواء كانت العدوانات الصهيونية خلبية لإعطاء شعار المقاومة والممانعة الكذوب معناه، أو كانت نتيجة لصراع اللصوص على الضحية، فإننا لن نملّ من إدانة كل عدوان يقوم به العدو الصهيوني على أرضنا وديارنا وأهلينا.

ولن نملّ كذلك من إدانة بائعي الجولان المتخاذلين أمام العدوان، الذين ما زالوا يحتفظون بحق الرد منذ نصف قرن، وتحت وطأة الصفعات الصهيونية ليل نهار.

أيها السوريون الأحرار الشرفاء.

إن وحدتنا وتكاتفنا وتفهمنا لأبعاد المؤامرة الكبرى التي تحيط بوطننا، كل ذلك يشكل الطريق الأمثل للخلاص ولتحرير الوطن من رجس المحتلين.

وعهدنا في جماعة الإخوان المسلمين معكم دائماً أن نكون الأوفياء لقضايا هذا الوطن.. لسيادته ولشرفه ولكرامة بنيه".

تعليقات السوريين

وجاءت معظم التعليقات قبل تقييدها على المنشور في صفحة الإخوان بمنصتي الفيس بك وتويتر رافضة ومستنكرة للبيان، حيث قال المحامي والناشط الحقوقي، عبدو عبد الغفور: "يعني جايين بدكم تتاجروا بالقضية، وتصيروا ممانعين في حارة شهبندر التجار تبع المقاومة، اللي بالع كل سوق الممانعة من زمان؟! متسائلاً: هذا البيان ليعزز موقف النظام المقاوم والممانع يعني؟!

فيما كتب البرلماني والمعتقل السياسي السابق، محمد مأمون الحمصي، على صفحته في منصة تويتر" بيان جماعة الاخوان المسلمين في سوريا، إذا لم تستحي فكتب بيانات العار كما شئت، من لا يخاف الله توقع منه كل شيء"، بينما ذكر الناشط والصحفي، فراس علاوي، في تعليق له على البيان إنَّ "ميناء اللاذقية منذ عام 2018، هو قاعدة عسكرية ايرانية وكل ما يدخل عن طريقه هو تحت اشراف حزب الله، وما تم استهدافه هو صواريخ كونكورس ومضاد دروع كانت ستقتل السوريين".

اقرأ أيضاً: خروج مظاهرات ضد الأسد والإخوان في إدلب بالذكرى الخامسة على سقوط حلب

وأكمل، أنَّ "هذا البيان والمدافعين عنه يبدو عندهم انفصال تام عن الواقع، وعن أي رئة اقتصادية تتحدثون والسوريون محاصرون من قبل إيران وحزب الله وحلفائهم".

أما السياسي السوري المعارض، ثائر الحاجي، فقد أعتبر أنّ تنظيم الإخوان المسلمين، أحد الأذرع الايرانية في المنطقة، وكلاهما عاثوا قتلاً وتدميراً لبلادنا، وأكد أن القضاء عليهم واجب اخلاقي وديني وانساني …، مشيراً إنًّهم من خلال بيانهم الأخير يتفاوضون مع الأسد للحصول على وزاراتٍ خلابية.

قصوفات متكررة

وللمرة الثانية خلال شهر، يقصف الطيران الحربي الإسرائيلي ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية (على ضفاف البحر المتوسط)، وفق ما ذكره الإعلام السوري الموالي.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، قوله إنه" حوالي الساعة 3.21 من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية مستهدفاً ساحة الحاويات في الميناء التجاري في اللاذقية، ما أدى إلى اشتعال الحرائق في المكان وحدوث أضرار مادية كبيرة، ولا يزال العمل مستمراً لإطفاء الحرائق وتدقيق نتائج العدوان".

ويبقى التساؤل المطروح، لماذا تختار إيران تخزين المواد المتفجرة والإبقاء عليها في المرافق الحيوية بالدول التي تتوسع فيها، إن كان في سوريا ولبنان أو في اليمن.

اقرأ أيضاً: مركز بحثي يستقرئ مستقبل الإخوان.. بظل خلافاتهم الأخيرة

وكانت لبنان الدولة العربية الوحيدة التي نددت بالقصف الإسرائيلي على مرفأ اللاذقية، رداً للجميل على تنديدات النظام السوري، بعد كل مرة يطال القصف الإسرائيلي مجموعات حزب الله التي تحاول خرق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني.

وأفادت تقارير صحفية، بأن فرق الإطفاء حتى ساعات متأخرة من يوم الثلاثاء، وهي تعمل على إخماد النيران التي خلفها القصف، وهو ما يشير بحسب خبراء إلى أنّ الحاويات تحوي على مواد متفجرة، في مشهد يشبه نسبياً، انفجار ميناء بيروت في أغسطس/ آب 2020.

الموالون ممتعضون

ومن الواضح أن هناك حالة غضب من قبل موالي النظام عن سكوت حلفائه على القصف الذي يطال مناطق سيطرته، دون أي تحرك فعلي منهم، حيث أنتقد الممثل الكوميدي الموالي، قاسم ملحو على صفحته في الفيس بوك، قائلاً "الروسي لافف رجل على رجل وعم يأكل كافيار ويتفرج على قصف الإسرائيلي لأراضينا، والإيراني شرحوا (مثله)، ما بدنا حدا غريب ببلدنا، لا أمريكي، ولا تركي، ولا أي حدا بنوووب (إطلاقاً)".

ويشار إلى أن "قاعدة حميميم الجوية" الروسية، تقع على بعد 15 كيلو متر عن ميناء اللاذقية، وهو ما خلّف تساؤلات عديدة عند موالي النظام السوري، عن سبب عدم استخدامها للمضادات الأرضية، وإذا ما كانت الضربات الإسرائيلية بتنسيق كامل معها.

وتؤكد معلومات أنه في داخل قاعدة حميميم، منظومة دفاع جوي من طراز إس 400، و3 منظومات نوع بانتسير إس إم، بالإضافة إلى منظومة الصواريخ إس300 الموجودة في قاعدة طرطوس البحرية.

ليفانت-خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!