الوضع المظلم
الإثنين ١٤ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • بوادر صراع وتوترات متصاعدة بين الأمن العام والفيلق الخامس في درعا

  • يشير تكثيف الانتشار الأمني في مناطق نفوذ الفيلق الخامس إلى تحول استراتيجي في توازنات القوى بالمنطقة، مما ينذر بصراع محتمل على السيطرة والنفوذ في محافظة طالما عانت من الاضطرابات
بوادر صراع وتوترات متصاعدة بين الأمن العام والفيلق الخامس في درعا
توترات في درعا

بادرت مجموعات تابعة للفيلق الخامس في بلدتي صيدا والحراك بريف درعا الشرقي بتسليم أنفسها وعتادها العسكري إلى قوى الأمن العام، التي انتشرت بكثافة في المنطقة مؤخراً، فيما يبدو كخطوة استباقية وسط مؤشرات متزايدة على تصفية حسابات وشيكة.

وتطرح هذه التطورات المتسارعة تساؤلات جدية حول دوافع هذا التحرك المفاجئ وتوقيته، خاصة مع غياب أي إشارات سابقة لمصالحة أو اتفاق بين الطرفين.

وتزامن ذلك مع تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في بلدة الجيزة استهدفت عناصر من الفيلق الخامس، في خطوة تشير إلى تصاعد غير مسبوق في نبرة المواجهة بين الطرفين، ولعل هذه الحملة ليست سوى البداية لعملية أوسع نطاقاً تهدف إلى تقويض نفوذ الفيلق الخامس في المناطق التي اعتبرت لسنوات معاقل له لا يمكن المساس بها.

وعمم الأمن العام في بلدة جباب مهلة قصيرة مقدارها ساعتان كحد أقصى، مطالباً جميع المنتسبين للفيلق الخامس بتسليم أسلحتهم إلى مخفر البلدة، مع فرض حظر تجوال وإلزام الأهالي منازلهم، محذراً في تعميمه من ملاحقة قانونية لكل من يتخلف عن تنفيذ هذه التعليمات، ويبدو أن إعطاء مهلة قصيرة بهذا الشكل مع التهديد بالملاحقة يعكس نهجاً تصعيدياً متعمداً، قد يدفع بالطرف الآخر إلى زاوية حرجة تضطره إما للمواجهة أو الاستسلام.

وتستمر أرتال الأمن العام بالتمركز في غالبية المناطق والبلدات المحيطة بمدينة بصرى الشام، المعقل الرئيسي للفيلق الخامس، في استراتيجية واضحة لتطويق هذا التشكيل العسكري، ليرسم هذا الحصار المتدرج لبصرى الشام مشهداً قاتماً لاحتمالات صدام وشيك، خاصة مع استمرار تدفق التعزيزات وعدم ظهور أي بوادر للتهدئة أو الحوار.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات بانتشار أرتال تابعة لإدارة الأمن العام في بلدة السهوة من جهة مدينة بصرى الشام، بينما وصل رتل عسكري آخر إلى بلدة الجيزة، ويبدو هذا الانتشار الممنهج كإحكام لطوق أمني متدرج حول مناطق نفوذ الفيلق الخامس، في مشهد يذكر بتكتيكات عسكرية سابقة في المنطقة انتهت بمواجهات مفتوحة.

وواكب هذه التحركات توجيهات صدرت عن إدارة الأمن العام ووزارة الدفاع عبر مكبرات الصوت في مساجد بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، تطالب بضرورة تسليم كل من يحوز سلاحاً تابعاً للفيلق الخامس على الفور.

ويعكس استخدام المساجد ومكبرات الصوت في توجيه الإنذارات رغبة في إيصال رسالة حازمة وعلنية، مما يضيف بعداً نفسياً للضغط المتزايد على عناصر الفيلق والمتعاطفين معهم.

ويأتي هذا التصعيد غداة انتشار القوات الأمنية والعسكرية في شوارع مدينة بصرى الشام، وفرض حظر تجوال، بالتوازي مع هجوم للقوى الأمنية استهدف مجموعة من عناصر وزارة الدفاع، أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة، من بينهم قيادي سابق في الفصائل المعارضة للنظام السابق، نُقلوا جميعاً إلى المستشفى.

ومع تصاعد وتيرة الأحداث، تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف جديدة قد تقوض سنوات من الاستقرار الهش الذي تحقق بصعوبة.

ووجه أهالي بصرى الشام اتهامات لعناصر اللواء الخامس وقيادته، بمحاولة اغتيال واعتقال العناصر الذين انضموا لوزارة الدفاع، دون تقديم تفاصيل حول طبيعة هذه الاتهامات أو الأدلة التي تدعمها.

ويزيد تبادل الاتهامات على هذا النحو من حدة الاستقطاب المجتمعي، ويدفع السكان المحليين للاصطفاف خلف طرف ضد آخر، مما يهدد بتحويل أي صراع محتمل إلى نزاع له جذور مجتمعية أعمق يصعب احتواؤها مستقبلاً.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!