-
بعد رفع الأسعار.. النظام السوري يتجه نحو إزالة الدعم نهائياً
رفع نظام الأسد أسعار البنزين، من نوع "أوكتان 95"، ليصل إلى حد 3000 ليرة سورية لليتر الواحد، في زيادة هي الرابعة على التوالي، منذ مطلع العام الحالي، ما يزيد من معاناة المواطنين من جهة،ما يثير التساؤلات حول الأسباب والغايات التي تقف وراء تلك الخطوة من جهة أخرى.
ويسوّق نظام الأسد أن الزيادة ترتبط بالعقوبات الغربية المفروضة عليه، فيما يشير محللون اقتصاديون إلى أن الأمر لا يمكن فصله عن نتاج عشر سنوات من الحرب، حيث كانت كفيلة بتدمير معظم مقومات الاقتصاد، وخروج أخرى عن سيطرته لصالح أطراف نفوذ أخرى.
في السياق ذاته، لم يصدر أي تبرير حتى الآن أي توضيح من "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك"، التابعة للنظام السوري، التي اتخذت قرار رفع سعر البنزين، واللافت أنه يأتي بعد أيام قليلة من إعلان حكومة نظام الأسد رفع أسعار مادتي السكر والأرز "المدعومتين"، بنسبة تقدر بـ100 بالمئة، حيث تعيش سوريا أسوأ أزمة اقتصادية، تشمل جميع القطاعات.
ويتوقع أن يتجه نظام الأسد في الأيام المقبلة إلى رفع سعر مادة الخبر بنسبة قد تصل إلى 100 بالمئة من سعرها الحالي، وهو ما أكده مصدر مسؤول لإذاعة "نينار إف إم" التي تبث من سوريا الأربعاء، كما أنّه هناك توقعات أيضا بصدور قرار يقضي برفع سعر مادة المازوت "المدعوم" إلى حد 500 ليرة، الأمر الذي سينعكس على أسعار باقي السلع الأساسية التي يحتاجها المواطنون بشكل يومي، بحسب ذات المصدر.
وبحسب صحيفة الوطن الموالية للنظام السوري، فإنه وبحسب "المؤشرات" فإن زيادة أسعار مادتي الخبز والمازوت "أمراً لا مفر منه، سيحدث قريبا"، مبرّرة ذلك بأن "دعم الدولة لهذه المواد يستنزف منها ويشكل عبئا كبيرا على موازنتها. برفع الأسعار ستعمل على سد ذلك العجز الكبير".
وبحسب المعطيات في المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، فإن النظام السوري يسير تدريجيا في خطوات إزالة الدعم عم السلع التي يحتاجها المواطنون، من الخبز أولا، ومن ثم المحروقات التي تشكّل عصب الحياة والتنقل.
يشار إلى أنّه هناك عدة مراحل مختلفة لعجز النظام السوري عن استمرارية الدعم، أولها "سوء إدارة السياسات النقدية"، وما تبع ذلك من انهيار سعر الصرف، ومن ثم تآكل الموازنة الحكومية، والتي تضم في بنودها ضرورة دعم السلع والخدمات للمواطنين، فيما يعتبر باحثون أنّ المرحلة الثانية، ترتبط بـ"تغول أمراء الحرب بشكل مباشر في القطاع الاقتصادي، حيث باتوا يسيطرون على قطاعات الدولة ويعطلونها بالفساد، وأيضا يرسمون خططا تتعلق بآليات التعاقد وما إلى ذلك، بهدف تحقيق مصالحهم وليس مصالح الشعب".
اقرأ المزيد: \مصالح روسيا الاقتصاديّة في سوريا ما بين قضيّة مخلوف وترفيع يفيموف
جدير بالذكر أنه قبل قرار رفع أسعار المادة كان "بنزين أوكتان 95" يباع في السوق السوداء بـ3000 ليرة سورية لليتر الواحد وبكميات غير محدودة، ليرتفع اليوم بشكل مباشر إلى أسعار تتراوح بين 3500 ليرة سورية و4000"، بحسب مصادر موقع الحرّة".
ليفانت- الحرّة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!