الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
بصرى والقريا.. والانزلاق المتسارع نحو الفتنة من جديد
السويداء

سلامة خليل- ليفانت


منذ أن انتهت الجولة الأولى من الاشتباكات بين شبان بلدة القريا جنوب السويداء وعناصر الفيلق الخامس في نهاية شهر آذار/ مارس الماضي، بذلت مساعي كثيرة لوأد الفتنة وإنجاز المصالحة بين الجارين، ولكن كل هذه المساعي اصطدمت بالتعطيل المقصود ،من قبل الجهات المحسوبة والتابعة للنظام في السويداء. حيث لم يوفروا جهداً لإفشال كل هذه المحاولات ،لابل أججوا الوضع أكثر وأكثر من خلال تسليح كتائب البعث منذ أكثر من شهرين بأسلحة وقذائف لم تكن متوفرة لديهم، أشارت بعض المصادر لدور حزب الله فيه. بصرى والقريا


بنفس الوقت هذا لا يعفي الفيلق الخامس واللواء الثامن الذي يقوده أحمد العودة من المسؤولية المباشرة والأساسية عن كل ما يحدث، وذلك عبر الاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية غربي بلدة القريا المحاذية لمدينة بصرى الشام، المقر الرئيسي لهذا اللواء. بحيث منع الأهالي في القريا من استثمار أراضيهم وخاصة في هذه الظروف العسيرة والكارثية، التي تمر بها المحافظة وسوريا بشكل عام.


السؤال الذي كان يؤرق الجميع ما هذا الموقف الروسي العجيب، الذي أتاح للفيلق الاستيلاء على هذه الأراضي، بدون أي وجه حق كحالة اعتداء سافرة لا يمكن السكوت عنها مهما بلغت التضحيات؟


في حال كان لأحمد العودة ولوائه تخوّفات وحذر من هذه الجهة، كان من الممكن وضع حاجز مراقبة تشرف عليه روسيا، لتتأكد إن كان المزارعين يحملون لاراضيهم قمحاً أو قنابل! وهو ما لم يبقِ لدى الأهالي إلا تكهناً واحداً وقد تداوله كثيرين، أن الفيلق الخامس، وبالاشتراك مع الروس، نقّبوا كثيراً في تلك المنطقة، وجلبوا آليات ثقيلة (تركسات وبلدوزرات) عملت بدون توقف باحثة عن آثار قديمة وماقد تخفية من كنوز.


حيث يستطيع الروس وببساطة الحصول على صور من الأقمار الصناعية، تكشف ما هو مخفي بدقة! وهو مجاز للتكهن وقريب من التصديق تتناقله الألسن.


بالعودة لما جرى اليوم الثلاثاء 29/9/2020، فقد اندلعت الاشتباكات وبشكل عنيف منذ الصباح، وبحسب الصفحات التابعة للفيلق الخامس، فقد وصفت الهجوم على مواقعهم في أراضي بلدة القريا بالمنظم والقوي. استطاعت خلاله الفصائل المهاجمه إيقاع خسائر كبيرة في صفوفهم، واستعادة بعض هذه المواقع التي يشغلونها منذ ستة أشهر.


الجديد في معركة اليوم هو تبني حركة رجال الكرامة الدخول في المعركة، وأنّها زجّت بمئات المقاتلين لطرد “الإرهابي أحمد العودة” ومسلّحيه كما يصفونه. واللافت كما في الجوله السابقة، أن النظام لم يحرك ساكناٌ، على الرغم من تواجده بقطعه العسكرية وحواجزه التي تنتشر في المنطقة، وهذا ما يؤكد إصرار النظام على إشعال هذه الفتنة بكل الأشكال الممكنه عبر عدم تدخّله من جهة، وبنفس الوقت بتسليحه لكتائب البعث وغيرها من الفصائل الرديفة كما اصطلح على تسميتها، موكلاً هذه المهمه لحزب الله.


بدون شك، الخسائر بالأرواح كانت كبيرة فقد وثّقت الصفحات مقتل 14 مقاتلاً من الفصائل بالإضافة لجرح وإصابة أكثر من 60، وإصابة البعض منهم بليغة، وبنفس الوقت خسائر الفيلق الخامس أيضا كانت بالعشرات بين قتيل وجريح، لكنهم لم يعلنوا عن الأرقام بدقة.


من الواضح أن هذه المعركة كانت مبيتة ومخطط لها من الجهات المعنية بإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة الجنوبية، إن كان لجهة تعويم أو حرق بعض الفاعلين والمؤثرين على الأرض في هذه المنطقة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ما هو الدور الإيراني والدور الروسي المرتقب بعد هذا التصعيد؟ وما هي إمكانية السيطرة جزئياً أو كلياً عليه؟ هذا ما ستكشفه الأيام.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!