الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • بإنتهاء تنظيم داعش في سوريا والعراق دول على حافة التقسيم

بإنتهاء تنظيم داعش في سوريا والعراق دول على حافة التقسيم
حسين احمد

حسين أحمد - كاتب سوري


تشير مجمل الأحداث بأن هناك تغيرات كبيرة سوف تجري على خارطة المنطقة وخاصة في سوريا والعراق, بعد القضاء على آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في "باغوز" وهذا التنظيم الذي عرف باسم "داعش" في بعض دول الشرق الأوسط كـ "سوريا والعراق" وكما أنه ظهر في أطراف بعض الدول الإفريقية كـ : ليبيا ومصر وأن الظرف الذي تواجد فيه هذا التنظيم منذ عام 2014 يحث المعنيين على التوقف بجدية عند مجريات الأحداث, والدخول في خفاياها لإدراكها بشكل مطلوب, وخاصة أن تنظيم داعش توجه منذ بداية ظهوره باتجاه مناطق الكردية في سوريا ومحاربة الكرد تحديداً وفي نفس الوقت توجه التنظيم بكل قوته نحو مناطق شنكال لقتال الكرد الإيزيديين بكردستان العراق.


والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يتوجه تنظيم داعش مثلاً إلى دمشق أو إلى بغداد؟ ولذلك على الكرد أولاً ومن ثم شعوب الشرق الأوسط أن يستوعبوا دور داعش في مجريات هذه التغيرات التي نحن بصدد قراءتها ,قراءة دقيقة ,وأن ندخل في صلب هذه العمليات التغيرية, التي سوف تجري على خارطة المنطقة ونسلم بمفهوم أن خارطة العالم كله قد يتغير بعد القضاء النهائي على تنظيم داعش.


قراءة بنية هذه الدول الاستبدادية - التي تواجدت فيها داعش- وتفاعلت مع أنظمتها البوليسية التي تراكمت سلبياتها طيلة سنوات حكمها, ويتطلب كذلك أن ننظر إليها بنظرة جدية وبمفاهيم إستراتيجية لفهم وظيفة داعش وآليات التي عملت بها.


قد تظهر للباحث في تفاعلات السياسية في الشرق الأوسط من خلال التداعيات السياسات القمعية التي كانت ولازالت تمارس بحق شعوبها عبر أنظمتها الدكتاتورية بأن المنطقة بطولها وعرضها دفعت ضريبة باهظة من القتل, والدم, والدمار من قبل المرتزقة التي ساهمت في صناعتها هذه الأنظمة في سبيل حماية مناصبها مهما كانت الثمن واستخدامها لأدوات مخابراتية وأساساً لها ارتباط وثيق بمراكز القرار الدولي لأن المؤامرات تحاك ضدها من قبل إدارة هذه الأنظمة في سبيل تغير واجهتها المعلنة, لأنهم الوحيدون الذين من سيتأذى مصالحهم الاقتصادية والسياسية, ولن يكون الغالب الأوحد في هذه التغيرات سوى الشعوب المقهورة, التي شاهدت بأم عينها بشاعة القهر والذل الذي مورس عليها قروناً من الاضطهاد, وبأشكاله الكثيرة, وإبقائه تحت مهانة إرادتها, والمنافية لأبسط الحقوق الإنسانية والاجتماعية وحتى القومية.


إن هذه الأنظمة الاستبدادية التي هي محور أزمات منطقة- الشرق الأوسط تحديداً- لم تعد تستوعب شعوبها ,وهي تكتنز في إيديولوجيتها إرثاً تسلطياً دموياً سواء أن كانت قومية أو دينية او أثنية ,لقد استهلكت طاقتها الاقتصادية في سبيل التستر على أعمالها عبر تنظيمات راديكالية, فبهذا الإرث الدموي لا يمكن لها أن تأت بحلول عصرية وحضارية وإنسانية لشعوب المنطقة بكافة اثنياتها, لذلك بدأت تنتج هذه التنظيمات التي هي ذات توجهات إرهابية وباسم الإسلام فمنها داعش والجبهة النصرة وأحرار الشام بغية إرباك وتشويش شعوب المنطقة برمتها التي طالبت بالحرية والاستقلال من نير استبدادها فكانت داعش لهم بالمرصاد حيث أنها صنيعة إستخباراتية محلية ودولية بامتياز.


وبيدو أن مهدنسي هذه الأنظمة انصدموا بسقوط داعش وانحلالها كما حصل في "باغوز" آخر معاقل داعش في16- 2- 2019 .وبالتالي إسقاط تلك الأنظمة ستؤدي بلا شك إلى إسقاط الإرهاب وكان لمقتل البغدادي في "باريشا" في إدلب في 26 أكتوبر 2019 رسالة واضحة إلى إتباعه بأن داعش انتهت, وأن خريطة الطريق بدأت تنفذ وتظهر معالمها, وعلى ضوء هذه الأحداث ما على المعنيين سوى إدراك أن المنطقة مقبلة على خارطة جديدة وإن التغيرات قادمة, ولاشك فيه أن الأطراف التي لم تفهم مجريات هذه التغيرات إدراكا دقيقاً ستسقط من ورقة التاريخ سقطة أزلية.


 

العلامات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!