-
انتهاكات مُفزعة بحق الخادمات.. ومنظمة العفو الدولية تدعو لبنان لإلغاء نظام الكفالة
نددت منظمة العفو الدولية بالانتهاكات التي تطال الخادمات القادمات من الدول الأفقر في العالم واللواتي يعملن في بيوت مواطنين لبنانيين، حيث تتهم المنظمة أصحاب المنازل بالسيطرة شبه الكاملة على حياة عشرات الآلاف من العاملات،ودعت المنظمة الدولية السلطات اللبنانية لإلغاء نظام الكفالة لعاملات المنازل المهاجرات.
وقالت المنظمة في تقرير لها، الأربعاء، بعنوان "بيتهم سجني، استغلال عاملات المنازل المهاجرات في لبنان"، إنه يجب وضع حد لنظام الكفالة الذي يمنح أصحاب العمل سيطرة شبه كاملة على حياة هؤلاء العاملات ويعزلهن، مطالبة بـ"تأمين الحماية القانونية" لهن.
وحثت المنظمة البرلمان اللبناني على "تعديل قانون العمل بحيث يشمل عاملات المنازل بحمايته" وإلى إصلاح نظام منح التأشيرات واعتبار "مصادرة جواز سفر العاملة جريمة إدارية".
وقالت المنظمة في بيانها: "التزم وزير العمل اللبناني الجديد على الملأ، وأمام منظمة العفو الدولية بشكل مباشر، بأنه سيتخذ تدابير ملموسة لحماية حقوق عاملات المنازل المهاجرات".
وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 32 عاملة من عاملات المنازل المهاجرات، إلى جانب مسؤولين دبلوماسيين وأصحاب عمل ومكاتب استقدام وناشطات مهاجرات ومنظمات غير حكومية، حيث ركَّزت على حقوق العاملات المهاجرات في لبنان. والتقت المنظمة بوزير العمل، وقامت في وقت لاحق بإطلاع وزارة العمل ووزارة الداخلية والبلديات على النتائج والتوصيات التي توصلت إليها وطلبت منهما ردًّا.
وردّ وزير العمل كميل أبوسليمان وأكد أن الوزارة أعدت مشروع قانون بشأن حماية عاملات المنازل، ووعد بتنفيذ العديد من التوصيات الواردة في التقرير.
ودعا منظمة العفو الدولية إلى الانضمام لفريق العمل المزمع إنشاؤه من أجل إصلاح نظام الكفالة.
كما طلب الوزير من منظمة العفو الدولية "تزويد الوزارة بقائمة من الانتهاكات حتى تتمكن من اتخاذ إجراءات فورية". ووافق على ضرورة مساءلة مكاتب الاستقدام التي تنتهك حقوق العاملات المهاجرات.
شهادات مروّعة:
لقد أُخضعت عاملات المنازل المهاجرات اللاتي قابلتهن منظمة العفو الدولية إلى ظروف عمل تنطوي على الاستغلال من قبل أصحاب العمل. وشملت هذه الظروف إرغامهن على العمل لساعات طويلة، وحرمانهن من أيام الراحة، وعدم دفع أجورهن، وحرمانهن من الطعام وأماكن السكن اللائقة، وتعريضهن لإساءة المعاملة اللفظية والجسدية، وحرمانهن من الرعاية الصحية.
فقد قالت "إيفا"، وهي عاملة منزل فلبينية، لمنظمة العفو الدولية إنها كانت معزولة في منزل صاحب العمل لمدة ثلاث سنوات متواصلة قبل أن تتمكن من الفرار: "لم يُسمح لي بالتحدث إلى أي شخص. وعندما كنت أفتح النافذة وأُلوِّح إلى فلبينيات أخريات، كانت <صاحبة العمل> تشدُّ شَعري وتضربني. لقد احتجزتني في المنزل لمدة ثلاث سنوات، ولم أخرج منه أبداً".
وقالت "ماري"، وهي عاملة منزل إثيوبية، لمنظمة العفو الدولية، إنها عملت لمدة 19 ساعة يومياً على مدى سبعة أيام في الأسبوع من الساعة الخامسة صباحاً حتى منتصف الليل بدون استراحة أو يوم عطلة.
وقالت ست نساء على الأقل لمنظمة العفو الدولية إن ظروف عملهن أدت إلى أن أفكاراً انتحارية راودتْهن أو حاولن الانتحار فعلاً.
وذكرت العديد من النساء اللائي أجرت معهن منظمة العفو الدولية مقابلات أنهن تعرَّضن للمعاملة المهينة والحاطَّة بالكرامة مرة واحدة على الأقل من قبل أصحاب العمل باستخدام ألفاظ من قبيل "حمارة" و"كلبة" و"حيوانة" وغيرها من عبارات الشتيمة النابية الشائعة.
وقالت سبستيان، وهي عاملة منزل من ساحل العاج، لمنظمة العفو الدولية إنها كانت ترزح تحت وطأة أعباء عمل ثقيلة، وإنها تعرَّضت لمعاملة سيئة، واحتُجزت في المنزل، ولم تُدفع لها أجورها لمدة ثلاثة أشهر: "عندما طلبتُ منها <صاحبة العمل> إعادتي إلى بلادي، قالت لي: "يجب أن تعملي عندي مقابل مبلغ 3.000 دولار أمريكي الذي دفعناه".
انتهاكات مُفزعة بحق الخادمات.. ومنظمة العفو الدولية تدعو لبنان لإلغاء نظام الكفالة
انتهاكات مُفزعة بحق الخادمات.. ومنظمة العفو الدولية تدعو لبنان لإلغاء نظام الكفالة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!