-
انتفاضة إلحاق العمامة بالتاج
أي نظام سياسي مهما کان الاسم والصفة التي يختبئ تحتها ويقوم بفرض أفکاره ومعتقداته قسراً على الآخرين ويعتبر أي تفکير أو مبادئ خارج الدائرة التي رسمها للشعب، جريمة ويجب المحاسبة عليها، هکذا نظام هو نظام ديکتاتوري.
نظام الملالي الذي قام على أساس نظرية ولاية الفقيه، سعى منذ البداية ومن أجل ضمان بقائه واستمراره، إلى الادعاء بأنه نظام ديمقراطي ويعتمد الانتخابات، ولکن ومنذ الأعوام الأولى التي مرت على قيام هذا النظام، صار واضحاً للعيان أن بين هذا النظام وبين الديمقراطية بون شاسع لا يمکن أبداً ملأه، والملفت للنظر هنا، أن التأکيد على الطابع الديکتاتوري للنظام ومن أنه لا يختلف عن النظام الملکي السابق بل وحتى مجرد امتداد له ولکن بشکل آخر، بالأحرى بعد تأسيس نظام الملالي من أن التغيير الذي حدث هو استبدال التاج بالعمامة.
طوال 43 عاماً من حکم هذا النظام والذي أثبت خلاله وبصورة فعلية بأنه قائم على الممارسات القمعية وليس يرفض الآخر ويقصيه بل وحتى يسعى من أجل القضاء عليه قضاء مبرماً، والذي يلفت النظر أکثر في هذا النظام هو أنه استخدم ويستخدم العامل الديني من أجل تبرير ممارساته القمعية واستبداده واستبدال التاج بالعمامة، يعني أن هذا النظام يوظف العامل الديني من أجل تحقيق أهدافه ومراميه، وظلت تصر على رأيها هذا وتقوم بالتأکيد عليه، سياسياً وإعلامياً، ويبدو أن الشعب الإيراني قد أدرك ووعى هذه الحقيقة وتيقن بأن الدين مجرد ستار وغطاء لهذا النظام بل حتى إن الدين براء منه.
استمرار الانتفاضات خلال الأعوام الأخيرة بشکل خاص، قد جاء بسبب أن الشعب قد صار على قناعة واضحة من أن عدوه الوحيد ليس خلف الحدود، کما يحاول القادة والمسٶولون في هذا النظام التأکيد عليه، بل إنه النظام نفسه بحد ذاته من دون أي شك، وإن مقتل الشابة الکردية مهسا أميني على يد ما يسمى بدوريات الإرشاد قد کان بمثابة الشرارة التي أشعلت النار في هشيم غضب وسخط الشعب الإيراني الذي کان يغلي في الصدور مثل البراکين، إذ إن هذه الانتفاضة وبخلاف الانتفاضات السابقة قد امتدت سريعاً إلى سائر أرجاء إيران وعمت المحافظات الـ31، بما يٶکد بأن الشعب الإيراني قد صار على يقين بالمعدن الرديء لهذا النظام ومن أن النضال من أجل إسقاطه واجب إنساني لا مناص منه، حيث يطالب الناس بما لا يقل عن تغيير النظام، وعلى المجتمع الدولي الاعتراف بحق هذا الشعب في الإطاحة بالنظام وإقامة حكومة ديمقراطية حرة. نعم استمرت الاحتجاجات على الرغم من القمع الشديد للنظام.
ليفانت - فريد ماهوتشي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!