الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
الولايات المتحدة خسرت معركة الذكاء الصنعي ضد الصين
بعض مستويات الحماية في الدوائر الأمريكية مستوى حضانة أطفال

قال مسؤول البرمجيات الأول في البنتاغون إنه استقال احتجاجاً على بطء وتيرة التحول التكنولوجي في الجيش الأمريكي، ولأنه لا يستطيع الوقوف لمشاهدة الصين تتفوق على أمريكا.


في أول مقابلة له منذ مغادرته منصبه في وزارة الدفاع قبل أسبوع، صرّح نيكولاس تشيلان لصحيفة فاينانشيال تايمز إن فشل الولايات المتحدة في الرد على التهديدات الإلكترونية الصينية وغيرها من التهديدات يعرض مستقبل أطفاله للخطر.


"ليست لدينا فرصة قتالية تنافسية ضد الصين في 15 إلى 20 عاما.  قال "لقد انتهى الأمر فعلاً في رأيي"، مضيفاً أن هناك "سبباً وجيهاً للغضب".


ويرى تشايلان، 37 عاما، الذي أمضى ثلاث سنوات يعمل بجهد على مستوى البنتاغون لتعزيز الأمن السيبراني وأول مسؤول برمجيات في سلاح الجو الأمريكي، إن بكين تتجه نحو الهيمنة العالمية بسبب تقدمها في الذكاء الصنعي والتعلم الآلي والقدرات الإلكترونية. أيضاً، تُعد هذه التقنيات الناشئة أكثر أهمية بكثير لمستقبل أمريكا من الأجهزة مثل الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس ذات الميزانية الكبيرة مثل F-35. يقول تشايلان.



ليس لدينا فرصة قتالية متنافسة ضد الصين منذ 15 إلى 20 عاما. في الوقت الحالي ، إنها بالفعل صفقة منتهية. نيكولاس شيلان

يضيف: "حتى لو تطلّب الأمر حرباً أم لا ولو  كان الأمر غير مؤكدا"، معتبراً أن الصين مستعدة للهيمنة على مستقبل العالم، والسيطرة على كل شيء من الروايات الإعلامية إلى الجغرافيا السياسية. وأضاف أن الدفاعات الإلكترونية الأمريكية في بعض الدوائر الحكومية كانت على مستوى "رياض الأطفال".


كما ألقى باللوم على إحجام شركة غوغل عن العمل مع وزارة الدفاع الأمريكية في مجال الذكاء الصنعي، والمناقشات المكثفة حول أخلاقيات الذكاء الصنعي لإبطاء الولايات المتحدة. على النقيض من ذلك، قال إن الشركات الصينية ملزمة بالعمل مع بكين، وكانت تقوم "باستثمارات ضخمة" في الذكاء الصنعي دون اعتبار للأخلاق.


وأعلن تشايلان إنه يخطط للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس حول التهديد السيبراني الصيني بما في ذلك في إحاطات سرية، خلال الأسابيع المقبلة.


وفي مَعْرِض حديثه مع الفايننشال تايمز، جاء على ذكر أن الولايات المتحدة ما تزال تنفق أكثر من الصين ثلاث مرات على الدفاع، لكنه قال إن الأموال الإضافية غير مهمة لأن ثمن المشتريات الأمريكية كان مرتفعاً للغاية وأُنفق في الأماكن الخاطئة، في حين أن البيروقراطية والإفراط في التنظيم يقفان في طريق التغيير الذي يحتاجه البنتاغون بشدة.




البنتاغون.. سنستخلص العبر من تجربة أفغانستان لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي في مؤتمر صحفي. مصدر: وزارة الدفاع الأميركية

جاءت تعليقات تشايلان بعد أن حذّرت لجنة الأمن القومي الأمريكية، التي فوضها الكونغرس، في وقت سابق من هذا العام من أن الصين يمكن أن تتفوق على الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى في العالم في مجال الذكاء الصنعي خلال العقد المقبل.


وأقر كبار مسؤولي الدفاع بأنهم "يجب أن يفعلوا ما هو أفضل" لجذب المواهب الإلكترونية الشابة وتدريبها والاحتفاظ بها، لكنهم دافعوا عن نهجهم المسؤول تجاه تبني الذكاء الصنعي.


قال مايكل جروين، وهو ملازم في مشاة البحرية ومدير مركز الذكاء الصنعي المشترك بوزارة الدفاع، في مؤتمر الأسبوع الماضي إنه يريد استخدام الذكاء الصنعي في الجيش بطريقة تدريجية، قائلاً إن اعتماده سيتطلب تحولاً ثقافياً داخل الجيش.


وتأتي تعليقات تشايلان بعد أن قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في يوليو / تموز إن وزارته "بحاجة ماسة" لتطوير الذكاء الصنعي المسؤول كأولوية، مضيفاً أن استثماراً جديداً بقيمة 1.5 مليار دولار من شأنه أن يسرع من تبني البنتاغون للذكاء الصنعي على مدى السنوات الخمس المقبلة.


وقال متحدث باسم وزارة القوات الجوية إن فرانك كيندال، وزير القوات الجوية الأمريكية، ناقش مع تشايلان توصياته لتطوير برامج الوزارة في المستقبل بعد استقالته وشكره على مساهماته.



تقاعس


أعلن تشايلان استقالته في رسالة لاذعة في بداية سبتمبر، قائلاً إن المسؤولين العسكريين تم تكليفهم مراراً وتكراراً بالمبادرات الإلكترونية التي يفتقرون إلى الخبرة فيها، وشجب "المتقاعسين" في البنتاغون وغياب التمويل.


قال في رسالته: "<نحن> ننشئ بنية تحتية حيوية للفشل"، وأشارت الرسالة فقط بشكل سريع إلى التقدم الذي حققته الصين. "لن نضع طياراً في قمرة القيادة دون تدريب مكثف على الطيران؛ لماذا نتوقع من شخص ليس لديه خبرة في تِقَانَة المعلومات أن يكون قريباً من النجاح؟ <. . .> بينما أضعنا الوقت في البيروقراطية، تقدم خصومنا إلى الأمام ".


ردّ روبرت سبالدينغ، العميد المتقاعد بالقوات الجوية الذي عمل ملحقاً دفاعياً في بكين، إن تشايلان اشتكى "بحق" وأضاف أنه أيضاً استقال مبكراً من أجل إنشاء حلول تقنية دفاعية مشفرة خاصة به بعد أن أحبطته أنظمة "قديمة" في أثناء تحليق القاذفات الشبح B-2 في أثناء العمل.


اقرأ المزيد: وول ستريت جورنال: روسيا تستغل أزمة الطاقة في أوروبا


حصل نيكولاس تشايلان رائد الأعمال التكنولوجي الذي بدأ عمله الأول بعمر 15 سنة في فرنسا على الجنسية الأمريكية في عام 2016. قاد الجهود المبذولة لتثبيت إجراءات الأمن السيبراني "انعدام الثقة" في وزارة الأمن الداخلي قبل الانضمام إلى البنتاغون.


وعبّر عن شعوره بالغضب والضياع لأنه أمضى ثلاث سنوات قضاها في "إصلاح الأشياء الأساسية السحابية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة" بدلاً من الابتكار.


جدير بالذكر، أن تشايلان رد في تغريدة  منبهاً أنه لم يقل أن أمريكا خسرت المعركة مع الصين، لكن إذا لم نتنبه الآن فلن يكون لنا فرصة حقيقية لننتصر على الصين في هذه المعركة.

https://twitter.com/NicolasChaillan/status/1447312616272154631
وائل سليمان

ليفانت نيوز _ ترجمات _ فايننشال تايمز

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!