الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • الهدنة اليمنية والأداة الإيرانية.. انتصار الموت على الحياة الآمنة

الهدنة اليمنية والأداة الإيرانية.. انتصار الموت على الحياة الآمنة
اليمن والحوثيون \ ليفانت نيوز

كان اليمنيون والمجتمع الدولي متأملان في أن تتحول الهدن التي عقدت لأول مرة في أبريل، إلى هدنة دائمة توقف إراقة دماء اليمنيين، الذين يدفعون حالهم حال السوريين وأقرانهم في لبنان والعراق، ثمن سياسات طهران التوسعية، المستظلة بحجج وذرائع واهية، أبرزها مناصرة الشعوب أو حماية المراقد والمواقع الدينية أو غيرها.

اقرأ أيضاً: مجلس القيادة اليمني: الحوثيون أحبطوا آمال الشعب بالهدنة

لكن ذلك لم يتحقق رغم كل الدعوات الدولية، إذ أفشل الحوثيون ومن خلفهم طهران، الهدنة في اليمن، وعادت البلاد إلى المربع الأول الذي سمته الحرب والدماء والاقتتال العبثي، في ظل انعدام الرؤية الواقعية والابتزازية التي تمارسها طهران.

دعوات دولية ومحلية لتمديد الهدنة..

طالبت الكثير من الأطراف الدولية والمحلية في اليمن بتمديد الهدنة، حيث دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في الأول من أكتوبر الماضي، الحوثيين إلى الانخراط البنّاء مع الجهود الأممية للوساطة في تمديد الهدنة، كما اتهم جماعة الحوثي بالاستمرار في تعريض محادثات الهدنة للخطر وحرمان اليمنيين من مستقبل سلمي، مرحباً بالتزام الحكومة اليمنية بتمديد الهدنة في حال الاتفاق عليها، كما حث الحوثيين على "الانخراط بشكل بنّاء مع جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانس غروندبرغ الرامية للتوسط في الهدنة كي يتسنى إجراء حوار جاد حول تحقيق مستقبل سلمي وشامل بقيادة اليمنيين".

اقرأ أيضاً: أميركا تعرب عن قلقها من انتهاء الهدنة في اليمن دون تمديد

فيما أعلنت بالتوازي، الحكومة اليمنية، أنها ستتعامل بإيجابية مع مقترح الأمم المتحدة لتمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية التي كانت ستنتهي في الثاني من أكتوبر، حيث أكد مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية، على تلقيها مقترحاً محدثاً من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لتمديد وتوسيع الهدنة ابتداء من 2 أكتوبر 2022.

نهاية الهدنة..

لكن تلك الدعوات ذهبت أدراج الريح، فبعد 6 أشهر من دخولها حيز التنفيذ، نقلت قناة "الإخبارية" السعودية عن مصدر حكومي، حول "تعنت" جماعة "أنصار الله" الحوثية بشأن تمديد الهدنة في اليمن، حيث كتب المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، في "تويتر": "قد نعود مجدداً.. فابقوا معنا"، وأضاف: "وسنوافيكم بها فور انتهاء وقت الهدنة في حال عدم التوصل لما يحقق مطالب شعبنا المحقة.. إن القوات المسلحة وهي بصدد الاستعداد والجاهزية لأية تطورات تحمل تلك الشركات مسؤولية تجاهل ما سيصدر عنها خلال الساعات المقبلة".

​​​​​​​اقرأ أيضاً: اليمن.. رسالة احتجاج لمجلس الأمن بشأن هجوم الحوثي

ومن جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن قلقه بسبب عدم تمديد الهدنة في اليمن، مُحذراً من أن الوضع الإنساني الخطير في اليمن يمثل أولوية عاجلة، وأن إنهاء الهدنة سوف يعيد الأزمة خطوات للوراء، بينما أظهر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة عقب انتهاء سريانها، داعياً في بيان، الأطراف اليمنية إلى "الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف".

انتقادات حكومية للحوثيين..

وقد انتقد عدد من المسؤولين بالحكومة اليمنية، مليشيا الحوثي، واتهموها بعرقلة جهود السلام وعدم دفع مرتبات الموظفين، حيث قال رئيس الوزراء معين عبد الملك عبر حسابه على "تويتر" في الثالث من أكتوبر: "في كل مرة تتشكل فيها فرصة للسلام تختار مليشيا الحوثي ومن ورائها النظام الإيراني هدرها، مفضلة خيار الحرب، في محطات مختلفة منذ 2004 مرورا بـ 2014 ومحادثات الكويت وستوكهولم واليوم، ‏يختارون الحرب ويرون في كل مسعى صادق للسلام دلائل ضعف وفي كل جهد دولي فرصة للابتزاز والنهب".

​​​​​​​اقرأ أيضاً: مجلس الدفاع اليمني يحذّر من أنّ تصعيد الحوثي يعفي الحكومة من التزاماتها

ومن جهته، نشر وزير الإعلام والثقافة اليمني، معمر الإرياني، سلسلة من التغريدات، اتهم من خلالها الحوثيين بعرقلة جهود التهدئة وتحقيق السلام في اليمن وإعاقة تخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين من خلال عدم توجيه عائدات دخول سفن المشتقات النفطية خلال سريان هدنة الأمم المتحدة في دفع مرتبات الموظفين الحكوميين بمناطق سيطرة الجماعة.

بينما اتهم عبد الله العليمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، المليشيا، باتخاذ تمديد هدنة الأمم المتحدة، فرصة لابتزاز الحكومة وتجاهل معاناة الشعب اليمني، وقال العليمي في تغريدة عبر "تويتر": "لقد اتضح للعالم أجمع أن الميليشيات الحوثية أبعد ما تكون عن أن تكون شريكاً في السلام".

انتقادات دولية للحوثيين..

بينما حمل المبعوث الأميركي تيم لندركنج، ميليشيات الحوثية مسؤولية عرقلة تمديد الهدنة الأممية في البلاد، وأكد أن الحوثيين فرضوا شروطا غير مقبولة، من بينها دفع رواتب مقاتليهم أولاً، في حين أظهر مجلس الأمن الدولي خيبة الأمل لعدم تمديدها وأردف في بيان، أن أعضاء المجلس رحبوا بانخراط الحكومة اليمنية في جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، بينما أكدوا أن مطالب الحوثيين "المبالغ فيها في الأيام الأخيرة من المفاوضات عرقلت جهود المنظمة الدولية للتوسط في الاتفاق مما هدد بعواقب سلبية".

​​​​​​​اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يندد بالهجوم "الحوثي" على ميناء الضبة اليمني

وفي الصدد، حض مجلس الأمن الأطراف اليمنية وخاصة الحوثيين على "الامتناع عن الاستفزاز.. والعودة للانخراط بشكل بناء في المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة"، كما أظهر قلقه حيال "لهجة الخطاب التي هددت عمدا المفاوضات والأعمال التي أعاقت الاستقرار الاقتصادي في اليمن"، مشدداً على أهمية تجنب استئناف الأعمال القتالية داخل اليمن، وأيضاً الهجمات في المنطقة وبالبحر الأحمر، وأردف أنه سيواصل اتخاذ كافة الإجراءات لدعم جهود تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن.

لا إجراءات تصعيدية..

ورغم أن الحوثيين ارتكبوا وفق السلطات الشرعية اليمنية، الكثير من الخروقات خلال فترة الهدنة، إلا أن ذلك لم يمنع الحكومة اليمنية من محاولة الحفاظ على السلام، عله ذلك يمنع المزيد من الانهيارات للشعب اليمني، فأعلنت الحكومة اليمنية أنها لم تتخذ أي إجراءات تصعيدية، وذلك بعد الفشل في تمديد الهدنة وقال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك: "ما زلنا حريصين على الحفاظ على كافة المكاسب التي تحققت للشعب اليمني" خلال فترة الهدنة.

وفي مؤتمر صحافي أضاف بن مبارك: "لذا لم نتخذ أية إجراءات تصعيدية، رغم أن الحوثي أعلن تحويل منطقة البحر الأحمر إلى منطقة عسكرية، ووجه إنذارات مباشرة للسفن"، وذلك في إشارة إلى تحذير أطلقته الحركة "من احتمال محاولة توجيه ضربات جديدة للسعودية والإمارات، الداعمين الرئيسيين للحكومة اليمنية"، حيث أكد بن مبارك حرص الحكومة على "تجديد الهدنة وطرح كافة المشاكل على طاولة الحوار".

​​​​​​​اقرأ أيضاً: اليمن.. وفاة طفل متأثراً بجروح إثر قذيفة "حوثية"

لكن ذلك لم يمنع رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، في الثلاثين من أكتوبر، من تجديد تعهد حكومته ومعها تحالف دعم الشرعية وشركائها في مكافحة الإرهاب بكل ما هو ضروري لحماية مصالح الشعب اليمني والملاحة الدولية من أي مغامرات إرهابية حوثية، مؤكداً ان سلوك ميليشيا الحوثي لا يعبر فقط عن تجاهل كارثي لمصالح الشعب اليمني، بل يمثل تحدياً لكل متطلبات الاستقرار في المنطقة.

وعليه، تكون إيران قد تمكنت من القضاء على الهدنة اليمنية عبر أداتها المتمثلة في مليشيا الحوثية، وهو ما يعتبر انتصاراً لإرادة الموت الإيرانية، على إدارة الحياة الآمنة والكريمة التي تأمل اليمنيون أن تجلبها لهم "الهدنة"، باعتبار أن الأخيرة كانت مقدمة مفترضة لحل سياسي جامع.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!