-
الهدف هو التغيير الجذري وإسقاط النظام
مع استمرار انتفاضة الشعب الإيراني وعدم تمکن النظام الإيراني من قمعها وحتى رکوب موجتها کما فعل مع الانتفاضات السابقة، فإن النظام يواجه هذه المرة ليس مجرد مشکلة عادية بل وحتى تهديداً غير عادي أجبره على حالة من الاستنفار، وإن الخوف والقلق البالغ يظهر واضحاً على التصريحات المواقف الصادرة عن قادة النظام، وبشکل خاص التلويح باستخدام المزيد من الممارسات القمعية على الرغم من أنهم قد تمادوا فيها کثيراً، يثبت بأن الانتفاضة الحالية غير مسبوقة وحتى يمکن القول بأنها بمثابة منعطف في مسير النظام ومصيره.
التهديدات المتتالية من قبل قادة النظام وحالة الاستنفار بين القوات القمعية وإصرارهم المثير للسخرية على تخوين الانتفاضة وتوجيه مختلف التهم الفارغة وبالغة السخف إليها بهدف التأثير السلبي عليها ولکن عبثاً ومن دون جدوى، تثبت بالإضافة إلى ذلك بمثابة إعلان لفشل الأجهزة القمعية في إنجاز مهمتها هذه المرة کما في المرات السابقة وهو ما يبين أن ما يجري حالة مختلفة تمام الاختلاف وإن کل ما قد صرحوا به بشأن تخوين الانتفاضة وارتباطها بدول خارجية لم يکن في الحقيقة والواقع إلا بمثابة نقر على طبول فارغ.
أکثر ما يثبت مدى خوف وقلق النظام بخصوص مستقبل ومصير النظام، هو ما صدر ويصدر عن حسين سلامي قائد الحرس الثوري من تهديد ووعيد ضد المتظاهرين وبطبيعة الحال فإن هذا التهديد والوعيد الذي کان مصحوباً بمضاعفة الممارسات القمعية لم يتمکن من إجراء أي تغيير أو تأثير على الانتفاضة بل وحتى إنه قد زاد من إصرار المتظاهرين وعزمهم على مواجهة النظام والتصدي له بلا هوادة، وحتى إن انضمام وزارة مخابرات النظام وحاجی زاده قائد القوة الجو فضائية للنظام، والعديد من أئمة الجمعة وغيرهم إلى جانب سلامي، يظهر بأن النظام قد صار في وضع حرج.
التصريحات السابقة لقادة ومسٶولي النظام الايراني والتي کانت تسير کلها باتجاه أن التظاهرة عبثية ولا يوجد أي تنظيم أو هدف محدد لها وهي تسعى للتخريب، لکنهم کانوا يشيرون بين الفينة والأخرى إلى منظمة مجاهدي خلق وکأنّها حالة دخيلة على الانتفاضة ولاعلاقة لها بالمتظاهرين ودعوة المتظاهرين للحذر منهم، غير أن التصريحات الأخيرة اتخذت سياقاً مختلفاً بعد أن غير قادة النظام من سياق حديثهم عن دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في الانتفاضة عموماً ومن حيث إقبال الشباب عليها.
في خطابه في شيراز يوم 29 أکتوبر المنصرم، ولأول مرة وفي اعتراف صريح وغير مسبوق بدور مجاهدي خلق وتأثيرها بين الشباب الإيراني، طلب حسين سلامي، القائد العام لقوات الحرس صراحة من الشباب عدم الانضمام إلى مجاهدي خلق، وقبل ذلك فإن وزارة المخابرات والاستخبارات التابعة للحرس الثوري وفي بيان مشترك أکدا على دور مجاهدي خلق في الانتفاضة، وهذا ما يدل على أن النظام يواجه فعلاً حالة غير مسبوقة وهو عندما يعترف بدور وتأثير مجاهدي خلق فإن سبب ذلك هو عدم وجود أي اختلاف أو فرق بين ما يتهدف إليه وتريده الانتفاضة وبين ما تناضل وتسعى إليه مجاهدي خلق، إذ إن الهدف هو التغيير الجذري وإسقاط النظام.
ليفانت - فريد ماهوتشي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!