-
المملكة العربية السعودية في ذكرى التأسيس.. خطوات كبيرة نحو الأمام
مرت منذ يومين ذكرى غالية على الشعوب العربية والإسلامية وعلى الشعب السعودي وهي ذكرى التأسيس الأولى للمملكة العربية السعودية، التي طالما كانت منذ نشأتها السند الحقيقي الجامع لكل عمل وجهد عربي مشترك، والتي كانت قبلة البلدان العربية والإسلامية من أجل نصرة القضايا العادلة المحقة.
تمر الذكرى ومسيرة الإنجازات التي تحققها المملكة العربية السعودية مستمرة منذ يوم التأسيس وحتى هذا الوقت، تلك المسيرة التي أرسي دعائمها المؤسس، جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، وبقيت مستمرة في خطوات واثقة وثابتة، لتحتل المملكة العربية السعودية مكاناً مرموقاً في هذا العالم الرحب على كافة الأصعدة، السياسية والعسكرية والاقتصادية، ولتصبح المملكة في عهد جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، في مصافي الدول الفاعلة في هذا العالم، ولتكون تلك المسيرة امتداداً لجهود من العقود المضنية، بذلها الملوك المؤسسون، واستمرت بنهج جديد ودماء جديدة عبر قيادة سمو الأمير، ولي العهد، الذي جعل من مصلحة المملكة العربية السعودية ومن المصلحة العربية والإسلامية بوصلة لنهجه الجديد في قيادة المملكة العربية السعودية.
هذه البوصلة التي كان موجهها العمل الدؤوب من أجل المواطن السعودي ورفع مكانة المملكة العربية السعودية عالياً في المحيط الإقليمي والدولي، وعند الحديث عن إنجازات المملكة العربية السعودية لا تتسع سطور أي مقال لذكرها، فإذا تحدثنا عن مسيرة المملكة العربية السياسية وإنجازاتها بهذا الخصوص، فهناك الكثير لنتحدث به بدءاً من الدور الكبير والفعال التي تلعبه المملكة العربية السعودية من خلال جامعة الدول العربية والقمم العربية ومجلس التعاون الخليجي على صعيد تنقية الأجواء العربية على صعيد التضامن العربي وحل القضايا الخلافية والبينية ونصرة الحقوق العربية ودعم الاستقرار في البلدان العربية عبر نهج ثابت ومميز وسياسة حكيمة يقود دفتها سمو الأمير محمد بن سلمان.
ولا يقتصر الأمر على العلاقات العربية العربية، فالثقل السياسي للمملكة العربية السعودية مكّنها من لعب دوراً أساسياً على صعيد الأزمات الدولية لتحقيق الاستقرار في العالم والمساهمة في تعزيز مسألة الأمن والسلم الدوليين عبر مشاركتها الفعالة في قضايا مكافحة الإرهاب والأمن الدولي، وتلك الديناميكية السياسية للمملكة جعل منها عقدة الوصل وبوابة كل حل في منطقة الشرق الأوسط وتخفيف حدّة التوتر في هذه البقعة، وتعزيز مسيرة السلام الإقليمي والدولي.
وكانت المعارك السياسية التي خاضتها المملكة العربية السعودية لا تقلّ شراسة عن المعارك العسكرية، لتحجيم الدور الإيراني الهدام في المنطقة والسعي لإقامة جدار ردع يقف في وجه هذا الخطر عبر تنقية الأجواء العربية وتطويق هذا الخطر سياسياً واقتصادياً وعسكرياً قبل استفحال أمره وحماية المملكة والدول العربية ودول المنطقة من هذا المشروع الخطر الذي يهدّد وجود وكينونة هذه الدول واستقلالها.
ولم تغفل سياسة المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، عن نصرة الشعوب العربية، وفي مقدمتها الشعب العربي السوري ضد نظام الاستبداد والإجرام في دمشق، فكانت مواقفها سباقة في هذا الشأن، قولاً وفعلاً، في دعم القضية السورية على كافة الأصعدة، ويعلم أعداء الشعب السوري قبل أصدقائه ما قدمته المملكة العربية السعودية لأشقائها في سوريا على كافة الأصعدة، والثمن الباهظ الذي دفعته نتيجة لهذا الموقف المشرف الذي اتخذته من قضية الشعب السوري وحريته وتعرّضها لأبشع حملات التحريض والإرهاب من قبل أذرع جمهورية الظلام الإيرانية عبر استهداف منشآت المملكة العربية السعودية ومحاولة إيقاف مسيرة النهوض والبناء والتطوير الذي ينتهجها سمو الأمير محمد بن سلمان.
وهذا جزء صغير من فيض إذا ما تحدثنا عن المكانة الرفيعة لسياسة المملكة التي جعلت منها قبلة لأقطاب السياسة والقوى العالمية، كالولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وروسيا والصين، واتجاههم الدائم لكسب ودّ المملكة والتحالف معها انطلاقاً من المصالح المشتركة لهذه الدول مع المملكة العربية السعودية.
إنّ عقوداً من العمل السياسي الذي أوصل المملكة لقمة الهرم في علاقاتها الدولية الذي جعل منها محط احترام القوى العالمية والدولية، وجميعنا يدرك عمق التحالف بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية القائم على النديّة والمصالح المشتركة والرؤية الموحدة للكثير من القضايا الدولية والإقليمية.
هذا التحالف الذي ما كان ليستمر لولا مكانة المملكة العربية السعودية السياسية والاقتصادية والعسكرية والدينية، هذا على صعيد الجانب السياسي فقط، وإن ما ذكر على هذا الصعيد يصعب شرحه وإيضاحه في بضعة سطور.
أما على الصعيد العسكري وإنجازات حكومة المملكة العربية السعودية للنهوض بالقوات العسكرية السعودية وإنشاء جيش يعتبر من فخر الجيوش العربية والإقليمية على مستوى كفاءة الأداء والوطنية والتزامه بمصالح المملكة والدفاع عن هذه المصالح وعن كرامة المواطن السعودي.
هذا الجيش الذي دأب سمو ولي العهد على إمداده بأحدث أنواع الأسلحة والقاعدة التدريبية الكبيرة، الأمر الذي مكّنه من خوض معارك كبيرة مستمرة حتى الآن ضد قوى الظلام وأذرع الإرهاب المتمثلة بمليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، وليكون رادعاً لأي خطر ولمن تسوّل له نفسه المساس بأمن المملكة، سواء على صعيد الدول أو الجماعات.
أما على الصعيد الاقتصادي والانفتاح الكبير على الأسواق العالمية وقيام بنية اقتصادية كبيرة هدفها رقي وكرامة المواطن السعودي والنهوض بالمستوى الاقتصادي ودخل الفرد في المملكة ومد يد العون لجميع الأشقاء العرب والمسلمين والدول الصديقة على قاعدة ومبدأ إنساني سليم هو الموجه الحقيقي لسياسة المملكة الاقتصادية التي جعلت من المملكة من مصافي الدول العشرين الأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي.
إن عجلة الاقتصاد ونهوضه في المملكة مستمرة بفعل السياسات الحكيمة للأمير محمد بن سلمان، وما تشهده المملكة من نهضة اقتصادية وعمرانية هو خير دليل على هذا، أما على صعيد السلم الأهلي والصعيد الاجتماعي، فالمملكة العربية هي مثال للتعايش السمح بين مكونات عشائرية وما تتمتع به أقليات دينية في المملكة من حرية يمثل عمق التطور المجتمعي التي تشهده المملكة الذي يجعل منها نبراساً حضارياً في هذا العالم.
مبارك للمملكة العربية السعودية في عيدها، ومبارك للأشقاء في السعودية، وهنيئاً لهم بقيادتهم وحكومتهم الرشيدة.
ليفانت - عبد العزيز مطر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!