-
المملكة الحليف الدولي للعالم
في عهد دونالد ترمب كان هناك مشروع واحد؛ مُحاصرة طهران، لتحذو حذوها الإدارة الأميركية الجديدة بمواقف تصاعدية مُتلاحقة على لسان بايدن، مؤخراً، وعدم تغيير النهج الذي اتُبع معها في المرحلة الماضية، لأنّ الولايات المتحدة هي الجهة المنسحبة من الاتفاق النووي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، ما أضرّ بصورة ومصداقية طهران العدائية مع القوى الدولية الأخرى.
فما قاله الرئيس الإيراني روحاني، قبل أيام، يُعبّر عن يأس النظام وإقلاق مضاجعه بشكل لم يسبق له مثيل، ليفتح الباب أمام بايدن لتحقيق صفقة معقولة إن سار على نفس درب سلفه ترمب، الذي دفعهم للإفلاس وحاصرهم حتى اعتصر ما بقي فيهم، بل ويمكن لبايدن أن يُنهي المواجهة والحروب مع إيران بالمنطقة، بتعديل الاتفاق النووي الشامل (JCPOA)، مانعاً تمددها خارج حدودها.. وما جاء في كلمة روحاني، بالثالث من الشهر الماضي، ورفض تعديل بنود الاتفاق النووي، أو إضافة أي أطراف إليه، أتى متزامناً مع مقال لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، نُشر في مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، في 22 يناير الماضي، بعنوان "إيران تريد الصفقة النووية التي أبرمتها لا تطلبوا منها تلبية مطالب جديدة".. ليأتي الرد الدولي الأمريكي عليها بأنّ السعودية شريك أساسي لا يمكن استبعاده.
ولعلّ جزم ظريف بمقاله، بأنّه لا يمكن لواشنطن فرض منطقها على طهران، ناصحاً إياها بعدم تبني سياسات إدارة ترمب الفاشلة، أو إنهاء سياسة الضغوط القصوى الفاشلة السابقة كذلك والعودة إلى الاتفاق الأول. هنا نجد التصور أخطر من الحقيقة، حيث يبدو المظهر المُتماسك لنظام خامنئي مُزرٍ، ولا يحتمل استمرار العقوبات لسنوات مُقبلة، في ظلّ إجماع دولي على إرهاب إيران وتوغلها السياسي العسكري بالمنطقة، على حساب النفوذ الدولي، فمثلاً يلتقي كلام ماكرون مع ما جاء على لسان وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، بضرورة إشراك الدول الخليجية في أي مفاوضات بشأن الاتفاق النووي، مؤكداً أنّ ذلك هو "الطريقة الوحيدة للحصول على اتفاق يدوم"، وهو ما لم تراه إيران صائباً، لترد بعنجهيّة على تصريحات ماكرون عبر المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب، الذي قال إنّ "الاتفاق النووي اتفاق دولي متعدّد الأطراف صادق عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهو غير قابل للتفاوض، كما أنّ الأطراف فيه واضحة وغير قابلة للتغيير"، لكن الحسم قد حضر بكلمة بايدن الأخيرة وقبلها عندما حدّد الأولويات الخارجيّة لإدارته، مُتعهداً بمواصلة التعاون مع السعودية ودعمها لمواجهة التهديدات وحماية سيادتها وأراضيها، بل ومساعدة المملكة في محاسبة كل من يشنّ هجمات على أراضيها، وليس كما حدث من قبل لاعتداءات النظام الإيراني الإرهابي على السعودية وسوريا والعراق ولبنان، وتزايد نشاطه في أفغانستان واليمن، ومحاولات التهريب النفطي في البحار، في صورة استعراضية لقوة النظام الخامنئي في مواجهة إدارة بايدن التي تحاول إيجاد حلول مُتعددة في مناطق الصراعات، لضمان أمن إسرائيل في نهاية المطاف.
لا شك أنّ حزب الله والحوثيين وغيرهما من الميليشيات الإرهابية مُجرد دُمى في يد نظام آية الله في طهران، تعتمد على النظام الروسي، الذي يقف في طريقه طبيعة التحالفات الدولية لأميركا التي تُغطي أوروبا الغربية واليابان مُنذ الحرب العالمية الثانية، وما تزال حتى هذا اليوم، لنخرج من كل ذلك بقاعدة لا مناص منها، أنّ للسعودية علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، لقوتها الاقتصادية التي عبرت بالعالم إلى طريق النجاة بعد الجائحة وحسن إدارتها لمجموعة العشرين.
ليفانت - حماد الثقفي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!