الوضع المظلم
الخميس ٠٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • المغرب يرفض إغراءات إيران للمُصالحة.. والقنط سيّد الموقف بطهران

المغرب يرفض إغراءات إيران للمُصالحة.. والقنط سيّد الموقف بطهران
المغرب وإيران \ ليفانت نيوز

لا تنحصر مطامع طهران التوسعية على منطقة واحدة في الإقليم، فتسعى إلى تمديد نفوذها أن سياسياً أو اقتصادياً في أي رقعة قد تطالها، خاصة في المناطق المضطربة كاليمن وسوريا والعراق ولبنان.

لكن تلك المعادلة تتبدل في الدول المستقرة، التي لا تستطيع فيها الأجندات الخارجية المرور بسهولة عبر تشكيل المليشيات ذات الصبغة الطائفية، وعليه تتودد طهران في سبيل تمرير نفوذها في شمال أفريقيا، لكنها مهمة صعبة ما دامت دولها مستقرة كما هو الوضع في المغرب.

علم المغرب_ أرشيفية

السعودية بوابة للمغرب

ولعل ذلك إحدى الأسباب التي دفعت طهران لمحاولة تحسين علاقتها مع السعودية، علها تتمكن من تحسين علاقتها مع دول شمال أفريقيا أيضاً، وهو ما كشفه مدير عام دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية، مير مسعود حسينيان، في السادس عشر من أكتوبر 2021، عندما أعلن أن تحسن علاقتهم مع السعودية، سينعكس إيجاباً على علاقاتهم مع عدد كبير من دول الخليج وشمال إفريقيا، موضحاً أن بعض دول المنطقة كمصر والسودان والمغرب وغيرها، قطعت "علاقاتها معنا بعد القطيعة التي حصلت بيننا وبين السعوديين".

اقرأ أيضاً: الاقتصاد المغربي يواصل التعافي من تبعات كورونا

وأضاف أن "علاقتنا مع مصر ستتحسن قطعاً في حال نجحت مباحثاتنا مع السعودية.. نحن نبذل المساعي لتحسن العلاقة مع القاهرة كما نطمح بأن تكون لدينا علاقات ودية مع المغرب التي بادرت بقطع العلاقة معنا لأسباب لا أساس لها من الصحة"، على حد زعمه.

مساندة مغربية للإمارات

لكن الطموحات الإيرانية ليست ممهدة تماماً، في ظل إصرار الجانب الإيراني على مصالحة السعودية على طريقته، أي بمحاولة دفع السعودية للإقرار بصحة الرؤى الإيرانية التوسعية، فيما تتنبه دول المنطقة للمساعي الإيرانية الخبيثة تلك، الساعية لقلب الحقائق، وعليه فقد جدد المغرب في السادس من نوفمبر 2021، التأكيد على دعمه "القوي والمتواصل" لسيادة الإمارات على الجزر المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وسلامة الإمارات الإقليمية الكاملة.

وقال مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال: "أود أن أجدد التأكيد على دعم المملكة المغربية القوي والمتواصل للسيادة الكاملة للإمارات العربية المتحدة على الجزر المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، مشدداً أمام أعضاء اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على حق الإمارات المشروع في استعادة وحدتها الترابية، وهو ما اعتبر صفعة قوية لمطامح إيران بالتسوية مع دول المنطقة مع الإبقاء على سياساتها العدائية على حالها.

اقرأ أيضاً: محمد بن راشد ينعي الطفل المغربي "ريان"

كما دان الملك المغربي محمد السادس، في الثامن عشر من يناير الماضي، "هجوم ميليشيات الحوثي الآثم على المنشآت والمناطق المدنية في دولة الإمارات والذي أسفر عن عدد من القتلى والجرحى"، معرباً خلال اتصاله بولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن خالص تعازيه في ضحايا الاعتداء وتمنياته الشفاء العاجل للجرحى.

وجدد الملك دعم المملكة المغربية الراسخ لجميع الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الهجمات الدنيئة لميليشيات الحوثيين ومن يقف وراءهم، مؤكداً وقوف المملكة الدائم إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقديمها جميع أشكال الدعم في مواجهة كل ما يهدد أمنها.

مواجهة مغربية إيرانية في أفريقيا

وإضافة لمواجهة السياسات الإيرانية واعتداءات ميليشياتها في الخليج، وقفت المغرب نداً لمساعي طهران لتوسيع نفوذها بالقارة السمراء، فقال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، في السادس والعشرين من يناير، إن "الأمن الروحي" للمغاربة وللقارة الإفريقية يعتبر من بين الأولويات للتصدي لما أسماه بـ"الأطماع الإيرانية في القارة"، لافتاً خلال مناقشة عدد من الاتفاقيات الدولية بمجلس النواب إلى أن إيران "تحاول الدخول إلى غرب إفريقيا لنشر مذهبها هناك".

كما شدد بوريطة على أن "مساندة المغرب لما تعرضت له إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، كان رسالة واضحة للتنديد بتجاوزات الحوثيين وبسياسة إيران التي تقف خلفهم"، علماً أن المغرب قطع في العام 2018، علاقاته مع إيران، مبرراً ذلك بإشرافها على تدريبات عسكرية لجبهة "البوليساريو" عبر عناصر من "حزب الله" الموالي لها في لبنان.

اقرأ أيضاً: الاتحاد المغربي يتقدم بطلب للوقوف دقيقة صمت حداداً على الطفل "ريان" قبل انطلاق المباراة بين مصر والسنغال

ونوه بوريطة إلى أن "أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن المملكة"، مكرراً رفض بلاده "التدخلات الإيرانية" في شؤون الدول الخليجية، معيداً في هذا الإطار "إدانة وشجب المملكة المغربية ملكاً وحكومة وشعباً، استمرار هجمات جماعة الحوثيين ومن يدعمهم على المنشآت المدنية والاقتصادية بكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين".

لافتاً إلى "رفض المغرب وإدانته لكل أشكال التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية لدول المجلس، لا سيما مملكة البحرين الشقيقة"، وأن المغرب، كما أكد ذلك الملك محمد السادس، أمام القمة المغربية الخليجية بالرياض في 20 أبريل 2016، "يعتبر دائماً استقرار وأمن دول الخليج العربي جزءا لا يتجزأ من أمنه واستقراره، إيماناً منه بما يجمعهما من وحدة المصير، ومن تطابق في وجهات النظر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك".

إيران تفتح نيرانها على المغرب

تلك المواقف الثابتة من المملكة المغربية، أثارت ولا بد قنط إيران، ليعقب الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في الواحد والثلاثين من يناير، على تصريحات بوريطة، زاعماً أن "وزير الخارجية المغربي، يعرف أن تدخلات بلده في بعض البلدان تسببت بتوترات في تلك المنطقة، ونوصيهم بالابتعاد عن كيل التهم"، مردفاً: "الكثير من مشاكلهم يأتي بسبب إصرار بعض مسؤوليهم على التطبيع مع إسرائيل".

اقرأ أيضاً: للتحول الرقمي والانتقال للطاقة الخضراء.. استثمار أوروبي بالمغرب

مكرراً إدانة إيران لعملية التطبيع مع إسرائيل، مدعياً أن الدول المنخرطة فيها، أنها "ستكون أول ضحايا" الدولة العبرية، التي وصفها بأنها "الكيان المحتل المبني على أساس الإرهاب وخلق التوترات ونظام الفصل العنصري الوحيد في العالم"، لكن تلك التصريحات ولا بد، وإنها تنم عن يأس إيراني في دفع الدول العربية لمصالحتها وفق شروطها، في ظل إصرار طهران على قلب الباطل حقاً، وهو ما لن تنجح فيه، في ظل الموقف العربي الثابت.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!