الوضع المظلم
الأحد ١٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • المرأة.. ما دورها في الحراك السوري وكيف تمكنت؟

المرأة.. ما دورها في الحراك السوري وكيف تمكنت؟
المرأة.. ما دورها في الحراك السوري وكيف تمكنت؟

تقول كيرميان كرير، كاتبة وناشطة نسوية أسترالية، إنّ كل المجتمعات التي على حافة الموت هي رجولية. لا مجتمع يستطيع النجاة من دون النساء. لماذا انتفضت المرأة الكردية وما دورها في الحراك السوري؟ وما هي التحديات التي واجهتها؟ وهل كان للمرأة دور إيجابي في الحراك، وكيف تمكنت المرأة؟


يعاني المجتمع السوري من سلطة ذكورية مهددة من قبل الثورات، حيث انطلقت شرارة الربيع العربي إلى سوريا لينهض الشعب ويتظاهر ويعتصم ويطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والإطاحة بالنظام. في البداية كان الحراك سلمياً، وسرعان ما تحوّل إلى حرب أهلية، بل إلى كابوس لم ينتهِ بعد.


بداية الحراك (اعتصامات ومظاهرات)


اعتصمت المرأة إلى جانب الرجل وتظاهرت النساء كما الرجال بكثافة غير معهودة، في وجه النظام، وقالت اآريا جمعة، (رئيسة مكتب المرأة والطفولة في المجلس الوطني الكردي): "للنساء دور كبير في الحراك السوري، حيث شاركت في الاعتصامات والمظاهرات بل كانت تحمي المتظاهرين وكانت تكتب على اللوحات مطالبهم".


المرأة السورية حكاية تفوق و نجاح


دور المرأة في الحراك


سرعان ما تحوّلت الثورة إلى حرب ضروس بين المعارضة والنظام، واحتلّت تركيا مناطق واسعة مستغلّة تشرذم الوضع في سوريا، فوجد الكرد أنفسهم بعد خوضهم معارك دامية وشرسة ضد داعش وانتصارهم على الإرهاب، أمام مواجهة جديدة مع النظام التركي الذي توغل في المناطق الكردية في سوريا ليقضي على القوات الكردية.


تقول تاز باشا، مسؤولة مكتب المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي "تف دم" لشمال وشرق سوريا: "أم الشهيد مستهدفة من قبل الاحتلال التركي لأنّها صاحبة الإرادة القوية للنضال والوقوف في وجه المعتدين".


وتأسست وحدات حماية الشعب (YPG) بعد مرور أكثر من سنة على الأزمة السورية في صيف 2012، حيث خاضت الوحدات معارك طاحنة هزمت فيها داعش ليصبح لها دور كبير في شمال وشرق سوريا.


وتابعت تاز: "برأيي المرأة هنا لديها إرادة قوية ودور بارز في الثورة، أثبتت أنها تستطيع وبجدارة أن تقود هذه الثورة".


تقول هيلاري كلينتون: "إنّ بنات كوباني قصة غير عادية لنساء استثنائيات شجاعات مناضلات يكافحن من أجل حرية المرأة والعدالة والمساواة".


وتعزو تاز باشا الدور العالمي الذي اتخذته وحدات حماية الشعب إلى ثورة المرأة الكردية "بفضل ثورتها- أي المرأة الكردية- لعبت دوراً في الكونغرس الأمريكي وأصبحت تطرح قضيتها أمام الكونغرس الأمريكي وأمام العالم، وأصبحت رمزاً للثورة ورمزاً للبناء والسلام في الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا". وتابعت تاز باشا: "تطورت المرأة لدرجة تكتب المرأة قوانينها بنفسها. بل أثرت في العالم، وأصبحت نموذجاً يقتدى به ورمزاً للكفاح في العالم".


التحديات التي واجهتها (العنف)


واجهت المرأة الثائرة العديد من التحديات، وتعقب على ذلك تاز باشا وتتحدّث: "نستطيع أن نقول إنّ لثورة روج آفا جانبين، جانب مشرق شهدت المرأة فيه النصر والسلام والتقدم، وفي الجانب الآخر ارتكب بحقها أفظع الجرائم وتعرّضت للعنف والانتهاكات الصارخة من قبل الاحتلال التركي".


وتابعت: "وصلنا إلى ٢٠٢٠ وما زالت الجرائم ترتكب بحق نساء كثيرات، حيث ارتكب العدو الغاشم بحقهن انتهاكات صارخة، إذ تعرّضت المرأة على يد داعش والاحتلال التركي لأبشع الجرائم، لقد باع داعش النساء الكرديات الإيزيديات في أسواق النخاسة".


وقالت مسؤولة مكتب المرأة (باشا) عن الانتهاكات: "تعرضت المرأة لجرائم ضد الإنسانية، فرأينا كيف قتلت السياسية هفرين خلف بكل بشاعة، فقط لأنها امرأة كردية سياسية، استطاعت أن توحد جميع المكونات السورية، من عرب وكرد ومسيحيين حولها، ورأينا كيف أسرت جيجك كوباني وهي تدافع عن أرضها، وشاهدنا كيف مثلوا بأجساد الشهداء".


البطولات


"في الحقيقة مهما وصفنا بطولاتها فهو قليل بحقها، فهي قدمت الكثير من التضحيات"، هذا ما قالته تاز. وتابعت: "كافحت المرأة الكردية في جميع المجالات، وأصبحت رمزاً وقدوة لجميع نساء العالم ونساء سوريا من (شركس وآشور وسريان وعرب)، وجميع مكونات المنطقة، والمرأة العربية كانت تعاني، ولكن بفضل المرأة الكردية أصبحت صاحبة قرار ورؤية وصاحبة حق".


تمكين المرأة


تقول آريا جمعة: "للمرأة دور في المجتمع المدني من خلال إعددها ورشات تدريبية، بل خدمت مجتمعها في المنظمات التوعوية وأصبحت محاضرة وأسست جمعيات".


وتابعت: "الإدارة الذاتية دعمت المرأة كثيراً، وهي إدارة مشتركة للمرأة، لا فرق بين الرجل والمرأة، وكان لها دور كبير في العمليات العسكرية، ودحرت المرأة تنظيم داعش، سواء كانت مشاركة في البيشمركة أو وحدات حماية الشعب".


وأكدت آريا: "كما للمرأة دور فاعل في الأحزاب السياسية، وكانت تجلس وتشارك وتبدي رأيها جنباً إلى جنب مع الرجل، وبرزت المرأة مع الرجل في جميع المجالات، كان لها دور في جنيف أيضاً. وتنامى دور المرأة فتطورت وأصبحت مثقفة أكثر وتفوقت في مجالات عديدة".


ترى تاز باشا أن للمرأة الكردية تأثير على جميع مكونات المنطقة، لأنّها شاركت الرجل في الرئاسة المشتركة، وتجد مسؤولة مكتب المرأة، تاز، أن كل هذا زاد من عزيمة وإصرار المرأة الكردية في الكفاح لتنتصر وتتقدم في كل المجالات، سواء كانت عسكرية أو سياسية أو دبلوماسية أو اجتماعية، وفي الأسرة، لأنّ إرادتها قوية.


وختمت تاز قائلة: "في هذه الثورة (ثورة روج آفا) المرأة الكردية ناضلت ضد الإرهاب (داعش) والاحتلال التركي، دون أن تكلّ، وكانت في ساحات الحرب ولم تستسلم، بل دخلت التاريخ ببطولاتها وبخطوات كبيرة وثابتة، تحررت وحررت وانتقمت للإزيديات من داعش، والآن هي تطالب بحقوقها وحقوق شعبها بين الأمم".



النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!