-
المحْجَر ــ كتاب لمؤلفه جبار بچاي.. يتناول حياة العراقيين في زمن كورونا
صدر عن مؤسسة ثائر العصامي للنشر والتوزيع في بغداد كتاب "المحْحَر.. يوميات في زمن كورونا" للكاتب والصحفي جبار بچاي، ويقع في 308 صفحات من القطع المتوسط، ليوثّق في أكثر من ثمانين حلقة جوانب مهمة في حياة العراقيين خلال جائحة كورونا، وما رافق ذلك من حظر شامل للتجوال ومدى تأثر الناس بهذا الحظر الذي استمرّ عدة أسابيع، خاصة العائلات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود.
جبار بچاي صاغ كتابه بمنهج ابتكاري يتحدّث عن قصص واقعية سيخلدها التاريخ، كلحظات مفصلية تركت أثراً على تاريخ محافظته واسط، وصاغها بأسلوب أدبي رشيق، وبتلميحات عميقة للأحداث والأشخاص لا تخلو من براعة وذكاء، وجاءت تلك اليوميات معززة بعلامة فارقة في الكتابة بعد توظيف اللهجة العامية، أحياناً، ليجعل من ذلك أداة للتحوّل في تجربة تشبه تجربة إعادة إنتاج الحكاية بحوارات شعبية وبأدوات تأرجحت بين العراقة والحداثة بالاقتراب كثيراً من الصدق، أي تقديم الحقيقة كما هي لتكون قابلة للتصديق والتعامل مع لحظات الواقع الذي تنتظره الأجيال اللاحقة.
يقول المؤلف إنّ "فكرة الكتاب عباره عن مجموعة من القصص الجوالة (يوميّات) ركزت فيها على الأيام الحرجة في محافظة واسط على امتداد مساحتها في سطح العراق، وبقصص وحكايات واقعية تداخل فيها الحزن والفرح في لحظات إنسانية مثيرة مررنا بها جميعاً ونحن نحجر أنفسنا، متوجسين اصطيادنا من الفيروس اللعين".
وأضاف: "اليوميّات جمعت نسيجاً تراكمياً من خبرتي الصحفية التي وظفتها في رصد العديد من المواقف، وأنا أتمرّد على حظر التجوال، ففي مرات عديدة كسرت الحظر ورحت أرصد في الميدان، رصدت دور رجال الجيش الأبيض في مواجهة الجائحة ونقل جنائز المتوفين بدون ذويهم، إضافة إلى الأعمال التي رافقت ذلك من قبيل حملات التعقيم والتعفير وتجهيز الأوكسجين للمستشفيات، وبناء مراكز خاصة لحجر المصابين من قبل متبرعين ومتطوعين والكثير من الفعاليات والمبادرات الشعبية والمجتمعية التي قللت من الأذى الذي تعرّض له المجتمع العراقي وحالات التكافل الاجتماعي وتقديم المساعدات المختلفة، خاصة المواد الغذائية، إلى العائلات المحتاجة من المتبرعين، وتبني حملات، لذلك ساهمت فيها الفرق التطوعيّة والناشطين المدنيين وجهات شعبية متعددة".
موضحاً أنّ "اليوميات توزّعت في ثلاثة محاور أو اتجاهات ولم تبوّب هكذا، بل جاءت المحاور متداخلة فيما بينها وفقاً للتسلسل الزمني للأحداث وتدوينها، إذ ركز المحور الأول على المشاهدات العيانية التي وثقتها في أثناء تجوالي المتكرر في أرجاء مدينتي الكوت، ونقل مشاهدات عن طبيعة الشوارع الفارغة والمحال المغلقة مع الحالات التي ترافق كسر الحظر من بعض الأشخاص وآليات التعامل معهم من قبل القوات الأمنية، ثم وضع الأسواق والمحال التجارية بعد رفع الحظر جزئياً، وإتاحة الفرصة أمام أصحاب المواد الغذائية والخضار بفتح محالهم، إضافة إلى المشاهدات الأخرى التي كانت ترافق ذلك، ومنها دور الأجهزة الأمنية في مراقبة حركة الأسواق للحدّ من ظاهرة رفع الأسعار، كذلك تصنيع الكمامات لتوزيعها مجاناً".
مشيراً إلى أنّ "المحور الثاني تمثّل بسلسلة من المبادرات المجتمعية التي رافقت الحظر، ومنها التبرّع بالسلات الغذائية للعوائل الفقيرة التي كانت تعتمد على كدها اليومي للحصول على لقمة العيش، وما واجهته من صعوبة في ذلك بعد تطبيق إجراءات الحظر الشامل، وفي هذا الجانب لم أركز على جهة معينة بذاتها، بل تناولت جميع الأطراف والجهات التي تبنّت موضوع توزيع السلات الغذائية من الفرق التطوعية الشبابية والمنظمات المدنية والهيئات والمواكب الحسينية والقوى السياسية والشعبية الأخرى، إضافة إلى المبادرات الشخصية، والتي رفض الكثير من القائمين عليها ذكر أسمائهم علناً، بل الإشارة لهم بـفاعل خير".
ويقول بچاي: "ركز المحور الثالث على الدور المميز لبعض الدوائر والمؤسسات الحكومية التي قدمت خدماتها للمواطن رغم الظروف الصعبة، وفي مقدمة ذلك أبطال الجيش الأبيض، خاصة ممن هم في ردهات الحجر الصحي أو المختبرات أو في فرق الاستجابة السريعة التي تتولى مهمة فحص الأشخاص في المناطق التي تظهر فيها إصابات، إضافة إلى دور رجال الإسعاف الفوري الذين تبنوا نقل المشتبه بهم من أماكن سكانهم إلى مراكز الحجر، كذلك دور رجال الحشد الشعبي الأبطال في عملية نقل جنائز المتوفين إلى مقبرة وادي السلام بالتعاون مع وحدة الإسعاف الفوري في صحة واسط".
ويضف: "ضمن هذا المحور تناولتُ الدوائر التي نفذت مبادرات خيرية لإسناد الأداء الوظيفي المميز لكوادر الجيش الأبيض، مثل دور القوات الأمنية عموماً، والشرطة على وجه الخصوص، كذلك الدفاع المدني في التعقيم والتعفير ورجال المرور، إضافة إلى الدوائر الخدمية، كالبلديات والماء والكهرباء والنفط وغيرها من الدوائر الأخرى، التي لم ينقطع عملها خلال أيام الحظر الشامل، بل استمرّت بتقديم خدماتها للمواطنين وفقاً لقرارات استثنائها من هذا الحظر، والتي جاءت ضمن توصيات وقرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بعد أن خصصت لكل منها حلقة في تلك اليوميات".
وكانت تسع مرويات أدبية لكتّاب عرب تناولت جائحة كورونا، وهذه المرويّات بعناوينها وأسماء مؤلفيها:
أقنعة كوفيد ــ (حوارية نهر حياة وإنسان) عبد الرحمن بسيسو.
يوميات ساخرة لخائف كورونا ــ كامل النصيرات
الست كورونا ــ عادل الأسطة.
أنوار في ليل كورونا (من دفتر محجور ثقافي) ــ بو علام رمضاني.
في قبضة الكابوس (ثلاثون يوماً من حصار كورونا) ــ جان دوست.
أرخبيل الفزع (كراسة محكيات المعزل) ــ أنيس الرافعي.
مسافر في البيت ــ عبدالرزاق بو كبة.
أحلم بالرصيف ــ محمد العامري.
خارج سور الصين العظيم (من الفكاهة إلى المأساة) ــ إبراهيم اليوسف.
فيما تناول كورونا كتّاب وصحفيون عراقيون من خلال مقالات أدبية أو مواد صحفية متنوعة وكثيرة، لكنها لم تصل حتى الآن إلى حد المؤلفات.
يذكر أنّ جبا بچاي واحد من الصحفيين العراقيين ممن عملوا في حقل الصحافة لأكثر من ثلاثين عاماً وتنقل بين عدة صحف ومؤسسات إعلامية، وعمل في وكالات إخبارية محلية ودولية، ونشرت له بعض الصحف والمجلات العربية والمواقع الإلكترونية الكثير من التحقيقات والتقارير الصحفية، وسبق أن فازت بعض تحقيقاته الصحفية ولأكثر من مرة بمسابقات عربية ومحلية شارك فيها مع آخرين.
ليفانت - خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!