-
الكورونا الإيراني وصناعة الموت في سوريا
إعداد وتحرير: نور مارتيني
تشهد سوريا تداعيات خطيرة جرّاء تواجد الميليشيات الإيرانية، وتوزّعها على كافة أنحاء الجغرافيا السورية، باستثناء المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في الشمال، والتي تشمل مناطق في ريفي إدلب وحلب. الإيراني
فبالإضافة إلى الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات في مناطق انتشارها، والمتمثّلة بجرائم الحرب وعمليات السّلب والنهب، فضلاً عن جريمة التلاعب بديموغرافيا المكان، بات التواجد الإيراني يثير مخاوف أكبر لدى الشارع السوري نتيجة انتشار فيروس الكورونا، سيما بين العائدين من مدينة قم الإيرانية، والتي تعتبر البؤرة الأشدّ خطورة في العالم، خاصةً بعد أن كشفت الصين عن أنّ الفيروس المنتشر في إيران هو الأشدّ فتكاً من فيروس كورونا التقليدي، والذي نجحت الأخيرة في محاصرته والحدّ من انتشاره، على حسب تصريحات المسؤولين الصينيين، الأمر الذي دفع بالصين إلى إجلاء رعاياها من إيران.
ونتيجة لانهيار الاقتصاد السوري واقتصاد حليفته إيران، بات موضوع القضاء على الفيروس والحدّ من انتشاره من المستحيلات، نتيجة عدم توفّر إمكانية الكشف عن وجوده أساساً، ما دفع بالنظام السوري إلى إنكار وجوده من الأساس، غير أن انتشار التسريبات عبر وسائل التواصل الإعلامية، وممارسات روسيا ودول الجوار السوري، وتعاطيهم مع القادمين من إيران أخرج الوضع عن السيطرة.
اقرأ المزيد: سرايا العرين..ذراع إيران الجديد في الجنوب السوري
إغلاق مقامي السيدة زينب والسيدة رقية في دمشق
نشر موقع روسيا اليوم خبراً حول إغلاق مقامي السيدة زينب والسيدة رقية في دمشق، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها وزارة الأوقاف في حكومة النظام السوري. الإيراني
وقال الموقع أنّ الإغلاق جاء "امتثالاً لقرارات وزارة الأوقاف، وشمل كل الزوار سواء كانوا سوريين أم غير سوريين، كما أن الإغلاق شمل مقامي السيدة زينب والسيدة رقية".
إضافةً إلى ذلك، فقد منعت وزارة الأوقاف الصلاة في المساجد كما في نبل والزهراء، مع المحافظة على رفع الأذان، وذلك امتثالا لتعميم وزارة الأوقاف وللحد من التجمعات في هذه الأيام التي تفرض على جميع الدول أن تتخذ إجراءات وقائية، على حدّ تعبير وزارة الأقاف التابعة للنظام السوري.
فيما أوضحت المصادر أن الإجراء احترازي، رغم أن المقامين كانا مزودين بأجهزة قياس حرارة داخلهما، إذ كان الزوار يخضغون للفحص في الأيام السابقة، بحسب ما نشر في روسيا اليوم.
الحجر الصحي (الاحترازي) على طائرة قادمة من العراق
أعلن وزير الصحة في حكومة النظام السوري نزار يازجي، قبل عدة أيام عن تحويل طائرة ركاب قادمة من العراق إلى مركز الحجر الصحي في منطقة الدوير النائية في ريف دمشق، وهم 16 راكباً سورياً وطاقم الطائرة.
وكانت وسائل إعلامية قد نقلت عن مدير صحة ريف دمشق "ياسين نعنوس" تصريحاُ أدلى به لـ "شام أف أم" الموالية إنه: "تم إدخال 33 شخصاً كانوا على متن طائرة تابعة لشركة أجنحة الشام قادمة من العراق وهم (16 راكباً و 4 مرافقين و 13 من طاقم الطائرة) وجميعهم سوريون، بسبب وجود شخص بينهم درجة حراراته 38 درجة".
مناشدات بإغلاق معبر البوكمال (الكورونا)
حيث طالب أهالي منطقة دير الزور المجتمع الدولي بإغلاق المعابر البرية والنهرية باتجاه دير الزور، وأوضحوا أن ذلك سيكون أفضل وسيلة حالياً لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد في المحافظة، إضافة إلى اتباع الإجراءات الاحتياطية داخل المحافظة سواء من قبل النظام السوري أو بمساعدة التحالف الدولي أو المجتمع الدولي. الإيراني
وجاءت هذه المطالب على خلفية إفادة نأدلى بها مدير إحدى الشبكات الإخبارية المحلية، تحدّث فيها عن وجود عدد كبير من الإصابات بالفيروس في دير الزور، مؤكّداً فيها أنّ "سبب تكتم النظام السوري والمليشيات الإيرانية على إصابات كورونا في دير الزور هو أن النظام لا يريد الإفصاح عما يجري في دير الزور أمام المجتمع الدولي خوفاً من تدخله في سوريا".
ومن المعروف أن الميليشيات الإيرانية تتمركز بشكل خاص في المنطقة الحدودية مع العراق، الأمر الذي يدلّل على مسؤوليتها عن نقل الفيروس إلى سكان المنطقة، فضلاً عن عجزها على احتوائه، وترك المرضى السوريين لمصيرهم المحتوم.
اقرأ المزيد: أهالي البوكمال: أغلقوا معبر الكورونا!
قيام دول الجوار بإغلاق حدودها مع سوريا
من اللافت أنّ جميع الدول المجاورة لسوريا بادرت إلى إغلاق حدودها البرية معها، إلى درجة دفعت بمطار بيروت الدولي إلى منع دخول القادمين إلى سوريا، وإعادة الرّكاب السوريين إلى الدول التي جاؤوا منها
في سياق مشابه، قامت الإدارة الذاتية بحظر دخول الأشخاص من المعابر التابعة للإدارة الذاتية، باستثناء من هم من سكان شمال وشرق سوريا، كما قامت بتخصيص يوم الثلاثاء من كلّ أسبوع لإدخالهم، بالإضافة إلى ذلك عملت على فرض حظر للتجوال وإلزام المواطنين بالبقاء في منازلهم، منعاً لانتشار فيروس الكورونا، بحسب التصريحات الصادرة عن وزارة الداخلية في إقليم كوردستان.
وبذلك تكون المعابر المشتركة مع النظام السوري، في مناطق الإدارة الذاتية قد أغلقت بشكل كامل.
إلى ذلك، تمنع إدارة مخيم الركبان إدخال المرضى السوريين إلى داخل الأراضي الأردنية من أجل إسعافهم، سيما أولئك القادمون من مخيّم الركبان الحدودي، فضلاً عن قرار الأردن إغلاق الحدود مع دول الجوار منعاً لانتشار فيروس الكورونا، ما يعني عزل سوريا بشكل كامل، وبالتالي يصبح قرار إغلاق الحدود أو عدمه بلا معنى.
حكومة النظام السوري تعلّق الرحلات الجوية مع إيران
كان "الطيران المدني السوري" التابع لوزارة النقل في حكومة النظام السوري، قد قرّر تعليق الرحلات مع إيران، حيث يعتبر هذا الإجراء الحكومي الأول من نوعه في سوريا تجاه إيران، التي باتت تعتبر بؤرة لانتشار فيروس “كورنا المستجد” (كوفيد-19).
وكان مدير الطيران المدني السوري، باسم منصور، قد أعلن بتاريخ 9 من آذار/ مارس، عبر إذاعة "شام إف إم" الموالية، عن إيقاف الرحلات الجوية مؤقتاً من وإلى إيران والعراق، وأكّد المنصور أنّه تمّت إعادة طائرة من العراق بعد هبوطها في مطار دمشق في وقت سابق، بعد صدور قرار حكومة النظام السوري بتعليق الرحلات الجوية مباشرة.
ومن البدهي أنّ هذا النوع من القرارات مرتبط بالسياسة الخارجية التي تديرها روسيا في سوريا (المفيدة)، ولكنّه ينطوي على دلالات مهمّة، مرتبطة بانتهاء وشيك لدور إيران في سوريا بشكلٍ خاص، وفي كافة الدول التي تتواجد فيها الميليشيات الإيرانية بشكلٍ عام.
اقرأ المزيد: الكورونا يتسبب بالحجر على طائرة إيرانية في دمشق
يأتي هذا القرار كضربة قاضية لإيران، التي بدأت تفقد تدريجياً النفوذ الذي فرضته آلته العسكرية، وتنعزل بشكل كامل عن العالم بأسره، سواء الحلفاء والموالين لسياساتها أو المناوئين لها، وهو ما ينعكس سلباً على المواطن الإيراني الذي أرهق تماماً على كافة الصعد، ليأتي الكورونا ويجهز على ما تبقّى لديه من طاقة على الاحتمال.
يبدو أنّ الرياح لا تسير كما تشتهي السفن الإيرانية، فما لم يتوصّل إليه المجتمع الدولي من خلال فرض قرارات الحظر والعقوبات الاقتصادية، وقرارات المقاطعة السياسية، نجح فيروس كورونا بإتمامه بجدارة.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!