الوضع المظلم
السبت ٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
القمة العربية والتطورات الإقليمية والدولية
خالد الزعتر

القمة العربية المقرر انعقادها في الجزائر في يومي 1 و2 نوفمبر المقبل لا شك أنها تكتسب أهمية، خاصة بعد أن شهدت الكثير من التأجيل، 3 مرات، آخرها مطلع العام الجاري بجانب إلغاء نسختي العام 2020 2021، بسبب كوفيد-19.

ولذلك فإنها ستكون قمة مكتظة بالملفات الإقليمية والدولية، فهي تنعقد في وقت شديد الحساسية على كافة المستويات، سواء في ظل التطورات التي يعيشها الأمن القومي العربي، أو التطورات المتسارعة الإقليمية والدولية.

تنعقد القمة العربية في وقت يشهد فيه الأمن القومي العربي الكثير من التحديات، فالأزمة السورية لا يبدو أن هناك ما يلوح في الأفق من حل سياسي، وما تزال الأزمة الليبية في حالة من تصاعد الصراع، كما أن الوضع في العراق يعاني من الاضطرابات الأمنية والسياسية، ولذلك يعول الكثير على القمة العربية أن تقود إلى رسم خارطة طريق لترميم الوضع العربي وحماية الأمن القومي العربي وهو ما يضع الكثير من الأعباء على عاتق الجامعة العربية في إدارة الملفات العربية، وفق ما يخدم تقديم حلول لتحقيق الاستقرار العربي.

من جانب آخر، تنعقد القمة العربية المقبلة في وقت يشهد فيه الإقليم العديد من التطورات، بخاصة في ظل المشاورات بين إيران والمجموعة السداسية بشأن الاتفاق النووي، وهو ما يفرض على المنظومة العربية أن تكون حاضرة في هذا الاتفاق والتأثير عليه بما يخدم الأمن القومي العربي، فما يحدث بين إيران والمجموعة السداسية من اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لا شك أنه سيكون له تأثير على الأمن القومي العربي، ولذلك فإن المنظومة العربية يقع على عاتقها مسؤولية ممارسة سياسة الضغط على الدول المتفاوضة مع إيران وتوجيه بوصلة الاتفاق نحو ما يخدم الأمن القومي العربي، والتأكد من عدم استنساخ تجربة الاتفاق النووي في عهد باراك أوباما والذي أنتج اتفاقاً نووياً سيئاً، وهو ما كان له الكثير من الانعكاسات السيئة على تغذية الحالة الفوضوية في المنطقة.

والنقطة الأخيرة والتي تعد غاية في الأهمية أن القمة العربية المقرر انعقادها في الجزائر تنعقد في وقت شديد الحساسية على المستوى الدولي، فهي تنعقد في ظل الكثير من المتغيرات التي تشهدها طبيعة وبنية النظام الدولي الذي يتجه نحو الخروج من الأحادية القطبية التي ظل عليها منذ سقوط الاتحاد السوفيتي إلى عالم متعدد الأقطاب فيظل صعود الصين والعودة التدريجية للاتحاد الروسي، ولذلك فإن المشاورات العربية والبيان الختامي للقمة العربية سيكون حذراً جداً في التعاطي مع الأزمة الروسية الأوكرانية بما يخدم موقف الجامعة العربية كمنظومة فاعلة ومؤثرة ليس على المستوى الإقليمي فقط، بل وعلى المستوى الدولي، ولذلك فإن الموقف العربي لا شك أنه سيكون محايداً تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية وعدم الانزلاق إلى السياسة الانحيازية لأي طرف.
 

ليف

انت – خالد الزعتر

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!