-
القمة الثلاثية بين مصر والإمارات وإسرائيل.. تطويق إيران والملف السوري حاضر
برزت القمة الثلاثية التي عقدت بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي وولي عهد أبو ظبي في شرم الشيخ، وسط تداعيات الحرب الأوكرانية التي أدت لارتفاع أسعار الحبوب والطاقة والحديث عن أن الاتفاق النووي مع إيران قد يكون وشيكاً، بالرغم من مناورات روسيا المعرقلة في مفاوضات فيينا الهادفة لإعادة إحياء الاتفاق.
ويمثل الاجتماع أول قمة ثلاثية على الإطلاق لقادة إسرائيل ومصر والإمارات، حلفاء أمريكا الأساسيين في المنطقة، واستشعرت هذه الدول الخطر من العودة لإحياء الاتفاق النووي.
وتعارض إسرائيل بشدة العودة للاتفاق، فيما تعرب القاهرة وأبو ظبي عن قلقهما بشأن دعم إيران للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، لكنهما أكّدا أن إيران قادرة على السباق نحو قنبلة، في غياب أي اتفاق.
وأشارت تقارير إعلام إسرائيلية، إلى أن القمة تناولت في أحد جوانبها زيارة رأس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات في أول زيارة لدولة عربية منذ 2011، والعودة إلى جامعة الدول العربية.
اقرأ أيضاً: شركة مصرية تنوي ضخ مليار جنيه في سوق الأعمال
رغم ترحيب الولايات المتحدة بالقمة الثلاثية، إلا أن الرؤساء الثلاثة أبدو تخوّفهم من إزالة إدارة بايدن الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها ترحب بالقمة الثلاثية التي عُقدت بين قادة مصر وإسرائيل والإمارات في شرم الشيخ لإجراء محادثات تطرقت لـ"النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة".
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، للصحافيين، إن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، روبرت مالي، يجري مشاورات وثيقة مع الشركاء الخليجيين.
حسب الرئاسة المصرية "تناول لقاء الثلاثاء التباحث بشأن تداعيات التطورات العالمية، خاصة ما يتعلق بالطاقة واستقرار الأسواق والأمن الغذائي".
"التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بمدينة شرم الشيخ بسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، ورئيس...
Posted by المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية-Spokesman of the Egyptian Presidency on Tuesday, March 22, 2022
وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن اللقاء شهد التباحث حول أُطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر ودولة الإمارات، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين.
كما تناولت المباحثات عدداً من أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات. وقد تم التوافق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، والتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
ومنذ الاثنين 21 مارس، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بمدينة شرم الشيخ، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، وعقدا جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
سبقها، وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مصر، حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي. وهذه هي المرة الثانية خلال الأشهر الستة المنصرمة التي يقوم بها بينيت بزيارة لمصر.
تطويق إيران
أشار تقرير لوكالة "بلومبيرغ" نقلاً عن مصدر وصفته بـ"المطلع"، قوله إن محادثات الإمارات وإسرائيل في شرم الشيخ ركزت على مفاوضات فيينا بشأن النووي الإيراني، وأضاف أن "القمة الثلاثية تأتي تنظيماً من حلفاء واشنطن لأنفسهم في ظل غياب القيادة الأمريكية".
تضغط الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الولايات المتحدة لصياغة استراتيجية أمنية في حالة إحياء الاتفاق النووي، بما في ذلك تعزيز الدفاع الصاروخي وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
في غضون ذلك، بدأت مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن الدعم المحتمل في الوقت الذي تضغط فيه موجات الصدمة من عدوان موسكو على اقتصادها.
سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال اللقاء الثلاثي الدفع باتجاه إنشاء تحالف ضد إيران، تشارك فيه إسرائيل ومصر والأردن ودول خليجية، في مقدمتها السعودية والإمارات، وتركيا.
وحسبما ما ذكره موقع "واي نت" الإسرائيلي، يأتي هذا اللقاء في إطار "هندسة إسرائيلية كاملة من أجل تطويق إيران"، وجرى تنسيق اللقاء بصورة سرية، في الأيام الأخيرة الماضي.
أيضاً، جرت محاولات من بينيت، خلال اللقاء، لتخفيض التوتر الحاصل مؤخراً بين الولايات المتحدة والإمارات، إثر رفض الأخيرة وكذلك السعودية زيادة إنتاج النفط فيها على خلفية العقوبات على روسيا، بعد غزوها أوكرانيا، وزيارة رئيس النظام السوري إلى الإمارات، الأسبوع الماضي، وسط استياء أمريكي، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس".
وذكرت الصحيفة، بأنّ بينيت سعى لإقناع الإمارات والسعودية بزيادة إنتاج النفط فيهما، "بهدف تقلص تعلق العالم بالنفط الروسي والإيراني".
وتحاول إسرائيل مساعدة مصر بإيجاد مصادر بديلة لإمدادها بالقمح، إذ إن قرابة 85% من استهلاكها للقمح مصدره روسيا وأوكرانيا، وتضرر إمدادها بالقمح بسبب الحرب، الأمر الذي تسبب بغلاء الأسعار في مصر. "واللقاء يضع إسرائيل في مكانة دافع للاستقرار الإقليمي"، وفق الصحيفة نفسها.
اقرأ أيضاً: وزير خارجية إيران إلى دمشق تزامناً مع تقارير حول إخراجها من سوريا
تحدث القادة الثلاثة عن الحرس الثوري الإيراني، وما تردد عن احتمال أن تقوم إدارة بايدن بإزالة المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية، من أجل إبرام اتفاق نووي في فيينا، حسبما ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وفي وقت سابق الجمعة، أصدر بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد بياناً مشتركاً، أعربوا فيه عن قلقهم بشأن الخطوة المحتملة، قائلين: "حتى الآن، تحاول منظمة إرهابية تابعة للحرس الثوري الإيراني قتل إسرائيليين وأمريكيين معينين حول العالم. لسوء الحظ، لا يزال هناك تصميم على توقيع الاتفاق النووي مع إيران بأي ثمن تقريبًا - بما في ذلك القول إن أكبر منظمة إرهابية في العالم ليست منظمة إرهابية. هذا سعر مرتفع للغاية ".
وأضاف الموقع، كان موضوع الدفاع الجوي موضوعاً رئيسياً خلال اجتماع يوم الثلاثاء. قدم بينيت رؤيته لشبكة دفاع جوي إقليمية، التي من شأنها أن تشمل نظام دفاع جوي بالليزر، كان رئيس الوزراء قد روج له.
وتأتي مناقشة الدفاع الجوي بعد أسابيع من تصعيد مليشيا الحوثي في اليمن لهجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار على الإمارات، وبعد أيام من إطلاق الحرس الثوري الإيراني 12 صاروخ كروز بالقرب من القنصلية الأمريكية في أربيل.
وسبق أن التقى بينيت آخر مرة مع السيسي في سبتمبر، في أول قمة من نوعها بين القادة المصريين والإسرائيليين منذ أكثر من عقد، كما التقى رئيس الوزراء مع آل نهيان في ديسمبر.
الملف السوري حاضر
زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لدولة الإمارات العربية المتحدة يوم الجمعة الماضي، كانت حاضرة في مناقشات القمة الثلاثية، حيث كان يستضيفه ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان، حسبما أفادت فيه تقارير إعلامية إسرائيلية.
وتحدثت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت بحث في شرم الشيخ مع قادة مصر والإمارات إمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتداعيات ذلك على إسرائيل والمنطقة.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل ترى أن الرئيس بشار الأسد "غير مؤهل كقائد شرعي" لسوريا، لكنها أضافت أن "مصلحة إسرائيل الأولى هي انسحاب القوات الإيرانية من سوريا... والعلاقة الممتازة بين إسرائيل والإمارات قد تؤدي إلى نشاط منسق حول هذه القضية".
من جانبها، أفادت تايمز أوف إسرائيل، بأنّ بينيت، ينظر بقلق إلى عودة الأسد المطردة للقبول في العالم العربي.
وحسب الموقع، عرض آل نهيان على نظرائه مزيداً من المعلومات حول زيارة يوم الجمعة، التي يعتبرها مكتب بينيت "مثيرة للتفكير".
وفي سياق متصل، أشارت موقع "واي نت" الإلكتروني، إلى أن بن زايد طرح خلال اللقاء أبرز النقاط التي ناقشها مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي زار الإمارات، يوم الجمعة الماضي.
اقرأ أيضاً: ترحيب أمريكي بالقمة الثلاثية بين مصر وإسرائيل والإمارات
تزامناً مع هذه الأنباء، سارع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، صباح اليوم الأربعاء، بالذهاب إلى دمشق، على رأس وفد رفيع المستوى، لبحث "سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين".
كشفت الخارجية في بيانها أنه "ضمن جدول أعمال هذه الزيارة، إجراء محادثات مع كبار المسؤولين السوريين حول تطوير العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والوضع الدولي".
تعدّ القمة الثلاثية أحدث التطورات في اتفاقات (ابراهام) 2020، التي شهدت تطبيع إسرائيل للعلاقات بالإمارات والبحرين والمغرب في الاتفاقات التي توسطت فيها إدارة ترامب. في حين أن إدارة بايدن لم تتمكن حتى الآن من توسيع هذه الاتفاقات.
ليفانت نيوز_ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!