الوضع المظلم
السبت ٢١ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • القضم الممنهج لمناطق خفض التصعيد والدور الخبيث للائتلاف اللاسوري

القضم الممنهج لمناطق خفض التصعيد والدور الخبيث للائتلاف اللاسوري
خالد المطلق

منذ إعلان الاتفاق بين أطراف مؤتمر الأستانة الرابع روسيا وإيران وتركيا على إنشاء ما سميّ بمناطق خفض التصعيد الأربعة وحتى الآن نشاهد وبشكل واضح حجم الكارثة التي حلت بالثورة السورية، من حيث خسارة مساحات واسعة وعدد كبير من المدن والبلدات والقرى المحررة بدماء خيرة شباب سوريا ورجالاتها المخلصين، فمن خلال هذه الاتفاقات تم تسليم ثلاث مناطق وهي درعا وريفها والغوطة الشرقية والشمال الحمصي، ولم يتبقى إلا منطقة واحدة تمتد من جبل الأكراد غرباً إلى شمال حلب شرقاً ومن الحدود السورية التركية شمالاً إلى الريف الشمالي لمدينة حماه جنوباً وتتضمن محافظة إدلب والريف الشمالي لمدينة حماه وما تبقى من الريف الغربي والشمال الغربي لمحافظة حلب.


جاري العمل على تسليم أجزاء كبيرة من هذه المنطقة حسب اتفاقات الأستانة وسوتشي لتكون حدود المنطقة الرابعة المحررة تمتد من مدينة حلب شمالاً إلى مدينة سراقب جنوباً ومنها إلى بلدة البداما غرباً مروراً بمنطقة جسر الشغور، وبهذا يكون الأستانيون قد حققوا طموح الأسد وحلفائه بالسيطرة مرحلياً على أغلب المناطق المحررة وطرق التجارة بين العراق وتركيا والساحل السوريM4 وبين تركيا والحدود الأردنيةM5، وليتم حصر الحاضنة الشعبية للثورة والتي تقدر بأربع ملايين مواطن سوري في منطقة ضيقةً جداً لتحقق الطموح الجامح لعرابي المعارضة في هذه الاتفاقيات (الإخوان المسلمين) في إنشاء قطعة من الأرض السورية وحكمها مؤقتاً ككيان لهم يشبه كيان غزة في فلسطين ريثما ينضج الحل السياسي النهائي والذي يطمح هؤلاء من خلاله إلى مشاركة الأسد ونظامه السلطة.


حسب ما ورد في بعض التسريبات التي أكدت اجتماع الجماعة مع الإيرانيين منذ بداية الثورة وتبني إيران للإخوان المسلمين كجزء من الحكم في سوريا، ومن الواضح ومن خلال مجريات الأحداث الآن وتوغل عصابات الأسد وطيران الاحتلال الروسي في المنطقة الرابعة وارتكابهم المجازر بحق شعبنا الثائر وتهجيره إلى الحدود التركية تحت ظروف مناخية قاسية، وفي ظل غياب تام ومقصود لمن اغتصب تمثيل الثورة عسكرياً وسياسياً وعجز منظم وممنهج للمؤسسات الإغاثية عن تلبية الاحتياجات ولو جزء بسيط من حاجات النازحين المشردين تحت أشجار الزيتون، وعلى الطرقات في مشهد يندى له جبين الإنسانية ليتكرر السيناريو الذي طبق في مناطق خفض التصعيد الثلاث باستثناء صعوبة الترحيل في الباصات نظراً لعدم قدرة عصابات الأسد وحلفائهم على حصار الجزء المتبقي من المنطقة الرابعة، وبالتالي إجبار أبناء هذه المناطق على النزوح وبشكل غير منظّم من خلال القصف الكثيف وارتكاب المجازر في المدن والقرى والأسواق والمشافي والمدارس والأحياء السكنية للقضاء على كل مقومات الحياة في هذه المنطقة.




من خلال هذا كله من حقنا كسوريين خرجنا في ثورة ضد نظام مجرم لتحقيق هدف واحد وهو إسقاط هذا النظام وأركانه أن نسأل من اغتصب مؤسسات الثورة، من فوضكم في التنازل عن هذه الأراضي وثوابت الثورة الوطنية للشعب السوري؟ وأين هي فصائلكم التي تمتلك ترسانة من الأسلحة والذخائر تكفي لتحرير سوريا عشرات المرات؟ أين هو ما سميتموه جيش وطني والوطن منه براء مما يجري في إدلب أليس الأحرى بهذا الجيش أن يدافع عن أرضه وأعراض حرائره بدل في معركة يقتل فيها خيرة شبابنا للدفاع عن تركيا وأمنها القومي في حرب مع أحد التنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة التي أفرزها الأسد وحلفاؤه كشماعة لإلهاء الجيش الحر وقتل خيرة شبابه وتشتيته وإضعافه وبالتالي القضاء عليه نهائيا؟


إن ما فعله الإخوان المسلمون في الثورة السورية يمكن أن نعتبره جريمة لا تقل بشاعتها عن الجرائم التي ارتكبها المجرم الأسد وحلفاؤه من الروس والإيرانيين، فمن يتحالف مع إيران ويعقد الصفقات مع الروس وينفذ أجندات تركيا ويقف متفرجاً على ذبح الشعب السوري وتهجيره لا يمكن أن يكون سورياً ويمثل الشعب السوري الثائر، بل هو أداة هدّامة مجرمة بيد أعداء الشعب السوري المكلوم, وحرصه على تنفيذ هذا الدور ليحقق مصالحه الضيقة وهمه وشغله الشاغل المتمثل في استلام السلطة أو المشاركة فيها، فبئس تلك السلطة وذلك الكرسي المغمس بدماء الأبرياء من أطفال شعبنا وثمنه تبرئة من اغتصب أعراضنا ونكل بشبابنا في السجون والمعتقلات وهجّر أهلنا من ديارهم إلى أصقاع الأرض.


كاتب سوري

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!