-
الفصائل الموالية لتركيا تنسحب من مناطق شمال شرق سوريا
-
يبدو أن خوف عناصر الفصائل من المحاسبة على انتهاكاتهم السابقة يدفعهم للفرار، مما يؤكد حجم الجرائم التي ارتكبتها هذه المجموعات بحق المدنيين والمقاتلين

صرح راصدون في المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مجموعات متعاقبة من عناصر فصائل "أحرار الشرقية"، و"الحمزات"، و"سلطان مراد"، و"ملك شاه" تركت مدينة رأس العين بريف الحسكة مستقلة حافلات، متوجهة إلى مدينة تل أبيض، ومنها إلى عمق الأراضي التركية.
وتكشف هذه التحركات المفاجئة عن اضطرابات داخلية في صفوف هذه المليشيات التي طالما اتهمت بممارسة انتهاكات ممنهجة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، من نهب وسلب وفرض إتاوات.
وتحمل الحافلات مقاتلين من الصفوف الأولى والثانية لهذه التشكيلات العسكرية، وسط ضبابية تحيط بالدوافع الفعلية خلف هذه التنقلات العاجلة، والمقصد النهائي الذي ما يزال مجهولاً حتى الساعة.
وتبرز هذه الانسحابات المتسارعة أزمة ثقة بين هذه الفصائل وداعميها الأتراك، إذ يبدو أن هناك تغييرات جوهرية في السياسة التركية تجاه أذرعها العسكرية في الشمال السوري.
وبالتزامن، تشهد منطقة تل أبيض انسحابات متواصلة لمنتسبي "الجيش الوطني" بصحبة أسرهم باتجاه الأراضي التركية، دون معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك.
ولعل أبرز ما يثير التساؤلات هو توقيت هذه الانسحابات، خاصة مع تقارير عن مفاوضات إقليمية تجري بعيداً عن الأضواء قد تعيد ترسيم مناطق النفوذ في الشمال السوري.
وحسب المعلومات التي استحصل عليها متابعو المرصد السوري، فإن شريحة من هؤلاء المقاتلين يتجهون صوب مناطق سيطرة "قسد" ومن ثم الانتقال إلى مدنهم الأصلية.
ويعكس هذا السلوك فشل مشروع "الجيش الوطني" في بناء قوة عسكرية متماسكة، حيث تحولت فصائله إلى مجموعات منفعية تتحرك وفق مصالحها الضيقة، مما أفقدها المصداقية لدى السكان المحليين.
وكان مراقبو المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أبلغوا، يوم أمس، بأن 14 مسؤولاً وعنصراً من الفصائل المسلحة الموالية لتركيا غادروا منطقة "نبع السلام" شمال سوريا، متوجهين إلى مسقط رأسهم داخل الأراضي السورية عبر الأراضي التركية.
وتؤكد هذه التطورات المتتالية وجود تصدعات عميقة في بنية هذه المليشيات التي اعتمدت على الدعم الخارجي، وافتقرت إلى رؤية وطنية واضحة تتجاوز الارتهان للأجندات الإقليمية.
وطبقاً للمصادر، فإن هؤلاء القياديين والعناصر كانوا يعيشون حالة من الخوف من دخول مناطق "قسد"، بسبب تورطهم في ارتكاب انتهاكات سابقة، بما في ذلك قتل عدد من عناصر "قسد" في المنطقة.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!