الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • العنصرية التركية لم تتوقف عند حاجز السوريين.. بل تعدتهم لتشمل الدول واللغة العربية

  • نموذج تجاري عن العنصرية تجسده شركة LC Waikik
العنصرية التركية لم تتوقف عند حاجز السوريين.. بل تعدتهم لتشمل الدول واللغة العربية
LC Waikik / تويتر

أعادت شركة LC Waikik التركية للألبسة، الفرقة الذي أحدثتها الحكومة التركية مع دول عربية عديدة، خلال العقد السابق إلى الواجهة. وذلك بسبب تصميم لـ"كنزة أطفال" كُتب عليها كلمات عربية "حان وقت اللعب"، بعدما اعترض مغردون أتراك على الكلمات العربية.

حيث نشرت الشركة إعلاناً لمنتج عليه شخصية ميكي ماوس، وكتابة عربية، ليبدي بعض المغردين الأتراك انزعاجهم، ولوَّح البعض بأنّهم لن يشتروا مرة أخرى من المتجر بسبب استخدامه للعربية. مما اضطر الشركة لإصدار بيان، قالت فيه إنّها تعمل في 56 دولة، وتقدم منتجات تتناسب مع لغات وثقافات البلدان التي تتخذ لمتاجرها مقراً لها، وأنّ هذا المنتج مخصص للبيع في الخارج، وُضع للبيع في تركيا عن طريق الخطأ، وقد قامت بإزالته.

امتعاض عربي واسع

وأثار هذا التوضيح من الشركة وسحبها للإعلان الذي احتوى على العربية غضب مستخدمين عرب، رأوا أنّ الشركة بدت وكأنها تخجل من اللغة العربية، وقالوا إنّها أخطأت باستجابتها لبعض التغريدات التي احتوت على موقف عنصري.

قابله انتقاد مغردين عرب لهذا الموقف، لا سيما أنّ الشركة لديها فروع في 14 دولة عربية، هي: "البحرين، والإمارات، والجزائر، والمغرب، وفلسطين، والعراق، وقطر، والكويت، وليبيا، ولبنان، ومصر، والسعودية، وتونس، وسلطنة عمان".

هذه البلدان العربية مجتمعة تمثل 25% من مجموع البلدان التي لدى الشركة التركية فروع لها في العالم، إذ تتواجد الشركة في 56 دولة حول العالم.

اقرأ المزيد: جرائم العنصرية.. تركيا غير آمنة على السوريين

وسبق أن قال وزير التجارة التركي، محمد موش، منتصف شهر حزيران/ يونيو، إن "تركيا تقدم مجموعة واسعة من الفرص للمستثمرين في مجالات متعددة"، مؤكداً أنها "استقطبت استثمارات أجنبية تراكمية بنحو 242 مليار دولار اعتباراً من آذار/ مارس الماضي".

وجاء كلام موش، في كلمة ألقاها خلال قمة الأعمال العربية التركية الثانية (ibf)، في ولاية غازي عنتاب، جنوبي البلاد.

وأكد حينها، أن "الروابط التاريخية والثقافية بين العرب والأتراك، تقربنا من بعضنا البعض وتجعل من السهل علينا العمل معاً، وأنا واثق من أن هذا الحدث الذي عقدناه اليوم سيساهم في تعزيز علاقاتنا التجارية والاقتصادية".

وتابع أن "تركيا تقع عند نقطة تقاطع قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا وتعد مركزاً مناسباً للأسواق الكبيرة من خلال موقعها الذي يوفر الوصول إلى الأسواق العالمية، كما تتميز بقدرتها على الوصول إلى إجمالي عدد سكان يبلغ 1.3 مليار شخص وسوق بقيمة 26 تريليون دولار، ضمن مسافة طيران مدتها 4 ساعات".

وأوضح وزير التجارة، أن "تركيا تعد قاعدة إنتاج وتصدير رئيسة بفضل بنيتها التحتية القوية وخبراتها ومواردها البشرية المميزة وآليتها القانونية وميزة موقعها الجغرافي".

وأكمل أن "تركيا تقدم مجموعة واسعة من الفرص للمستثمرين، في مجالات متعددة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والصناعات الكيميائية والسياحة والصحة والبنية التحتية والفوقية وتقنيات الاتصال والمعلوماتية".

وأشار إلى أن "الاقتصاد التركي حقق خلال العام الماضي نمواً بنسبة 11% مقارنة بالعام السابق، محققاً بذلك أقوى معدل نمو في السنوات العشر الماضية".

تصاعد العنصرية تجاه السوريين في تركيا

ونوّه موش إلى أنّ "إجمالي صادرات تركيا في العام الماضي سجلت رقماً قياسياً بواقع 225 مليار دولار وبلغ حجم التجارة الخارجية 500 مليار دولار تقريباً، وتهدف لرفع قيمة صادراتها إلى 250 مليار دولار، وحجم التجارة الخارجية 600 مليار دولار هذا العام".

3500 مشروع تركي في الدول العربية

ولفت أن "حجم التجارة مع الدول العربية بلغ 67.4 مليار دولار في العام 2021، بزيادة قدرها 14.2% مقارنة بالعام السابق، وأوضح أن المقاولين الأتراك يتولون 3 آلاف و500 مشروع في الدول العربية بقيمة 167.6 مليار دولار، أي أن 30% من المشاريع التي ينفذها المقاولون الأتراك في الخارج، تنفذ في الدول العربية".

وتقع غازي عنتاب في مركز خط تجاري وصناعي مهم يمتد إلى الدول العربية وهي بمثابة جسر يربط بين تركيا والدول العربية، مؤكداً على أن “تركيا راغبة ومصممة على اتخاذ جميع الخطوات لتطوير العلاقات مع الدول العربية"، حسب قول الوزير التركي.

وختم حديثه بالقول: "تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا والدول العربية سيكون في مصلحة الشعوب، ومن الأهمية بمكان زيادة تعاوننا في تعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة وتطوير المشاريع المشتركة في بلدان ثالثة أيضاً، واجتماع عالم الأعمال التركي والعربي يكتشفان فرصاً ومجالات تعاون جديدة، هذا ما يعزز إيماننا بالمستقبل المشرق لعلاقاتنا التجارية الثنائية".

اقرأ أيضاً: شركة ألبسة تخضع لمزاج العنصريين الأتراك بسبب منتج كتب عليه بالعربي

حملة عربية ضد LC Waikik

دعا ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة منتجات الشركة التركية، وإغلاق متاجرها في الدول العربية، وخاصة قبل موسم "عيد الأضحى"، الذي دائماً ما يكون فرصة للشركة لبيع أكبر كمية من منتجاتها، ولا سيما أنه يأتي في فصل الصيف وبداية موسم تجاري جديد.

وقال الناشط الإعلامي السوري، على حسابه في تويتر، "تماهت شركة #lcwaikiki مع خطاب العنصرية التركي ووافقت على حذف الكلمات العربية على منتجاتها في موقف لا يقلّ عنصرية عن عنصرية الأتراك أنفسهم، هذا الفعل لا يمسّ السوريين فقط إنما يمسّ قرابة ٤٠٠ مليون عربي معنيين بالدفاع عن لغتهم ومقاطعة منتجات هذه الشركة التي لم تراعِ ثقافة الآخرين".

بينما غردت الناشطة ماريا الشيخ "أكثر من 6 آلاف كلمة أصلها عربية مستخدمة في اللغة التركية؛ وتخرج لنا شركة عالمية متماهية ومشجعة بشكل صريح للخطاب العنصري ضد العرب، مع أن نفس الشركة تنتج وتسوّق لملابس مكتوب عليها أغلب لغات العالم. لا تستهينوا بالمقاطعة وأبدأ من نفسي".

وعبرّ الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، في تغريدة له، "مؤسف أن شركة عريقة مثل LCWaikiki تقع ضحية خطاب العنصرية والكراهية، ما دمتم تخجلون من اللغة العربية لماذا تعملون في المنطقة العربية؟ شخصياً سأقاطع منتجات الشركة حتى تصحح هذا الخطاب، نحن يجب أن نُحارب العنصرية لا أن نعززها".

ويبقى السؤال رهن الحكومات العربية، وإذا ما كانت ستتخذ موقفاً شديداً من عنصرية الأتراك، بمقابل تقاعس حكومة أنقرة عن القيام بأي إجراء من شأنه أن يردع العنصريين ويوقفهم عند حدهم؟

ليفانت - خاص 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!