الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • العلاقة مع إسرائيل: الاتهامات للأكراد والصفقات للأتراك

العلاقة مع إسرائيل: الاتهامات للأكراد والصفقات للأتراك
العلاقة مع اسرائيل: صيتها للأكراد وفعلها للأتراك

قالت تسيبي هوتوفلي، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، يوم الأربعاء الماضي، إن اسرائيل تساعد أكراد سوريا على اعتبارهم ثقلاً يوازن النفوذ الإيراني وتدافع عنهم في المحادثات مع واشنطن، وفق ما نقلته روسيا اليوم.


واضافت هوتوفلي في كلمة أمام البرلمان، إن إسرائيل تلقت من الأكراد "الكثير من الطلبات لتقديم المساعدة لا سيما في المجال الدبلوماسي والإنساني.. ندرك المحنة الكبيرة التي يعانيها الأكراد ونساعدهم من خلال عدة قنوات".


لكن المسؤولة العبرية لم تذكر أي تفاصيل بشأن المساعدات الإسرائيلية، ما يدفع بمراقبين للتشكيك في النوايا الاسرئيلية من الإعلان الذي خدم بشكل ما الجانب التركي، حيث لطالما اتهم الأكراد عموماً بالعلاقة مع اسرائيل، دون أن يكون عليها دلائل واضحة.


وفي الوقت الذي تعيب فيه تركيا على الأكراد صلتهم المزعومة باسرائيل، أظهرت إحصائية مُقارنة معدة مؤخراً، أن تركيا تحتل مركز الشريك الأول لإسرائيل في حجم التبادل التجاري على مستوى الدول الإسلامية والعربية.


وأشار تقرير أعده مركز الزيتونة، الفلسطيني، للدراسات والاستشارات، أن الصادرات الإسرائيلية لتركيا خلال 2017، بلغت 1.4 مليار دولار، في مقابل واردات إسرائيلية من تركيا بحوالي 2.9 مليار دولار. وهي في اتجاهي الصادرات والواردات، تزيد عن 4 بلايين دولار وتتجاوز كثيرًا دولًا أخرى مثل، أذربيجان ونيجيريا ومصر وأندونيسيا والأردن التي تأتي بعد تركيا في حجم الصادرات الإسرائيلية لها.


كما تتصدر تركيا قائمة الدول الإسلامية في حجم الواردات الإسرائيلية منها، وينوه التقرير إلى أن حركة التجارة بين تركيا وإسرائيل شهدت تعزيزًا إجرائيًا، في أعقاب فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية ثانية، وقد تمثل ذلك كما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، بوصول ملحق تجاري تركي جديد لإسرائيل هو هوثمار آينمز، بعد أن كان هذا المنصب شاغرًا لسنوات، في السفارة التركية.


وأشارت الصحيفة، إلى أن العلاقات التجارية مع تركيا منتعشة، رغم الحديث الإعلامي التركي مرتفع النبرة، الذي يوصف بأنه نهج لأردوغان في الترويج السياسي لشخصه وسياساته، والذي يهدف منه إلى كسب تأييد شعبي لهجومه على شمال سوريا.


ويسعى الاعلام التركي والموالي للتوجهات التي تقودها أنقرة لإبراز الكُرد على أنهم عملاء للدولة العبرية، في وقت يتهم فيه مراقبون الجانب الإسرائيلي بإتمام ما يمكن وصفه بـ "تمثيلية العداء" التركي مع الكيان العبري، والتي كانت آخر حلقاتها تلك التصريحات الإسرائيلية عن تقديمها مساعدات للأكراد في سوريا، وهي تصريحات يصفها البعض بـ "الخلبية".


ويتهم مراقبون الجانب الإسرائيلي بسعيه لتأليب الشارع العربي على الكُرد، خاصة عقب الاجماع العربي الرافض للهجوم التركي على شمال سوريا، والذي دشنه اجتماع للجامعة العربية، رفض الإجراءات التركية الساعية للهندسة الديموغرافية في شمال سوريا عقب بدء الهجوم في التاسع من أكتوبر الماضي.


وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها مسؤولون إسرائيلون تصريحات مناوئة لتركيا، إذا شهدت العلاقة خلال السنوات الماضية الكثيرة من الشد والجذب في إطارها الإعلامي، مع حفاظ الجانبين على علاقتهما الاستخبارية والعسكرية المتقدمة.


الكُرد يقتلون بسلاح اسرائيلي..


ورغم الحديث الإسرائيلي عن تقديمهم المساعدة للأكراد في سوريا، لكن الوقائع التي تنشرها وسائل إعلام إسرائيلية تثبت زيف ذلك، ففي السابع عشر من أكتوبر، أي عقب بدء الهجوم التركي على شمال سوريا بـ 8 أيام، قال الإعلام العبري إن دبابات M60-A1 التي طورتها إسرائيل، استخدمها الجيش التركي في عمليته العسكرية ضد الأكراد في شمال شرق سوريا.


وكشفت صحيفة يدعوت أحرونوت إن تلك الدبابات وهي أميركية الصنع ومطورة إسرائيلياً، أثبتت عدة مرات قدرتها على التصدي للهجمات خلال السنوات الأخيرة.


وهو ما ذهبت إليه صحيفة جيروزاليم بوست التي قالت إن تركيا خسرت دبابات في السنوات الأخيرة، لكن M60-A1 استطاعت الصمود، مشيرة إلى أنه في عام 2016 تصدت لهجوم بصاروخ كورنت في منطقة بعشيقة بمحافظة نينوى العراقية أطلقه مسلحو داعش.


وقد شملت صفقة دبابات إسرائيلية لتركيا على 170 دبابة بتكلفة 678 مليون دولار، بحسب تقرير لجيروزاليم بوست، في العام 2002، وهو العام الذي نشرت فيه صحيفة هآرتس مقالاً تحدثت فيه عن الصفقة التي أعلنت عنها حينها أنقرة بأنها "أكبر عقد منفرد تحصل عليه وزارة الدفاع على الإطلاق".


وقامت تركيا أيضا بشراء طائرات F4E محدثة بصفقة قدرت قيمتها بمليار دولار، وطائرات مسيّرة من طراز "هيرون" بقيمة 200 مليون دولار، وأجهزة استطلاع ومراقبة بقيمة 200 مليون دولار، وأنظمة دفاع صاروخي متطورة وذخيرة بقيمة 150 مليون دولار، ما جعل تركيا واحدة من أهم عملاء إسرائيل في سوق السلاح آنذاك.


في أبريل عام 2010، احتفل مسؤولون أتراك وإسرائيليون بتسليم آخر دبابة M60-A1 من الدفعة الأولى، ومثل ذلك الاحتفال الذي أقيم في منشأة عسكرية وسط تركيا، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، وحضره مسؤولون إسرائيليون كبار، ذروة تعاون عسكري وأمني في آخر 10 سنوات، وشمل هذا التعاون إبرام صفقات أسلحة تاريخية قدرت قيمتها بمليارات الدولارات.


ليفانت-خاص


إعداد ومتابعة: أحمد قطمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!