الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الطباعة ثلاثية الأبعاد وطب الأسنان
الطباعة ثلاثية الأبعاد وطب الاسنان

شهدت العقود الأخيرة تصاعداً لحركات "الصناع المستقلين" حول العالم، مع تحسُن بيئة الحياة المعيشية، ورفع قيمة المستوى الاستهلاك المعرفي والثقافي لصحة الفم، مع زيادة الطلب على الخدمات التقنية والتكنولوجية الطبية، بل وأهم بيئة لصحة الجسد أولاً، وهو الفم، حيث استغل هذا الحراك عدة تقنياتٍ حديثةٍ كالبرامج والمعدات المفتوحة المصدر والطباعة الثلاثية الأبعاد، خاصة في تجويف الفم والتي تُعرفها "الجمعية الأمريكية للاختبار والمواد" علمياً بالتصنيع لتغلغلها في الكثير من الصناعات، سواءً لصنع النماذج الأولية أو لتصنيع المنتجات النهائية، لإعطاء المريض تصوراً أولياً من خلال طباعة نموذجٍ يحاكي الشكل الجديد للعضو حتى قبل إجراء العملية، وهو ما جعل من تلك التطبيقات أيقونة لتحسين العملية الطبية وتقليل معاناة المرضى والتي تحسنت بشكل كبير بتطوير مستشفيات الفم والأسنان في السنوات الأخيرة، وكان بدايته مبكراً أوائل الألفية الثانية وبالتحديد عام ٢٠٠٣مـ، حيث استخدمت هذه الطريقة في عملية فصل التوأمين السياميين المصريين محمد وأحمد بمدينة دالاس الأمريكية.


ويعتقد كثيرٌ من الباحثين في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد أن التطبيقات الطبية ستكون العجلة الدافعة لتطورها، خاصةً لما يميزها من تخصيصٍ للمنتج المطبوع المتغير بحسب حالة المريض، لتحكمها في خواص الزراعات السنية المطبوعة لتمتلك خواصاً فيزيائيةً مشابهةً لعظم الفكين، فوفقاً للإحصائيات زاد عدد منْ يُعانون من مشاكل في الفم (وفقاً للإحصاءات، متوسط معدل تسوس الأسنان يزيد عن 80 ٪ ، البالغين اللثة متوسط معدل المرض أكثر من 90 ٪) ، ولعل من أهم جوانب التطبيقات الطبية التي أزاحت بعض الحرف اليدوية التقليدية، هي الطباعة الرقمية ثلاثية الأبعاد التي أحدثت ثورة في جراحة وزراعة الأسنان، أو ما يُعرف باسم الدليل الجراحي لزرع الطباعة ثلاثية الأبعاد ، كونه أداة مُساعدة جراحية مُخصصة دفعت العلاج التجميلي أيضًا لمزيد من الاهتمام، لنقلها بدقة التصميم الظاهري قبل حلول موعد الزرع في فم المريض، ومُساعد الأطباء على التحكم بدقة في موضع واتجاه وزاوية وحتى عمق وضع الزرع أثناء الجراحة، وتحقيق استعادة الزرع النهائية، والتصميم المثالي قبل الجراحة، مما يقلل بشكل فعال من الجراحة وأخطارها، اضافةً لتقصير وقت العلاج ويتجنب الأخطاء اليدوية، التي كشفها مؤتمر الإمارات الدولي لطب الأسنان عن نجاح الأطباء في استخدام تقنية الطباعة المجسِّمة (الثلاثية الأبعاد)؛ لإنتاج أسنان جديدة تعوض الأسنان التالفة والمريضة.


كذلك من الشائع تطبيق التاج والصب بالدعامات في طب الأسنان من خلال المسح الرقمي، وتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والطباعة الزائدة وحتى الطباعة المعدنية المباشرة، يمكن أن يقلل بشكل فعال من الأخطاء، ويقلل من وقت الإنتاج. بمساعدة تقنيةCAD CAM ، وجهاز cerec الذي يتم من خلاله تصميم وعمل أي حشوة أو تاج، وكذلك أي حالة تجميلية أمامية تشمل الضواحك والقواطع والثنايا- أي الابتسامة الكاملة، ويمكن رؤيتها في علاج قشور الأسنان والأقواس غير المرئية. عبر المسح الفمي وبيانات المسح الضوئي لكامل الوجه، بدلاً من جمع النماذج وخطوات جمع الصور بالطريقة التقليدية، مما تُساعد من وضع خطط علاج أكثر دقة وتفصيلًا وفقًا لحالة المريض، وطباعة النموذج مباشرةً عبر الطابعة ثلاثية الأبعاد لتجنب أية أخطاء قد تحدث.. لنقف على أعتاب ثورة متجددة تتطور بتطور العنصر البشري، والتي يتزامن معها طب الفم والأسنان بالمملكة وفق رؤيتها 2030..


رئيس قسم جراحة الفم والأسنان مشفى استر سند

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!