الوضع المظلم
الجمعة ١٠ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
السويداء: مبادرات مجتمعيّة تتصدّى لكوفيد-19
السويداء


ما يزال الرقم المصرّح عنه من قبل مديرية الصحة في السويداء معقولاً قياساً بالتفشي الكبير لفيروس كورونا في سوريا، فقد أعلنت عن 64 حالة، كان منهم 14 حالة وفاة في يوم واحد، الثلاثاء في 11/8/2020. ولأنّ الناس بشكل عام تعرف أنّ الحكومة تكذب في كل شيء، فلا أحد يصدّق هذه الأرقام المعلنة ويتوقع أن يكون العدد أكبر بكثير. لذلك فلقد لوحظ التزام كبير من قبل الأهالي بالعمل بالتوصيات الطبية الوقائية الذاتية، ولاسيما وضع الكمامة في الشوارع أو في أماكن العمل، لأنّ الجميع متخوّف، وبنفس الوقت لا يثق بقدرات وإمكانات مديرية الصحة والمراكز الطبية، وذلك للنقص في عدد المنافس في المشافي العامة والخاصة في المحافظة، فاتبعوا المثل القائل “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.


ففي ظلّ غياب أيّ خطة للحكومة في التصدّي للوباء، تشكّل فريق السويداء التطوعي، المعني بالتصدّي لجائحة كورونا، ولقد قام الفريق بتوزيع مئات الكمامات مجاناً على الأهالي، ولا سيما في وسط المدينة والأماكن المزدحمة، وبالأخصّ عند مؤسسات السورية للتجارة، التي توزع الرز والسكر على البطاقة الذكية، وتطوّع قسم منهم لتنظيم الدور والحفاظ على مسافة المتر أو أكثر بقليل بين المواطنين الذين يصطفون للحصول على مخصصاتهم. بنفس الوقت يعمل هذا الفريق على تأمين اللوازم الطبية من أسطوانات أكسجين وأدوية بهدف الوصول إلى عدد أكبر من المرضى، في حال تزايدت أعداد المصابين وعجزت المشافي عن استقبالهم.


فيما قام عدد من الشباب بتركيب خزانات للمياة المعقمة في أسواق وسط المدينة، لكي يتمكّن المارة من غسل أيديهم كإجراء احترازي من الفيروس. أما طبياً فقد أنشأ الدكتور المخبري أكرم أبو عمر صفحة طبية بعنوان “موسوعة التثقيف الصحي”، ومنذ بداية انتشار فيروس كورونا يعمل على نشر الوعي وإرشاد الأهالي للوقاية من هذا المرض، بالإضافة إلى مساهمته من خلال مخبره بتوزيع عدد كبير من الكمامات والأدوية على المحتاجين مجاناً.


في سياق أهلي آخر، صدر أيضاً عن مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز بياناً، حثّوا فيه على مراعاة التوصيات الطبية، وطالبوا الأهالي بعدم المصافحة أثناء السلام، ورجوا ممن يتطلب عملهم الاختلاط مع أعداد كبيرة من الناس بعدم مشاركتهم في المناسبات العامة، من أفراح أو مآتم، وذلك حرصاً على سلامة الجميع والاختصار بحضور هذه المناسبات بشكل عام قدر الإمكان.


على الدوام كان المجتمع الأهلي والنخب الاجتماعية هي الملاذ الأخير عند النوائب والمصائب، وخاصة أنّنا نعيش في ظلّ دولة تخلّت عن أبسط مسؤولياتها اتجاه المواطن، بل وعملت على إشاعة الفوضى وفلتان السلاح، ولا سبيل للخلاص وبالحدود الدنيا إلا من خلال التكافل والتضامن المجتمعي.


يقول الوعي المجتمعي البسيط على لسان الكثير من أبناء هذ المجتمع المحلي: لا تظلموا الحكومة فهي تعمل على مكافحة قانون قيصر بجعل الوباء يستشري، إنّها تضرب عصفورين بحجر واحد، تفك حصار قيصر وتتخلص ممن لم تستطع التخلص منهم بآلة القتل والميليشيات في الأعوام السابقة.. فمن يقول ليس لدى هذه الحكومة من خطة لمواجهة كورونا؟ هي تواجهه بالاستمرار بابتزازنا بحياتنا ومستقبل أولادنا. السويداء


 سلامة خليل







 



النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!