الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • السوريون يموتون اختناقاً.. ومنافس المسؤولين محجوزة

السوريون يموتون اختناقاً.. ومنافس المسؤولين محجوزة
النظام السوري

وقع المحظور الذي كان يتجنّب السوريون الحديث عنه طوال الأشهر الماضية، عن العجز وقلة الحيلة بعد أن تفشّى فيروس كورونا بصورة كبيرة لا تستطيع معه السلطات الصحية المتهالكة التعامل معه، ونفاذ مكان واحد لمريض يحتاج منفسة في كل البلاد، وسط حديث عن حجز منافس خاصة لمسؤولي الصف الأول وعائلاتهم.


وأكدت المعلومات التي حصل عليها موقع ليفانت، أنّ المشافي التي يطلق عليها النظام (وطنية)، يحجز فيها غرف مخصّصة للمسؤولين الكبار، وضباط الصف الأول في جيش النظام، وهو ما يعني بشكل تلقائي عائلاتهم وأقاربهم وكل من يأتي من طرفهم، على حساب باقي أفراد المجتمع.


وأكد المدير الإداري لأحد المشافي العامة الكبرى في دمشق، أنّه لا وجود لمنفسة واحدة بدون عمل، والذين يحتاجونها بسرعة عليهم أن ينتظروا دورهم إما بشفاء أحد المرضى أو موته؟. مشيراً بنفس الوقت إلى قلة الحيلة في التعامل مع الجائحة التي بدأت بالتصاعد منذ ثلاثة أسابيع، ولا يوجد رقم حقيقي لعدد المصابين أو المخالطين، أو الموتى لصعوبة ذلك، وعدم قدرة وزارة الصحة على الوصول إليهم، أو إسعافهم؛ خاصة في دمشق وريفها، وحلب والساحل.



المدير الإداري قال لليفانت، عن موضوع غرف المسؤولين السوريين والمنافس المحجوزة، إنّ هناك عرف يعود لعشرات السنين بشأن المسؤولين والضباط الكبار في جيش النظام، فهم مواطنون أيضاً ويحق لهم العلاج والشفاء كباقي السوريين، على حدّ تعبيره، رافضاً بنفس الوقت الحديث عن المنافس المحجوزة، وقال: “حتّى اللحظة لم يصب أي مسؤول كبير في الدولة، والمنافس كلها تعمل”.


حكاية المنافس تعود لبداية انتشار جائحة كورونا في العالم، حيث إنّ المشافي بشقّيها، العام والخاص، تفتقر لعدد كافٍ في الحالات العادية، وكانت الشغل الشاغل للناس وحديثهم اليومي لأشهر طويلة نظراً لسعرها المرتفع عالمياً، ولأنّها لا تنتج محلياً، حيث قالت الطبيبة “سعاد علي”، (اسم مستعار)، التي تعمل في مشفى تشرين العام باللاذقية، إنّه في حال أصيب 50 مواطناً بوباء كورونا فلا منافس لهم، ولن تكفيهم كل المنافس الموجودة في المحافظة، مؤكدة بذات الوقت أنّها لا تعرف العدد الحقيقي، لكنها متأكدة أنّه عدد ضئيل.


وبعد جهود حثيثة، ومناشدات عديدة صرّح مدير صحة السويداء، نزار مهنا، أنّ عدد المنافس في المحافظة يبلغ 27 منفسة فقط، علماً أنّ المشافي العامة تعتمد على المنافس في العمليات الجراحية التي تجرى حتماً في أي وقت، وهو ما يضع كل المرضى تحت الخطر المباشر بالموت.


فيما كشفت جريدة الوطن المقرّبة من النظام، أنّ العدد الحقيقي للمنافس لا يتجاوز 650 منفسة لكل سوريا. وبحسبة بسيطة، فإنّ هذه المنافس في حال أكمل الفايروس عمله التصاعدي لا تكفي لمسؤولي النظام وزبانيته وعملائه من الدرجة الأولى.


ومنذ بداية الجائحة في سوريا، تحرّك عدد كبير من المخترعين المهمشين أساساً، وصنعوا منافس من جيوبهم الخاصة، وتفاءلوا بقيام وزارة الصحة بدعمهم وإنتاج تلك الآلة التي تنقذ البشر، لكن كل نداءاتهم وتعبهم ذهب هباء حتى المدعومين منهم، كما حصل مع النائب السابق فارس الشهابي المقرّب من النظام، والذي تبنّى مع اتحاد الغرف الصناعية إنتاج منفسة أطلق عليها أمل، وأكد أنّها تنافس المنافس العالمية في ظل الحصار والسرعة القياسية بصنعها، لكن وزارة الصحة تجاهلتها تماماً. السوريون 


وأعلنت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية التي تتبع عملياً للقصر الجمهوري، عن إنتاج جهاز تنفس اصطناعي على يد المهندس “محمد ياسين”، حيث يعمل الجهاز على ضبط متغيرين أساسيين،؛نقاوة الأوكسجين وزمن دورة التنفس، من 7 دورات وحتى 50 دورة في الدقيقة.


كما أعلن كل من المخترعين ماجد برو، أجود شجاع، عصام حمدي، على صفحاتهم الشخصية، توصلهم لصنع منافس عملية وقابلة للإنتاج، وبأسعار أقل بكثير من الأسعار العالمية، لكن كل ذلك ووزارة الصحة تصمّ آذانها ولا تستجيب.


المواطنون السوريون بمختلف انتماءاتهم السياسية، اتفقوا على شكر الله فقط في بلد يستورد حكامه السلاح والسيارات الفارهة والمقاتلين الأجانب، «نحن من بلد عدد المنافس فيه يتناسب عكساً مع عدد الرانجات المفيمة والليكزس ومواكب المرافقات»، كما قال أحد الموالين للنظام.


فيما عبرت “ميساء الأحمد”، إحدى سكان العاصمة، عن عدم دهشتها مما يحدث، وخاصة بعد انكشاف هشاشة القطاع الصحي، وقالت: «لا أستغرب أن يعلن أطباء المشافي إفلاسهم إزاء الكارثة الجديدة المضافة إلى كوارثنا الهائلة، وأن يدّعي أحدهم أنّ بعض المنافس محجوزة للواسطات، وأنّه عاجز عن فعل شيء حتى لأمه». مؤكدة أنّ استغرابها ودهشتها تكمن حقاً في عدم انتحار المفلسين في مفاصل القرار، ممن يعلنون عجزهم، مكتفين بالفرجة، وكيف يمكن لعاقل أن ينتظر من آلاف المعتاشين على الحاويات ارتداء كمامة؟ وكيف يمكن لشعب يعمل في السخرة ليلاً نهاراً ليجد ما يأكله أن يكون حضارياً بما يكفي لتجنّب التجمعات؟ وكيف يمكن لعائلات تسكن الشارع أن تكون عاقلة بما يكفي لتسمع الكلام وتموت. السوريون 


 سميح عبد الله 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!