الوضع المظلم
الإثنين ٢٠ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
السودان.. تسليح المدنيين يهدد بإشعال حرب أهلية
الصراع المسلح في السودان \ متداول \ تعبيرية

مع تصاعد النزاع الدامي على السلطة في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش، تزداد الدعوات إلى تسليح المدنيين في مختلف مناطق البلاد، في خطوة قد تؤدي إلى تفاقم العنف واندلاع حرب أهلية.

وتشهد السودان حالة من الاضطراب والتوتر منذ ثمانية أشهر، عندما انقلبت قوات الدعم السريع، التي تتألف من ميليشيات مسلحة سابقة، على الجيش الذي كان يشاركها في حكم البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019.

وتمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على عدة ولايات في الشمال والوسط والشرق، وتواجه مقاومة من قبل الجيش والمدنيين في الجنوب والغرب.

وتتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات حقوقية وجرائم حرب في المناطق التي تحتلها، مثل القتل والاغتصاب والنهب والحرق والتهجير القسري.

اقرأ أيضاً: 

وفي مواجهة هذا الخطر، تنشط مجموعات تطلق على نفسها اسم "المقاومة الشعبية المسلحة"، وتدعو إلى تسليح المدنيين في الولايات التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، مثل النيل الأبيض ونهر النيل والقضارف الشمالية وكسلا والبحر الأحمر.

وتقول هذه المجموعات إنها تهدف إلى الدفاع عن أنفسها ومناطقها من هجمات قوات الدعم السريع، وإلى دعم الجيش في مواجهتها.

ومن جانبها، تحاول قوات الدعم السريع تجنيد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وتقدم لهم السلاح والتدريب، مدعية أنها تريد حماية هذه المناطق من "التمرد"، في إشارة إلى الجيش والمقاومة الشعبية.

وتشهد بعض المناطق مظاهرات وتجمعات للمواطنين، يطالبون بالحصول على السلاح لمواجهة قوات الدعم السريع، أو يعلنون استعدادهم للانضمام إليها.

وفي هذا السياق، قال محمد بدوي والي ولاية نهر النيل، في خطاب ألقاه أمام آلاف من السكان في مدينة شندي، إنه سيقوم بتدريب الشباب على حمل السلاح والدفاع عن أرضهم وعرضهم وأهلهم من "التمرد".

وفي المقابل، قال محمد الأمين زعيم قبائل البجا، في كلمة أمام حشد من أبناء قبيلته في مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر، إنهم "جاهزون لحمل السلاح لدحر" قوات الدعم السريع.

وفي إحدى قرى شرق الجزيرة، قال مواطن طلب عدم الإفصاح عن هويته، إن قوات الدعم السريع تسلحت بعض الشباب من قريته، وأعطتهم بنادق كلاشينكوف وعربات عسكرية، بحجة حماية قريتهم.

وتثير هذه الأوضاع مخاوف من تفاقم العنف واندلاع حرب أهلية في السودان، الذي يعاني بالفعل من انتشار السلاح بين المدنيين والميليشيات المسلحة.

وقال مسؤول أمني، لم يرغب في الكشف عن هويته، إن تسليح المدنيين هو "خطوة كارثية" في بلد يحتاج إلى نزع السلاح والسلام.

وأضاف أنه لا يمكن ضمان كيفية استخدام السلاح من قبل المجموعات المسلحة، وأنه قد يستخدم لأغراض أخرى غير الدفاع عن النفس، مثل الانتقام أو النهب أو السيطرة.

ومن طرفه، ذكر شريف محمد عثمان، القيادي بتحالف قوى الحرية والتغيير، الذي يمثل القوى المدنية في السودان، إن الحل الأخلاقي والقيمي هو حث الأطراف المتصارعة على إنهاء الحرب والعودة إلى المسار السياسي والحوار السلمي.

وأشار إلى أن الحرب التي اندلعت في السودان منذ أكتوبر 2022، خلفت آلاف القتلى والجرحى والنازحين، وألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية والاقتصاد والمجتمع.

وتذكر السودانيون بتجاربهم السابقة في تسليح المدنيين، والتي لم تحل المشاكل بل زادتها تعقيدا، كما حدث في إقليم دارفور، الذي شهد حربا أهلية استمرت لأكثر من عشرين عاما، وأودت بحياة مئات الآلاف وشردت ملايين.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!