-
الخطوط الحمر المتبادلة بين النظام وفصائل السويداء
أفرجت سلطات النظام السورية عن المدعو رعد بالي التابع لفصيل (قوات شيخ الكرامة) في منطقة صلخد جنوب السويداء، بعد احتجاز طويل دام قرابة الشهرين. وكان الفصيل قد اختطف عدد من الضباط والعناصر للإفراج عنه منذ أكثر من شهر ولم تنجح عملية المبادلة المعهودة سابقاً إلا لليوم، مع أنّ العدد المحتجز كان ليس بقليل فقد احتجزوا خمسة ضباط من الجيش وعنصران من الأمن. هذا ما دعا النظام على إثرها بالزجّ بأعداد كبيرة من الجيش والأجهزة الأمنية، وضرب طوقاً حول مدينة صلخد وقراها المحيطة، حسب ما أوردناه في تغطية سابقة. النظام وفصائل السويداء
بقي الوضع متوتراً وقيد محاولات عدة للتهدئة طوال تلك الفترة، ولكن بعد أن قام الفصيل منذ بضعة أيام باحتجاز عنصرين يتبعان لحزب الله في ريف السويداء الغربي أثناء قدومهما من محافظة درعا، فلم تتأخر على أثرها استجابة النظام السريعة وحدث التبادل بين الفصيل والنظام أول أمس بالإفراج عن رعد بمقابل الضباط والعناصر وعنصري حزب الله.
تؤكد هذه الحادثة من جديد على أهمية وقيمة العنصر السوري لدى هذا النظام، فهم ليسوا سوى أعداد لاتهمّه حياتهم، أما عناصر حزب الله، أو كما يقولون القوات الرديفة والحليفة فهؤلاء شيء آخر وأكثر أهمية، فهذا خط أحمر، وعلى النظام أن ينفّذ مايطلب منه صاغراً أو مهادناً.
السؤال الآن: وبعد أن تمّ التبادل هل ستبقى تلك الأعداد الكبيرة من الجيش والاجهزة الأمنية حول مدينة صلخد؟
وما موقف الفصيل الأهم والأكبر أي ( رجال الكرامة) من ذلك المترقب؟ والتي رأى الكثيرون إنها الفصيل المقصود بشكل غير مباشر من خلف هذا التحشيد العسكري في جنوب المحافظة، بسبب إقامة وسكن قائد الفصيل وعدد كبير من عناصره في تلك المنطقة بقرية "شنيرة" التي تبعد عدة كليومترات جنوب شرق صلخد، وهذا ماستكشفه لنا الايام القادمة.
في موازاة هذا وبتواقت ملفت، وبنفس اليوم الذي تم فيه التبادل، كلف كفاح ملحم رئيس شعبة المخابرات العسكرية لدى النظام وفداً أمنياً كبيراً ورفيع المستوى، للقيام بزيارة سيدة (ن. ق.) من السويداء يوم 19/3/2020 وتقديم الاعتذار لها كونها احتجزت لبضع ساعات من قبل حاجز النظام على طريق دمشق السويداء، ليتضح فيما بعد إن الضابط الذي أمر بذلك على خلاف مع ابنها، وتصرف الضابط بشكل كيدي واضح معها. النظام وفصائل السويداء
وتبع ذلك مباشرة قيام فصيل محلي (كتائب المقداد) في السويداء المدينه باحتجاز أربعة عناصر من الشرطة العسكرية التابعة للنظام للإفراج عن السيدة، وفعلاً لم يدم الأمر إلا بضعة ساعات حتى أفرج عن السيدة، وتمّ بالمقابل الإفراج عن العناصر. ولكن الفصيل لم يكتفي فقط بطلب الإفراج عن السيدة ولكن طالب بمعاقبة ومحاسبة هذا الضابط على هذا التصرف الكيدي وغير الأخلاقي وإلا ستكون هناك خطوات تصعيدية أخرى. فإهانة سيدة متقدمة بالسن واحتجازها بهذا الشكل التعسفي لابد من محاسبة من قام بهذا الفعل، فالشعار الذي تلتقي عليه كل فصائل السويداء المحلية، على اختلافها، هو صون (الأرض والعرض) من أيّ جهة كانت ومهما بلغ جبروتها وطغيانها فهذا خط أحمر محلي بالعام يدركه النظام جيداً.
من الواضح، أنه خلال الأعوام القليلة المنصرمة ترسّخت بين النظام والسويداء وفصائلها خطوط حمراء من الصعب تجاوزها، وهذه العلاقة ذات وجهان، فهي تحمل بعض الإيجابيات ولكن بنفس الوقت تبقي الحالة دائماً حذره ومشحونه وقابلة للانفلات بأيّة لحظة، لكنها تستميل مجموع الأطراف العاملة على ساحة المحافظة، بما فيهم قواته الأمنية ومن يتبعهم، للعبة التوازن طويل النفس وعدم خرق الخطوط الحمر، فهل ستبقى على حالها؟ ليفانت
ليفانت - سلامة خليل
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!