-
"قرداحي".. القطرة التي أفاضت الكأس
ولا تبدي إيران أي تغيير مستقبلي تجاهها؛ رغم انفجار موجة غضب من دول العالم، خاصة دول الخليج العربيي التي تُكافح ودول أخرى مُتحالفة مع الولايات المتحدة لمواجهة النفوذ الذي تمارسه طهران في أنحاء المنطقة عبر تسليح وتدريب وتمويل جماعات شيعية على غرار حزب الله الذي تأسس عام 1982 عقيدة واهية وآيديولوجيا خانعة لسلطة السلاح والإرهاب، والتي تزداد بهاءً بدمويتها ورسوخاً بتعنتها واستقراراً بإرهابها ومليشياتها.. ومن تبعهم من خلايا نائمة ليخرج علينا من نوافذ خفية أُناسُ كُنا نعُدهم رموزاً إعلامية أو وطنية، أو عربية تربوا فيها في بلدان شقيقة كـ(جورج قرداحي)، الذي رشحه سليمان فرنجية (وهو حليف مقرب لحزب الله ومسيحي ماروني)، وكذلك رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، ليواجه لبنان، الغارق بالفعل في انهيار اقتصادي.
انفجار عربي بعد الكلمات الجاهلة لإعلامي ضال وجب بتر أمثاله ومن سيأتي بعده على شاكلته، لخلاف فاقم التوتر في علاقات بيروت مع مانحين كرماء، فهل يُمكن أن تصيغ الحكومة اللبنانية مساراً للمضي قدماً بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الإيراني الذي يعزز هيمنة حزب الله، ودمر مرفأ بيروت واللبنانيين؟، فغالباً ما نُسأل: لماذا لا تحسم أمريكا أمرها عسكرياً ما دامت طهران ترفع شعار "الموت لأمريكا" بدلاً من ساحة العراق وسوريا والتيه بين جبال أفغانستان التي فشلت فيها، والغرق في أدغال المفاوضات اللامتناهية، طيلة عقود وعقود؟، أو لمَ لم تدعم حلفاءها الإقليميين كالسعودية والتحالف العربي ضد حوثيّ اليمن، أو الأكراد والسنة في العراق، أو ثورة الأرز ضد "حزب الله" بلبنان، أو السوريين ضد نظام الأسد؟.. والجواب نتذكره في حرب العراق وتحرير الكويت وصدارة الدول العربية ومصر على أرض الميدان، مما يعني أن واشنطن في طريقها للأفول والانقسام والضعف، كما كان الاتحاد السوفياتي، وإلا لـ"ضربت القوى بالمنطقة ليخاف السائب"، فلماذا تهرب مما هي قادرة عليه ميدانياً، وهي تُحيط بقواعدها وتقنياتها الفضائية طهران والصين وغيرهما؟
لقد كان "قرداحي" عاراً على الإعلاميين وتاجها، فما وقف ضد الحق إلا غائر ومنافق، يُؤجّج الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط، بفعلته الجاهلة لعواقب الأمور وكأنّه تناسى أنّ العلاقات التجارية مع دول الخليج، السعودية والإمارات والبحرين والكويت ومصر، والتاريخ لن يرحم نُخباً أعلنت صراحةً عداءها لكل ما هو عربي، وغرقت في الفساد الآيديولوجي والمالي، وجعلت حياتنا العربية في مهب الريح، والأرقام تتحدّث، فقد بلغت قيمة صادرات لبنان عام 2020 إلى الإمارات وحدها نحو 552.9 مليون دولار، وهي تحتل المرتبة الثانية كأكثر الدول استقبالاً للصادرات اللبنانية بعد سويسرا بحسب موقع ITC، بينما قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية أكثر من 219 مليون دولار، والكويت 74.2 مليون دولار، والبحرين نحو 14.8 مليون دولار، حيث شهدت صادراتها ارتفاعاً خلال عام 2020 حوالي 3.8 مليار دولار ، مقابل 3.7 مليار دولار عام 2019، بينما صدر لبنان نحو 173 طناً زراعياً لدول الخليج 55% من إجمالي صادراته من الخضار والفواكه خلال عام 2020.
والآن تقع لبنان في سلسلة أزماتها المُستمرة من كوارث، بينها انفجار كيماوي كارثي في مرفأ بيروت، راح ضحيته أكثر من 200 شخص وتدمير مساحات شاسعة من المدينة، تبعها انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، ليصل الدولار إلى حدود 20 ألف ليرة في السوق الموازي، ثُم أزمة الوقود وإغلاق أكبر محطتين للكهرباء في لبنان، مما زاد من معاناة اللبنانيين المكلومين.. لنجد ارتفاعاً في نسبة الفقراء من 55% في العام 2020 إلى 74% من إجمالي عدد السكان هذا العام وفق منظمة "يونسكو"، لتهوى بعيداً عن العرب وقضاياهم، جعلتهُ في مرمى النيران وطرد السفراء، وقرداحي أقل بكثير من أن يكون سبباً لمواقف سياسية تفوقه، فمثله كـ(سعد الجبري) الذي خان وطنه السعودي، لكنهما كـ(القطرة التي أفاضت الكأس).
ليفانت - إبراهيم جلال فضلون
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!