الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
الحرس الثوري الإيراني.. واللطم على اللحن السوري
الحرس الثوري الإيراني.. واللطم على اللحن السوري

ليفانت نيوز

يعزز الحرس الثوري الإيراني حضوره ونشاطاته في سوريا، من خلال نشره لأنماط مُتعددة من قوات فيلق القدس، التي استلمت مهمة الهجوم على قوات المعارضة السورية، إضافة إلى استلامها لأهم العمليات العسكرية على الأرض السوري وإشرافها المباشر على الأفرع الأمنية ومراكز القرار في سوريا، بالتزامن مع انتشار طقوسها الدينية في شوارع دمشق وحلب.




تظهر أدوار الحرس الثوري في سوريا بعدة اتجاهات، لتعزيز وجوده الإيراني في المنطقة ككل، وتأثيره على القوى السياسية الدولية، التي تسيطر على مناطق من سوريا.

إذ، خلال الأعوام الماضية كان الدور الإيراني ضمن توازنات القوى في سوريا وخارجها واضحاً للغاية، بالتزامن مع إشراف الحرس الثوري، من خلال فيلق القدس بإدارة تنظيمات محلية تابعة له وتدريبها، كحزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق، وحزب الله، إضافة إلى كتائب أبو الفضل العباس السورية ومساندتها لقوات الحوثيين في الحرب اليمنية.




تشكلت فصائل الحرس الثوري الإيراني عام 1979، عقب إطاحة الثورة الإسلامية بقيادة أية الله الخميني بنظام الشاه، حيث أن الحرس الثوري كان وما يزال أحد أركان القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وكُلف الحرس الثوري في بدايات تشكله بحماية الطبيعة الإسلامية، إذ يتألف الحرس الثوري الإيراني وفق تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن من قرابة 350 ألف عنصر، في حين يرى معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد أفراده لا يتجاوز 120 ألف عنصر.




شغل العديد من كوادر الحرس مناصب مهمة وحساسة أجهزة الحُكم الإيرانية. كان من أبرزهم سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف.

إضافة إلى انتشار عناصره في مفاصل مهمة من بُنى القوى السياسي، كذلك ينخرط الحرس الثوري في الكثير من المشاريع الاقتصادية، كالمشاريع العقارية وشركات النفط والغاز، التي تُقدر ثروتها بعدة ملايين المليارات من الدولارات.




ولعب الحرس الثوري دوراً أساسياً في الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 -1988، إضافة إلى امتلاكها لمنظومات مُتقدمة من الأسلحة، منها صواريخ "شهاب3" طويلة المدى.

كذلك تقوم بمهمة مراقبة كامل الحدود الإيرانية مع دول الجوار. ويرى المراقبون بأن لدى الحرس قوات تتبع لها تسمى الباسيج وهم منظمة شبابية شبه عسكرية أغلب كوادرها من طلاب الجامعات ويقدر عددهم بعشرة ملايين شخص.




وتعدى قوة الحرس الثوري ذلك لتمتلك قدرات دفاعية رادعة كأنظمة الصواريخ التي تحمل رؤوس عنقودية، وحسب مسؤولون بأن لديهم الآلاف من الجنود المدربين على القيام بعمليات انتحارية.

فرضت الولايات المتحدة في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2017 عقوبات مالية على قوات الحرس الثوري الإيراني لانتشار معلومات عن ارتباطها بالإرهاب كانت لها الأكبر في إظهار الملف الإيراني في الشرق الأوسط بشكل علني، حيث حظرت هذه العقوبات الكيانات التجارية الأميركية من إقامة أي علاقة مع الحرس الثوري الإيراني، كما سبق وأن استُهدف الحرس الثوري بعقوبات قانونية ومالية فرضتها الولايات المتحدة بسبب البرنامج البالستي لطهران واتهامها بانتهاك حقوق الإنسان.




عمل الحرس الثوري الإيراني على دعم القوات النظامية للأسد وتدريبها والإشراف على قيادتها في المعارك، بالتزامن مع حشدها وتعبئتها العامة في سوريا، أنشئ مقر قيادة له في ريف دمشق بحيث يكون مركزاً منظماً لقيادة جميع هذه القوى التابعة لها إضافة لقيادة العمليات الجوية لقوات الحرس الإيراني الجوية من هذا المقر. وتخضع مقر القيادة هذا المتواجد بمعسكر في ريف دمشق لقيادة المدعو "حاج هادي".




بالتالي أحكمت إيران قبضتها العسكرية والأمنية والاقتصادية على نظام الأسد وسوريا بشكل عام من خلال الحرس الثوري، للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس نشاطات عديدة في سوريا فضلا على دورهما الواسع في تمويل وتعزيز النظام السوري ومده بالعتاد والذخيرة والأسلحة الثقيلة.




في حين كانت العقوبات التي فرضت على إيران عقب أيام من إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، والتي شملت العقوبات بنك "البلاد" الإسلامي ومقره العراق، واستهدافها 4 أشخاص على علاقة بالحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" اللبناني، دور بتهديد إيران بخفض إمدادات النفط العالمية وتشكيل حلف شرق أوسطي ضد الوجود الإيراني في المنطقة ومد نفوذها العسكري والاقتصادي.




حيث صرح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أنه: "أساء النظام الإيراني وبنكه المركزي استغلال قدرتهم على التعامل مع كيانات في الإمارات للحصول على أموال بالدولار الأمريكي لتمويل الأنشطة الخبيثة لفيلق القدس، بما فيها تمويل وتسليح وكلاء له في المنطقة، من خلال إخفاء الغرض من الحصول على الدولارات".




إلى جانب توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بتداعياتٍ في غايةِ الخطورةِ حسب وصفه إذا شرعت في تطويرِ برنامجِها النووي العسكري، وشدد على أنَّه "إذا لم تتفاوض إيران فإن شيئاً ما سيحدث لها"، مؤكداً أنَّ العقوباتِ الأمريكيةَ ضدَّ إيران ستدخلُ حيِّزَ التنفيذِ قريباً جداً.




لم تكن سيطرة قوات الحرس الثورية هي النقطة الوحيدة التي عملت عليها إيران، بل إن ازدياد نسب الإقبال مؤخراً من قبل الشباب في مناطق سيطرة النظام السوري بالانتساب للحرس الثوري الإيراني له أثر كبير في تغيير المجتمع السوري بأماكن جغرافية معينة.




حيث يستغل مسؤولو مراكز هذه الميليشيا نشر التشيّيع بين الشباب السوري عبر السلطة ونفوذ المسؤولين عنها والمغريات المالية والسلطة والخدمات التي تقدمها تلك الميليشيات للمتطوعين في صفوفها.

إضافة إلى تقديمها عقداً رسمياً بإعفاء المتطوع من الخدمة الإلزامية بالكامل بعد خدمته فيها لمدّة عام ونصف فقط وضمان عدم الاحتفاظ، ومن أشهر مراكز التشيع والتطويع مركز "سوا للتدريب" في حلب، والمركز الإيران في منطقة السيدة زينب بدمشق، إضافة إلى مركز اللواء 47/ ثكنة محمد سلمون في حماة.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!