الوضع المظلم
الأربعاء ٣٠ / أكتوبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الجهود الدبلوماسية الفرنسية في ليبيا: محاولة لتعزيز التأثير والاستثمار

الجهود الدبلوماسية الفرنسية في ليبيا: محاولة لتعزيز التأثير والاستثمار
اجتماع «مجموعة العمل الأمنية» ببنغازي (البعثة الأممية)

شهدت المساعي الدبلوماسية الفرنسية تجاه الأفرقاء الليبيين نشاطًا مكثفًا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، عبر سلسلة من اللقاءات أجراها بول سولير، المبعوث الخاص للرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا، وسفير باريس لدى ليبيا، مصطفى مهراج.

هذا النشاط الدبلوماسي الفرنسي في ليبيا أثار تساؤلات عديدة، حيث اعتبره محللون بمثابة "محاولة من جانب فرنسا لتعويض غيابها عن دول الساحل الأفريقي بعد سلسلة الانقلابات التي شهدتها، وما تبعها من آثار على قضايا الإرهاب والهجرة غير النظامية"، في ظل غياب رؤية سياسية واضحة.

في سياق التحرك الدبلوماسي، التقى سولير نهاية سبتمبر (أيلول) ومطلع أكتوبر مع عدد من الشخصيات البارزة في الغرب الليبي، بما في ذلك رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبيه عبد الله اللافي وموسي الكوني، ورئيس حكومة "الوحدة الوطنية" المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، ونائبة المبعوث الأممي، ستيفاني خوري.

وتعتبر تحركات سولير جزءًا من جهوده المستمرة منذ ثلاثة أعوام، حيث وصف الباحث والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم فنوش هذه الجهود بأنها "استكشاف لتصورات واصطفاف الأطراف الفاعلة في ليبيا للمرحلة المقبلة، والسعي للتأثير في السلطات القائمة أو المتوقعة".

تدور محاور الرسائل الفرنسية التي نقلها سولير خلال لقاءاته مع الفاعلين في ليبيا حول "أولوية الملف الليبي ضمن اهتمامات فرنسا"، و"السعي لمساعدة ليبيا على تجاوز حالة الانسداد السياسي والدفع نحو تنظيم الانتخابات". وأوضح الجارح أن "وجهة نظر باريس تتجه نحو التعامل مع الوجود التركي في الغرب الليبي والوجود الروسي في الشرق بنفس الآلية والمستوى"، حيث ترى باريس أن "الوجود التركي هو مبرر للوجود الروسي والعكس صحيح، وأن الحل الوحيد هو إنهاء وجود الطرفين".

اقرأ المزيد: تحذيرات من مجاعة وشيكة في السودان: دعوة لفتح المعابر الإنسانية

من جهة أخرى، يُعتبر البعد الاقتصادي عاملًا محوريًا يتعلق بالتحركات الفرنسية في ليبيا، حيث كانت "فرص التعاون في المشاريع التنموية والبنية التحتية" محور المباحثات بين سولير ورئيس حكومة "الوحدة الوطنية" عبد الحميد الدبيبة في هذا الشهر. 

وأشار الجارح إلى أن "فرنسا تُظهر اهتمامًا ملحوظًا بالجوانب الاقتصادية، حيث تنشط شركة توتال الفرنسية في قطاع النفط والغاز بليبيا، وهناك طموح من الشركات الفرنسية للمشاركة في مجالات متعددة، أهمها قطاع البناء".

وسبق أن زار وفد فرنسي يضم ممثلين عن تسعة شركات فرنسية المنطقة الشرقية بدعوة من "صندوق الإعمار والتنمية"، بقيادة بلقاسم حفتر، نجل المشير خليفة حفتر، في مطلع يونيو (حزيران) الماضي.

المصدر: الشرق الأوسط

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!