-
التهديدات الإيرانية للأمن الأقليمي والدولي.. تقييم نوع التهديدات وحجم المخاطر
أصبح الجدل بين الولايات المتّحدة وإيران روتينياً، يظهر فيه المهادنة الأمريكية مع طهران، وما تفعله إدارة البيت الأبيض ضد إيران على المستوى الدبلوماسي أو العسكري ما يزال محدوداً، وحرصها على تجنّب التصعيد مع إيران. قال مسؤول أمريكي، مطلع شهر أبريل 2021، إنّه قد يتّخذ الخطوة الأولى لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ليس مشكلة للولايات المتّحدة، مما يشير إلى مزيد من المرونة من جانب واشنطن.
يتّسم النظام السياسي في إيران بالعديد من مراكز القوة الرسمية وغير الرسميّة ذات الصلة: الأولى متأصلة في الدستور واللوائح الحكومية وتتخذ شكل مؤسسات ومكاتب الدولة. وتشمل الأخيرة جمعيات دينية سياسية ومؤسسات ثورية ومنظمات شبه عسكرية متحالفة مع مختلف فصائل القيادة الدينية الإيرانية.
في أول سلسلة من مذكرات الانتقال لعام 2021، التي تبحث تحديات السياسة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يقدّم الدبلوماسي، دينيس روس، نهجاً مبتكراً لإعادة إشراك إيران في الدبلوماسية النووية. يعتقد أنّ ايران لديها القدرة على إطالة الأزمة، والحفاظ على النفوذ التفاوضي للولايات المتحدة، وتعزيز التحالفات الأمريكية في أوروبا وعبر الشرق الأوسط.
أنظمة الطائرات بدون طيار
تمتلك إيران مجموعة من أنظمة الطائرات بدون طيار بعيدة المدى، مع مدى يصل إلى الرياض بمتفجرات خفيفة الوزن أو حمولة مستشعرات، سواء تم إطلاقها من أراضيها أو اليمن أو العراق. ساعدت الميليشيات المدعومة من إيران الحرس الثوري في إطلاق طائرات بدون طيار صغيرة محملة بالمتفجرات من العراق إلى المملكة العربية السعودية على مدى 600-700 كم. كما استُخدمت الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن لإطلاق طائرات بدون طيار بعيدة المدى من طراز صمد 2 وصمد 3 ضد الرياض.
تمتلك إيران أكبر ترسانة للصواريخ الباليستية وأكثرها تنوّعاً في الشرق الأوسط. (تمتلك إسرائيل صواريخ باليستية أكثر قدرة، ولكن عدداً ونوعاً أقلّ. تم الحصول على معظمها من مصادر أجنبية، لا سيما كوريا الشمالية. إيران هي الدولة الوحيدة التي طوّرت صاروخاً بطول 2000 كم دون امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية.
البرنامج النووي
يعتبر برنامج الصواريخ هو ردّ على التحديات الأمنية لإيران، لقد جعل توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة (JCOPA)، في يوليو 2015، هذه المهمة أكثر إلحاحاً. مع تراجع البرنامج النووي، أصبحت الصواريخ هدفاً جديداً للاهتمام الدولي. يدير برنامج الصواريخ الباليستية الحرس الثوري الإسلامي (IRGC)، المعروف باسم الحرس الثوري، والذي تعرّض لعقوبات عديدة بسبب أنشطته الإرهابية.
الحرس الثوري
يقدّر عدد الحرس الثوري الإيراني أكثر من 500 ألف فرد في الخدمة الفعلية، من بينهم 125 ألفاً من نخبة الحرس الثوري، وفقاً لتقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية العام الماضي 2020. لكن العقوبات والقيود الدولية على واردات الأسلحة جعلت من الصعب على إيران تطوير أو شراء أسلحة أكثر تطوراً.
وللتعويض عن عدم التوازن، طوّرت إيران صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار مميتة وشبكة من الميليشيات الحليفة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، من بين أمور أخرى، بهدف التمكّن مع تجنّب ساحة المعركة التقليدية.
طائرات بدون طيار
تهدّد إيران باستخدام الطائرات بدون طيار لتهديد الوجود البحري الأمريكي حول الخليج العربي، وزيادة نفوذها في سوريا والعراق، ومهاجمة أو تهديد البنية التحتية الحيوية لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. لتحييد تهديد الطائرات بدون طيار الإيرانية، يجب على الولايات المتحدة اتباع استراتيجية تستند إلى زيادة تكاليف المزيد من الهجمات، والاستثمار في تقنيات مكافحة الطائرات بدون طيار، وتمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
تستعدّ إيران للتغلّب على قيود إضافية على الاتفاق النووي قبل يونيو المقبل 2021، عند انتخابات الرئاسة الإيرانية. قال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحدّ من الأسلحة، وهي منظمة تتابع عن كثب المفاوضات النووية التي تشارك فيها إيران: "هذا هو الوقت الحاسم لتجنّب تصعيد الموقف". أحد أسباب الشعور بالإلحاح بين بعض المسؤولين الأمريكيين، وكذلك أولئك خارج الحكومة الأمريكية هو أنّ إيران تجري انتخابات رئاسية في يونيو 2021. تعتبر السياسات المحيطة بالاتفاقيّة النووية لعام 2015 حساسة للغاية في إيران، لذا فمن غير المرجّح أن يسمح النظام الثيوقراطي هناك بأيّ تحركات كبيرة بشأنها وسط حملة.
إيران ـ الصين
تعدّ الصين بالنسبة لإيران، أهم منقذ محتمل لها في خضم الحظر الأمريكي، لأنّها الشريك التجاري الأول لطهران، وكانت بكين الوجهة الأولى لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وهذا يسلّط الضوء على أهمية الصين بالنسبة لإيران في الوقت الحاضر ويعكس إمكانية التجارة بين الصين وإيران.
كشفت وزارة الدفاع الإيرانية النقاب عن كتلة جديدة من الطائرات بدون طيار للجيش الايراني والقوات الجوية. وبحسب طهران، تتمتع الطائرات المسيّرة بقدرات جديدة، ويمكنها الطيران لأكثر من ألف كيلو متر، مما يعني أنّها يمكن أن تصل إلى إسرائيل من إيران. هذا من شأنه أن ينافس أفضل الطائرات بدون طيار التي تستخدمها الولايات المتحدة ودول أخرى الآن. وقال إنّ مدى هذه الطائرات يصل إلى 1500 كم ويمكن أن تطير لعدة ساعات. إنّها رسالة إلى إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهم: يمكننا الوصول إليكم.
تقييم مخاطر التهديدات الإيرانية
ما يزال التهديد الإيراني الراديكالي بأشكاله المتعددة هو التهديد العالمي الأكثر خطورة، فأذرع إيران لها تاريخ في تنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف أمريكية في الشرق الأوسط بتوجيه من إيران، ويمكن تفعيله لشنّ هجمات داخل الولايات المتحدة تجمع في حالة حدوث صراع مع إيران. وبدون شك، تشكل مثل هذه الهجمات تهديداً على الأمن الإقليمي والدولي والمصالح الأميركية. فمن المرجّح أن تستمرّ إيران في تعزيز قدرات الصواريخ الباليستية وتطوير استخدام طائرات بدون طيار واستهداف الملاحة البحرية في مياه الخليج، واستهداف المملكة العربية السعودية من اليمن، بالتوازي مع رفضها التفاوض مع الولايات المتّحدة بشأن الملف النووي.
ماتريده إيران هو الحصول على امتيازات أكبر ورفع سقف مطالبها مع الولايات المتحدة، والتوصّل إلى اتفاق مباشر مع الولايات المتحدة وتنحية أوروبا جانباً. ويأتي التصعيد الإيراني في أعقاب عدم وجود قوة ردع لإيران، أو عجز الولايات المتحدة وأوروبا عن توثيق انتهاكات إيران. أمريكا أو أوروبا لا تريد أي تصعيد أمني في مضيق هرمز لأسباب اقتصادية.
ليفانت - جاسم محمد
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!