الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
التدفئة حلم مدنيو ريف حلب هذا الشتاء
التدفئة حلم مدنيو ريف حلب هذا الشتاء

باتت مسألة تأمين التدفئة لهذا الشتاء حلم الكثير من أرباب الأسر في ريف حلب الشمالي في ظل انقطاع مادة المحروقات وارتفاع أسعارها إن وجدت، والأمر ذاته ينطبق على المواد الأخرى كالحطب والفحم الحجري والبيرين المصنوع من عجوة ثمرة الزيتون، وبقايا مواد تكرير المحروقات.


عبد الرزاق الحسان 45 عامًا من قرية تلالين في ريف حلب الشمالي، يعمل في بيع الخضروات التي ينتجها من حقله الزراعي الصغير، قرب منزله في القرية ذاتها ويحاول تأمين قوت يوم أسرته لكنه متخوف جداً من شتاء هذا العام الذي بدا مثل كابوس مخيف لا يفارقه.


خلال حديث أجرته جريدة ليفانت مع الحسان قال: "لا أستطيع شراء برميل مازوت لأن سعره مرتفع جداً مقارنةً مع دخلي اليومي من مشروعي في الخضروات، ولذلك لجأت إلى تأمين طن من الحطب قبل دخول الشتاء". وأضاف: "الطن الواحد من الحطب وصل سعره 20 ألف ليرة سورية، خلال الصيف، لكنه الآن ارتفع إلى أربعة أضعاف على أقل تقدير".


وسجلت المحروقات في ريف حلب الشمالي ارتفاعاً بشكل غير مسبوق مع انخفاض درجات الحرارة النسبية، إلى جانب انقطاعها عن المنطقة. ويقول أحمد الفؤاد وهو صاحب محطة تكرير للمحروقات بريف حلب الشرقي لـ جريدة ليفانت: "ارتفاع مادة المازوت يعود إلى قلة دخولها إلى المنطقة من معبر عون الدادات الفاصل بين مناطق الإدارة الذاتية ومناطق ريف حلب شمال مدينة منبج".


ويضيف: "العملية العسكرية التي تشنها تركيا وفصائل موالية لها على مناطق شرق الفرات التي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية أثرت بشكل كبير على دخول الفيول إلى المنطقة، إلى جانب إغلاق الإدارة الذاتية للمعبر لفترات متقطعة".


وأكد: "بلغ سعر البرميل الواحد من المازوت المكرر في مصافي النفط البدائية بريف حلب نحو 90 ألف ليرة سورية ما يعادل 125 دولارًا أمريكي". فيما ساهمت الآتاوات التي تحصل عليها الإدارة الذاتية من جهة فصائل المعارضة من جهة أخرى في معبر عون الدادات في ارتفاع سعر المحروقات القادمة إلى المنطقة.


مصدر عسكري من فصائل المعارضة التي تدير معبر عون الدادات رفض الكشف عن اسمه، وقال: "تحصل إدارة المعبر على مبالغ مالية تصل في بعض الأحيان إلى ألاف الدولارات على سيارة النقل الواحدة من الفيول الغير مكرر"، وأكد المصدر: "أن هذا المبالغ تأخذه الفصائل لها بينما ينعكس ارتفاع المحروقات على المستهلك".


من جهته ياسر الخطاب من مدينة مارع في ريف حلب صاحب مركز لتوزيع المحروقات أكد لـ "ليفانت": "أن التجار يرفعون الأسعار كل عام مع بداية فصل الشتاء لكن هذا العام شهد ارتفاعاً كبيراً"، وأضاف: "تجار المحروقات قاموا بسحب مادة المازوت من الأسواق، وتخزينها لذلك ارتفعت الأسعار".




وصف الصورة: حراقات بدائية لتكرير النفط الخام بريف حلب الشرقي


ويواجه المدنيون في ريف حلب استغلال التجار المحليين وحتى العاملين على نقل المحروقات من شرق الفرات إلى غربه، دون رقابة من المجالس المحلية التي يجب عليها مراقبة أسعار المحروقات وتخفيض أسعارها وتأمينها بما يتناسب مع دخل المدنيين على أقل تقدير.


وبحسب مصادر من إدارة المجالس المحلية قالت: "أنها استطاعت تأمين مادة المحروقات في مختلف أنواعها بالأسواق من المعابر التركية وهي متوفرة في المنطقة"، وأوضحت: "بالنسبة للمحروقات القادمة من شرق الفرات فلا تخضع لرقابة على الإطلاق لأنها تعود إلى تحكم جهات عسكرية فيها". ويتوفر المازوت والبنزين في ريف حلب لكنه من النوع الممتاز الذي يتمتع بأسعار ضخمة جداً إذ يصل سعر المازوت التركي المتعارف عليه في ريف حلب إلى 550 ليرة سورية، لليتر الواحد بينما يصل سعر ليتر البنزين التركي إلى 600 ليرة سورية لليتر الواحد مع ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.


ولا تستطيع الأسرة السورية التي لا تتمكن من تأمين قوت يومها، الحصول على المحروقات في ظل انتشار البطالة وقلة فرص العمل. ودفع انقطاع المازوت عن المنطقة إلى استخدام الغاز للتدفئة بديلاً عنه، حيث يدخل الغاز من تركيا إلى المنطقة ويصل سعر أسطوانة الغاز اعزاز 6500 ليرة سورية.


وسجل الطن الواحد من الحطب اليابس في ريف حلب الشمالي 80 ألف ليرة سورية ما يعادل 110 دولار أمريكي، فيما سجل الطن من مواد التدفئة البديلة كالبيرين بقايا الفيول ارتفاعاً بين الـ 50 والـ 60 ألف ليرة سورية، ما يعادل 90 دولاراً أمريكي. وترسل ألاف الأسر أبنائها إلى مكبات النفايات لجمع الأكياس وقطع الأقمشة والأوراق للحصول على التدفئة في أقل تكلفة ممكنة.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!