-
التثاؤب.. ما بين التعاطف الاجتماعي والتحريض على اليقظة
توجد العديد من الألغاز التي لا تزال قائمة في الطب، ومن بينها التثاؤب، وكل ما يحيط به من ألغاز، لاسيما لجهة "عدواه"، ولعل العديد من الأشخاص استفسروا لماذا نتثاءب وهل التثاؤب فعلاً معد؟
للرد على هذا السؤال هناك مجموعة من النظريات، رغم أنه لا يتوفر إلا القليل من البحث الجيد حول هذا الموضوع، مع ذلك هناك العديد من الأسباب المتفق عليها للتثاؤب، وفق تقرير عرض على صفحة جامعة "ساوث كارولينا" في الولايات المتحدة.
بداية، يوجد سبب للتثاؤب لا جدال فيه وهو التعاطف الاجتماعي، فإذا رأيت شخصاً يتثاءب، أو إذا قرأت عن التثاؤب (مثل قراءة هذا الخبر الآن) قد تتثاءب حالك كحال آخرين كذلك.
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: حركات العين السريعة أثناء النوم مرتبطة بعالم الأحلام
أيضاً برهن علماء النفس أنه كلما كنت أكثر تعاطفاً، زادت احتمالية التثاؤب لديك أو "العدوى" عندما يتثاءب شخص آخر مثل فرد من العائلة أو صديق.
تالياً، لدى تغيير الارتفاع بسرعة كما هو الحال في الطائرة، سوف تتثاءب طواعية (عن قصد) وأيضاً تتثاءب لا إرادياً (وليس عن قصد) لمحاولة معادلة الضغوط داخل أذنك، وهو سبب مقبول للتثاؤب.
في الصدد، من الجلي أن التثاؤب يرتبط بالنعاس والملل، ومع ذلك، من المفارقات تقريباً، يُفترض أن التثاؤب ليس علامة على النعاس أو الملل، بيد أنه في الواقع رد فعل لا إرادي يحرضه عقلك على إيقاظك أو جعلك أكثر يقظة.
كذلك يرتبط ببعض الهرمونات التي يجري إفرازها والتي تزيد من معدل ضربات القلب واليقظة لفترة وجيزة، ولعل السبب الذي يجعل المرء يتثاءب عند التعب أو الملل هو محاولة الجسم لإبقائك يقظاً ومستيقظاً ولو لفترة وجيزة فقط، ويرتبط ذلك بظاهرة شائعة تتمثل في التثاؤب عند الاستيقاظ عقب النوم أو القيلولة، وهذا دليل آخر على أن التثاؤب هو تحفيز واستثارة لا إرادية وليس العكس.
فيما النظرية الأخيرة فهي أن التثاؤب هو رد فعل يساعد في تبريد الدماغ الدافئ. وهذا غير مثبت، وعلى الرغم من وجود بعض الأمثلة على التثاؤب في السيناريوهات المتعلقة بالحرارة، فإن التثاؤب ليس شيئاً نراه عند ممارسة الرياضة أو اللعب في الشمس.
ومن الجهة الفسيولوجية، يمكن أن تؤدي الأنفاس العميقة والفم المفتوح إلى تبريد الدماغ قليلاً، بيد أن الدليل على أن هذا سبب حقيقي للتثاؤب ليس مقنعاً.
في الأثناء، توجد نظرية منطقية ولكنها غير مؤكدة حول سبب التثاؤب وهي تحسين الأكسجين في الدم أو إزالة ثاني أكسيد الكربون، ويبدو ذلك منطقياً كون التثاؤب يجلب المزيد من الأكسجين مع التنفس العميق ويزيل الزفير ثاني أكسيد الكربون أكثر من التنفس المعتاد، لكن البحث عن طريق وضع الناس في بيئات منخفضة الأكسجين أو عالية ثاني أكسيد الكربون لا تسبب التثاؤب.
يذكر أن التثاؤب هو رد فعل طبيعي لدى معظم الناس مع ذلك إذا كنت تعاني من التثاؤب المفرط دون سبب واضح، فمن الحكمة زيارة طبيبك والتأكد من عدم حدوث أي شيء غير طبيعي.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!