-
الإخوان وإسرائيل.. ما الجديد الذي يكشفه تسريب خيرت الشاطر؟
-
30 ثانية كشفت "زيف الإخوان".. ما طبيعة العلاقة التاريخية مع إسرائيل؟
كشف تسريب جديد عرضه مسلسل "الاختيار3"، الذي يعرض في مصر خلال شهر رمضان للعام الثالث على التوالي، ويقدم توثيقاً درامياً لأحداث حقيقية، معلومات جديدة حول التعاون والتنسيق بين جماعة الإخوان المٌصنفة "إرهابية" في البلاد ودولة إسرائيل، فيما يظهر تناقض كبير بين الشعارات التي اعتادت الجماعة على ترويجها لتحقيق مصالحها وتجنيد مزيد من الأعضاء، وبين الحقيقة التي ظلت تخفيها وتنكرها لمدة تجاوزت 9 عقود.
وخلال التسريب، ظهر الشاطر أثناء الحديث مع شخص مجهول: "لو حصلت ثورة جياع في خطر على مصالحكم وعلى مشروع إسرائيل، النهار ده لما الشعب قال عايز يروح للحدود مع إسرائيل، إحنا كلنا وقفنا وقلنا لا، واتصلنا بخالد مشعل وقلنا له طلع بيان على الإعلام والنت، وقول إحنا مش عاوزين من المصريين إنهم يروحوا".
اقرأ أيضاً: حمد بن جاسم يعلن وفاة جماعة الإخوان
وتابع الشاطر في التسريب: "النهارده إحنا دلوقت محناش عايزين مش عايزين انهيار في البلد مش عايزين فوضى مش عايزين تخريب ولا حتى ضد مصالحهم إحنا مش في حرب مع أحد".
تناقض أيدلوجي وتزييف فكري
ويرى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي، المنشق عن جماعة الإخوان، عماد عبد الحافظ أنه برغم العديد من الكتابات التي تناولت جماعة الإخوان، والتي تعمل على الكشف عن الجوانب المختلفة الخاصة بطبيعة أفكارها ومشروعها وتبين الكثير من عيوبها؛ إلا أنه لايزال الكثيرون واقعون تحت تأثير خطاب الجماعة الديني الذي يستخدم العاطفة ويتاجر بفكرة المظلومية لكسب المزيد من التأييد والتعاطف، ليأتي مسلسل الاختيار هذا العام ويكشف بالدليل القوي عدد من عيوب الجماعة وجوانب مختلفة مما لايزال خافيًا على الكثيرين، وذلك على لسان أهم قياداتها.
أخطر تسريب
وفي تصريح لـ"ليفانت" يقول "عبد الحافظ" إن أهم هذه التسريبات ما ورد في الحلقة الثانية عشر من المسلسل، والخاص بحديث خيرت الشاطر عن رؤية الجماعة لطبيعة العلاقة مع إسرائيل، والذي تبين منه حرصه على أمن إسرائيل ورؤيته لطبيعة العلاقة معها على أنها ليست قائمة على الصراع، ولا تمثل علاقة حرب، وتبين سعيه للوقوف ضد الدعوات التي صدرت من بعض المصريين في العام 2011 للوصول إلى حدود إسرائيل.
اقرأ أيضاً: محلل تونسي يكشف لليفانت علاقة تصريحات أردوغان بالإخوان.. و"الاحتلال العثماني"
وتابع: "تلك الحدود التي ظلت جماعة الإخوان قبل ثورة يناير تطالب نظام حسني مبارك بفتحها، وتتهمه بالتخاذل ومنع الجهاد، وما إلى ذلك من أفكار اتضح أن الجماعة كانت تستخدمها فقط لجذب الأنصار وإحراج النظام وإبرازه على أنه المدافع عن مصالح إسرائيل، في مقابل الجماعة التي تدافع عن الإسلام ضد أعداءه".
تنظيم بلا مبادئ
وبحسب عبد الحافظ، يكشف هذا التسريب عن جانب مهم في الجماعة وهو ما يتعلق ببراغماتيتها الشديدة التي تجعلها لا تسعى إلا إلى تحقيق مصلحتها فقط، مع الاستعداد على التضحية بأي مبدأ أو قيمة تدعي الدفاع عنها، إذا ما تعارضت مع مصالحها، فالجماعة على استعداد للتخلي عن أي قيمة أو فكرة أو مبدأ دون مراجعة أو مبررات موضوعية سوى مصلحة التنظيم، كما أنها على استعداد لاتخاذ العديد من المواقف المتناقضة في السر أو في العلن طالما كان ذلك يحقق مصلحتها.
اقرأ أيضاً: عضو سابق مقرّب من الإخوان المسلمين يقود حملة ضد الائتلاف السوري المعارض
ويقول الباحث المصري "إن العديد من الحقائق التي يتم الكشف عنها عن هذه الجماعة سوف يساهم في تعميق أزمتها التي بدأت منذ وصولها إلى الحكم، ليجعل مستقبلها في خطر قد لا تستطيع معه العودة كما كانت من قبل مهما فعلت ومهما دعمها أصحاب المصالح".
هل المقاومة فكرة حقيقية؟
من جانبه، يؤكد الباحث المختص في الإسلام السياسي والإرهاب مصطفى زهران، ضرورة إعادة النظر في فكرة الجماعات الإسلامية بوجه عام والإخوان بوجهة خاص في التعامل مع القضية الفلسطينية، وكذلك إسرائيل، مؤكداً أن فترة ما بعد 2011 كشفت تغييرات محورية في تعاطي الإسلام السياسي مع الأمر، ليتضح أنه انطلق من المقاومة ثم تحول المواءمة مع اللحظة بهدف تحقيق مصالح التنظيم.
وفي تصريح لـ"ليفانت" يقول "زهران" إن خطاب الإسلام السياسي تحول من خطاب الثورية إلى المهادنة بعد وصول الجماعة للحكم في الدول العربية، ليس في مصر فقط، ولكن في عدة دول عربية منها المغرب العربي الذي بادر فيه قيادات محسوبين على الإخوان بالتطبيع رغم انتقادهم للأمر في بدايته، وأيضاً شهدت السودان، انقسام بين قيادات التيار الإسلام السياسي في ضوء التطبيع مع إسرائيل.
اقرأ أيضاً: الاختيار 3.. الفن بمواجهة التطرف الإخواني بالفضح والتعرية
وأخيراً يؤكد زهران أن الفكرة بأن تيارات الإسلام السياسي في عداء مع إسرائيل تحتاج إلى إعادة بحث وتقييم ووضع تصورات أخرى بناء على التطورات الراهنة في المشهد السياسي العربي.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة قد علق على التسريب من خلال تدوينة على "توتير"، قائلاً: ""تسريبات اتصال خيرت الشاطر بخالد مشعل تؤكد أن الجماعة لم تكن تؤمن على الإطلاق بنظام الدولة وأن خيرت الشاطر كان هو الحاكم الفعلي، وأن مرسي كان مجرد صورة لا يملك من الأمر شيئاً في ظل سطوة الشاطر ونفوذه في الجماعة".
ليفانت-خاص
إعداد: رشا عمار
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!