الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • الإخوان المسلمون في أوروبا.. النظام الهيكلي وأصوله المالية 

الإخوان المسلمون في أوروبا.. النظام الهيكلي وأصوله المالية 
الاخوان المسلمون

أعلنت النمسا نشر تقريرها حول جماعة الإخوان المسلمين خلال عام 2021 وعن نفوذ وتمويل الجماعة في أوربا، خلالها كشفت الكثير عن هيكلية التنظيم وترسانته المالية ومدى أهمية التمويل عند التنظيم. التقرير تناول تأسيس الإخوان المسلمين المركز الإسلامي في ميونيخ عام 1960، برئاسة سعيد رمضان، صهر مؤسس التنظيم حسن البنا.

عملت جماعة الإخوان على نشر أفكار الإخوان المسلمين في جميع أنحاء أوروبا، اليوم، جماعة الإخوان موجودة في جميع البلدان الأوربية تقريباً. كما يوضح أحدث تقرير صادر عن مركز توثيق الإسلام السياسي. اليوم، تستضيف جميع الدول الأوربية الكبرى شبكة صغيرة من الأفراد والمنظمات المرتبطة بشكل أو بآخر بجماعة الإخوان المسلمين. علاوة على ذلك، فإن هذه المؤسسة التي تتخذ من النمسا مقراً لها مكرسة البحث العلمي في الإسلام السياسي.

كشف النقاب عن النظام الهيكلي للإخوان المسلمين في أوروبا وأصول تمويله. أنشأت الحكومة النمساوية مركز توثيق الإسلام السياسي عام 2020 لتتبع وتحليل تحركات الإخوان والمنظمات الإسلامية الأخرى. كما يبحث المركز عدة طرق لمكافحتها في تقرير من 200 صفحة.

كشف الخبير الإيطالي في الإسلاموية، لورنزو فيدينو، وسيرجيو ألتونا، الباحث الإسباني في التطرف والإرهاب في معهد إلكانو الملكي، عن تفاصيل تواجد الإخوان المسلمين في أوربا في العقود الأخيرة. ينقسم التقرير إلى أربعة أجزاء، أحدها مخصص حصرياً لوجود جماعة الإخوان المسلمين في 11 دولة أوربية، من بينها بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا.

يشير التقرير، أن وجود جماعة الإخوان المسلمين في القارة كان مدفوعاً بطلاب الشرق الأوسط في الجامعات الأوربية وبعض الأعضاء رفيعي المستوى في المنظمة. يقول الخبراء: "ما بدأ كوجود غير متوقع ومؤقت في أوربا أصبح مع مرور الوقت راسخاً وتوسع بشكل كبير. المنظمات العامة في أوربا تحت مظلة الإسلامويين في ظل جماعة الإخوان المسلمين، قامت بإنشاء العديد من المنظمات العامة بهدف الحصول الدعم والتمثيل.

اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)

يسلط التقرير الضوء على اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا (FIOE)، الذي تم إنشاؤه في عام 1989 ومقره في بروكسل. في عام 2020، غيرت اسمها إلى مجلس المسلمين الأوربيين، وبدورها أنشأت هيئتين أخريين: المعهد الأوربي لعلوم الإنسان ومركز الفتوى الأوربي. على الجانب الآخر، منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، الإغاثة الإسلامية، التي رغم نفيها أي صلة لها بالإخوان، تنص الوثيقة على أنها "قريبة" من الجماعة.

"تقوم المنظمات المنتمية للإخوان في دول مختلفة بجمع التبرعات بشكل منتظم وتعزيز الإغاثة الإسلامية" ، بينما "غالباً ما يدير الأفراد المنتمون للإخوان الفروع المحلية للتنظيم". كما يشير التقرير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تنشر رسالتها من خلال شبكتها الواسعة من المساجد والجمعيات الخيرية والمدارس وجماعات الضغط وجماعات الحقوق المدنية.

ديناميات التمويل

يكشف التقرير أن "أحد الأسباب الرئيسة للنجاح النسبي للإخوان المسلمين هو وصولها إلى موارد مالية وفيرة". ومع ذلك، بينما يعترف الخبراء بأن ديناميات التمويل "معقدة ويصعب اختراقها"، فقد حددوا أربع فئات باعتبارها المصادر الرئيسة للتمويل.

أولاً: التبرعات من الجالية المسلمة.

ثانياً: الأنشطة المالية الخاصة بالمجموعة: يوضح الباحثون أن جماعة الإخوان طورت منذ فترة طويلة شبكة من الأعمال التجارية، يركز بعضها على الأنشطة المتعلقة بالإسلام، مثل توثيق اللحوم الحلال أو بيع المطبوعات الدينية. ومع ذلك، هناك أنواع أخرى من الأعمال لا علاقة لها بالدين، مثل العقارات أو الخدمات المالية. بعد ذلك، يحدد التقرير عدة دول تدعم المنظمة مالياً.

يسلط التقرير الضوء على "الدور المهم لتركيا في السنوات الأخيرة"، ومع ذلك، يذكر الخبراء أن التبرعات الأجنبية جاءت تاريخياً من دول عربية.

ثالثاً: ربما كانت الفئة الأكثر إثارة للجدل، فهي تشير إلى "الإعانات المقدمة من الحكومات الأوربية والاتحاد الأوربي.

يوضح التقرير أن المنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى أموالاً عامة لتطوير أنشطة تهدف إلى الاندماج أو محاربة الإسلاموفوبيا. ويوضح التقرير أنه "في بعض الحالات، تعمل الجمعيات الخيرية المرتبطة بالإخوان أيضاً كمقاولين لوكالات المعونة الحكومية الأوربية التي تنفذ مشاريع في مناطق من إفريقيا أو الشرق الأوسط".

لماذا يسعى الإخوان المسلمون إلى تعزيز وجودهم في أوروبا؟

وفقاً للمركز النمساوي، فإن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لنشر رؤيتها الاجتماعية والسياسية والدينية للمجتمعات المسلمة الأوربية من خلال الترويج للهوية الإسلاموية. وبالمثل، تطمح جماعة الإخوان إلى أن تصبح الممثل الرسمي للجاليات المسلمة، فضلاً عن التأثير في السياسات في جميع الأمور المتعلقة بالإسلام. وعلى الرغم من أن المنظمة تقدم نفسها أحياناً على أنها فاعل ديني معتدل، إلا أن التقرير يحذر من أن أيديولوجية الإخوان المسلمين تتعارض مع أفكار الحرية التي يروّج لها بعض القادة الأوربيين.

قام الخبراء بتوثيق بعض الآراء الإشكالية، مثل معاداة السامية وكراهية المثليين وكراهية النساء. علاوة على ذلك، فإن خطاب "نحن ضدهم" الذي قدمه الإخوان لا يشجع على اندماج الجاليات المسلمة في أوربا.  

في هذا السياق، التقت سوزان راب، وزيرة التكامل النمساوية ومؤسسة مركز توثيق الإسلام السياسي، مع شركاء الاتحاد الأوربي في فيينا، لمناقشة تدابير مكافحة الإسلاموية في القارة وغيرها من القضايا المتعلقة بالتقرير الأخير. وقال راب: "الإسلاموية والإرهاب لا يبدآن عندما يصبحان عنيفين، بل يبدآن قبل ذلك بكثير". وقالت إن فيينا يجب أن تثبت نفسها على أنها "مركز متقدم  ضد الإسلام السياسي".

رغم التشريعات التي اتخذتها أوروبا، وخاصة فرنسا والنمسا وألمانيا، من غير المرجح أن تضع دول أوربا الجماعة على قوائم الحظر او التطرف والإرهاب، وهذا ربما يعود إلى هيكلية التنظيم وصعوبة الحصول على شواهد بوجود علاقات ما بين قيادات التنظيم والواجهات أو إمبراطورية المال والاقتصاد في أوربا، كون أوربا ما زالت تنتهج "بيروقراطية قضائية وعدم تكامل ما بين القضاء ومؤسسات الأمن.

بات ضرورياً أن تكون هناك جهود لمكافحة التطرف الإسلاموي الذي تقف خلفه الجماعة، وكذلك وقف مصادر التمويل الخارجية والداخلية، ووقف تمويل الحكومات للمنظمات المرتبطة بالجماعة.

ليفانت - جاسم محمد 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!