الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
احتلالات كلها نبع سلام
غسان المفلح

غسان المفلح - كاتب سوري


القيادة التركية أطلقت على غزوتها للجزيرة السورية اسم" نبع السلام". لن اتحدث الآن عن النازحين المدنيين. حيث الأمم المتحدة أعلنت أنها جاهزة لإيوائهم جميعاً! رغم الضغط الهائل كما تقول بياناتها وتصريحات مسؤوليها. هذا كان دور الأمم المتحدة منذ ثماني سنوات ونيف٬ عمر الثورة السورية. دور من أدوار الأمم المتحدة في تغطية كافة الاحتلالات التي غزت الثورة السورية. بدآت بالإيراني الحزب الإلهي ثم الاحتلال الروسي وقبلهما الاسدي كمحتل آبادي. ثم اكتملت اللوحة بأمريكا مع البي كي كي وتركيا ثم بريطانيا وفرنسا. إضافة إلى قوى الإرهاب العالمي من كل حدب وصوب، برعاية أوبامية أوروبية. داعش ونصرة وشيشان، هؤلاء جاؤوا لنصرة الدين كحمائم سلام إسلاموية! برعاية دولية مباشرة. كما أتت الميليشيات التابعة لإيران من كل الدول التي فيها تواجد شيعي.


هؤلاء أتوا جميعهم بدوافع إنسانية لنشر السلام والمحبة٬ ولحراسة المراقد الشيعية في سورية٬ وتعليم الشعب السوري الهمجي هذه المحبة والسلام! كلها تمت بوضاعة أسدية قل نظيرها في التاريخ. كل هذا تم برعاية أممية من السيدة الأمم المتحدة. حيث وضعت خططاً منذ نهاية عام الحسم الأوبامي لتأهيل الجريمة الأسديةـالدولية بحق الشعب السوري وثورته، فوضعت الأمم المتحدة في نهاية عام ٢٠١٢ خطة توطين ٤٥٠ ألف لاجئ سوري في مختلف أنحاء الدول المتقدمة! هذه الاحتلالات شردت آكثر من ١٢ مليون سوري في أصقاع الإقليم والكوكب، غير مئات الألوف من الضحايا العزّل أطفالاً ونساء ومن كل الاعمار. فقط كي تبقى الأسدية إسرائيلياًـ أوبامياً.




على هذه الخلفية أن يستكمل الاحتلال التركي في إغداق سورية بالسلام والمحبة. كبقية الاحتلالات. التي جعلت قيمة الإنسان في الحضيض. دخل الاحتلال التركي الجزيرة السورية والمعارك مستمرة مع جيشه من قبل قوات قسد الجناح السوري للبي كي كي التركي الكردي.




دعونا نتحدث بصراحة حتى لو كانت مؤلمة.

قسد كانت قوة احتلال مثلها مثل بقية الاحتلالات السلامية الينابيع! لهذا سآلني أحدهم: أنت ضد الاحتلال التركي هذا٬ فكيف يمكن إخراج احتلال البي كي كي من سورية؟ هل يمكن أن يخرج بغير هذه الطريقة؟

جوابي الآن: نعم كان يمكن أن يخرج لو اتفقت الدول المحتلة هذه على الضغط عليه٬ دون هذا الاحتلال التركي. أقصد أمريكا وروسيا وبريطانيا مع فرنسا وتركيا. كان يمكن أن ينسحب ليس من المنطقة الحدودية مع تركيا فقط بل من كل سورية٫ فيما لو أرادت هذه الجحافل الأممية التي احتلت ثورة شعبناً للتخلص من الأسدية بوصفها الآن أكبر عار في تاريخ هذه البشرية.


نعم البي كي كي أضعف من أن يواجه ضغوط هذه الدول. لكن هذه الدول أرادت أن تدخل تركيا عسكرياً.

لماذا؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن تجيب عليه القيادة التركية ومعها جماعة الأخوان المسلمين السوريين، "الجيش الوطني السوري" بزعامة اللواء سليم إدريس. الأهم طبعاً أن يجيب عن هذا السؤال قيادة قنديل أو البي كي كي.




الأمريكي يريد احتلالاً سلامياً يحل محله في المنطقة٬ بتكاليف أقل على كافة الصعد. كآني بإدارة ترامب قد قالت لقيادة قنديل ارفضوا كل العروض التركية! رفضوا الجماعة وذهبوا ليتآكدوا أن رفضهم ستدعمه إيران أيضاً. لكنهم تفاجآوا بتخلي أمريكا عن تلك المنطقة المطلوبة تركياً. حيث سرّب أحدهم أيضاً: أن أمريكا طلبت من قسد مقاتلة الميليشيات الإيرانية في المنطقة. لكن قنديل رفضت. فقالوا لهم تحملوا. بغض النظر عن صحة ما نقوله هنا٬ يبقى السؤال معلقاً: لماذا لم يتم اجبار قنديل علي الانسحاب دون الحاجة لنبع سلام جديد يتدفق ألغاما على السوريين؟




لماذا قسد لم تعمل طيلة سنواتها الاحتلالية، على تكريس نموذجاً مختلفاً عم قامت به تركيا وجماعتها في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون؟ لأنها بالضبط تريد هذه المنطقة قاعدة. نعم تريد إبقاء هذه المنطقة قاعدة لوجستية لقيادة قنديل ضد الجيش التركي٬ إلي جانب قواعدها في قنديل. قنديل لم تعد تجيد غير لغة السلاح٫ رغم توفر الأرضية في تركيا للنضال السياسي من أجل حل عادل لقضية عادلة وهي القضية الكردية في تركيا. النضال السلمي كجناحها السياسي حزب الشعوب الديمقراطي، رغم الحراك الأردوغاني ضد الحريات مؤخراً لكن السلاح بات المؤسسة القابضة على مصير هذا الحزب. أرجو أن يكون تحليلي هذا خاطئاً.



يبقى السؤال معلقاً للسادة القراء أيضاً لماذا هذه الاحتلالات لم تجبر قيادة قنديل على الانسحاب دون "نبع السلام الأردوغاني" وللحديث بقية....

احتلالات كلها نبع سلام احتلالات كلها نبع سلام احتلالات كلها نبع سلام.


 


 




كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!