الوضع المظلم
الأربعاء ١٨ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
احتجاج الممرضين والممرضات في جميع أنحاء إيران
احتجاج الممرضين والممرضات في جميع أنحاء إيران

منذ أكثر من أسبوع، يواصل الممرضون والممرضات الشرفاء الکادحون احتجاجات وتظاهرات وإضرابات تعبيرًا عن رفضهم لظروف العمل القمعية وللمطالبة بحقوقهم المسلوبة. وحول حجم هذه الاحتجاجات، صرح الأمين العام للتنظيم الحكومي لدار الممرضات إن الاحتجاجات خرجت عن سيطرة الجميع نظرًا لكثافتها” (خبر أونلاين، 19 أغسطس).

في هذه الحركة الاحتجاجية الموحدة، انضم الآلاف من الممرضين والممرضات في مختلف محافظات البلاد للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم ضد النظام المناهض للشعب. إنهم يصرخون: “قم أيها الممرض واصرخ واطلب حقك!”

تعتبر ظروف عمل الممرضين والممرضات في غاية القسوة وغير إنسانية ، حيث أن الرواتب التي يتلقونها تقل بكثير عن خط الفقر.فعلى سبيل المثال، تتقاضى الممرضة الرسمية ذات الخبرة العملية التي تبلغ  10 سنوات راتبًا ثابتًا يقارب 14 مليون تومان. إضافة إلى ذلك، يتم إجبار الممرضات على العمل لساعات إضافية مقابل أجر ضئيل يبلغ 20,000 تومان (33 سنتا) في الساعة.

يضطر معظم الممرضين على العمل 12 ساعة في اليوم، وبما أن نسبة الممرضين إلى المرضى في إيران التي تبلغ ثلث المعيار العالمي، تتعرض هذه الشريحة لضغوط هائلة.

اقرأ المزيد: إلهام أحمد تعرض رؤية شاملة لمستقبل الكُرد في إطار الدولة السورية

الضغوط اللاإنسانية التي تواجه الممرضين والممرضات أدت إلى حالات انتحار بين بعض الممرضات في مدن طهران وسنندج وكرمانشاه خلال العام الماضي. كما دفعت هذه الضغوط عددًا كبيرًا من الممرضين والممرضات إلى الهجرة خارج إيران حيث بلغ عدد المهاجرين منهم في العام الماضي أكثر من 3000 شخص. في بلدان مثل سلطنة عمان والبحرين يحصل الممرضون على رواتب تفوق بكثير تلك التي يتقاضونها في إيران.

تسببت هذه الهجرة الجماعية في أزمة داخل النظام الصحي في البلاد.

إضافة إلى ظروف العمل القاسية، والعمل الإضافي القسري، والنوبات الطويلة لمدة 12 ساعة، تعاني الممرضات من تدني الأجور بشكل يغطي حتى تكاليف العيش الأساسية، يفاقم هذا الوضع انتهاك النظام لتعهداته وعقوجه مع الممرضات، حيث يتأخر في دفع الأجور المستحقة للخدمات، بما في ذلك الأجور المتأخرة لعدة أشهر. وفقا لمساعد وزير الصحة في شؤون التمريض، فإن: “متأخرات كوادر الصحة تبلغ 32000 مليار تومان ، منها حوالي 8000 مليار تومان هي مستحقات 210000 ممرضة في جميع أنحاء البلاد” (صحيفة ابتكار ، 20 أغسطس). 

كان رد النظام على هذه الاحتجاجات والمطالب المشروعة لهم هو قمعهم عبر قوات الشرطة، واستدعاء المتظاهرين، وتهديدهم بالفصل أو السجن، نظرًا لأن النظام غير راغب أو قادر على حل هذه المشاكل. ومع ذلك، قاومت الممرضات بشجاعة ضغوط الحكومة وتحدين التهديدات، مفضلات البقاء في المنزل بدلا من الاستسلام.

أدرك الممرضون، مثل غيرهم من الفئات الأخرى من المجتمع الإيراني، أن هذا النظام لا يفهم سوى لغة القوة، وأن الرد الوحيد على قمع الحكام هو المقاومة والوحدة، لذلك يصرخون: “فقط في الشارع سنحصل على حقوقنا”.

على الرغم من أجواء القمع والكبت، نجح الممرضون والممرضات في التلاحم وتشكيل حركة موحدة في جميع أنحاء البلاد. وقد أدركوا قوتهم وهتفوا بشعارات تعكس معاناتهم: “قوتنا في حشدنا، إنها نتيجة معاناتنا”.

لم تفد محاولات النظام لإرعاب الممرضين عبر التهديدات وخداعهم بوعود فارغة، فقد هتفوا: ، “الممرض يموت، ولا يقبل الإذلال”.

في احتجاجاتهم في الشوارع، نال الممرضون والممرضات تضامن المتقاعدين الشرفاء الذين استمروا في الصراخ من أجل حقوقهم في الشوارع، صامدين في البرد والحر، مما يعزز تلاحم الطبقات المضطهدة والمنهوبة، ويشير إلى قرب النصر.

وفي هذا السياق، هنأت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية الممرضين والممرضات عبر منصة اكس وقالت:

تحية للممرضين والممرضات الكادحين المتعاطفين الذين يخوضون اليوم الـ 18 من احتجاجاتهم. إنهم بمواصلة هذه الاحتجاجات في وجه قمع قوات خامنئي يعكسون الغضب والاستياء العميقين لدى الغالبية العظمى من الشعب الإيراني، بما في ذلك العمال والكادحون، تجاه نظام الملالي. دعم الممرضين والممرضات الأعزاء، الذين يخدمون الشعب الإيراني ليلاً ونهاراً، هو واجب وطني وأخلاقي وإنساني. يواجه الممرضون والممرضات الأعزاء أصعب ظروف العمل والمعيشة، بينما تُنهب ثروات البلاد وأموال الشعب من قبل العصابات الإجرامية الحاكمة وأبناء الذوات الفاسدين، أو تُهدر في مشاريع القمع وتصدير الإرهاب وإشعال الحروب، بهدف الحفاظ على النظام البغيض لولاية الفقيه. إن إسقاط الفاشية الدينية وإقامة الديمقراطية وسيادة الشعب هو السبيل الوحيد لإنهاء القهر والظلم الذي تعاني منه فئات مختلفة من شعب إيران .

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!