-
إيران وصناعة الموت.. إعلانات شغوفة لبيع سلاحها بانتظار رفع العقوبات
-
النظام في إيران، متشغف لرفع العقوبات الأمريكية عنه، للاستثمار في أسواق صناعة الموت، عبر السماح له بتصدير الأسلحة، دون أن يكون هناك عوائق تعترضه
يبدو النظام في إيران، متشغفاً لرفع العقوبات الأمريكية عنه، ليس أبداً بهدف رفع الضائقة الاقتصادية التي يحيا فيها الشعب الإيراني، بل بغية فتح الأبواب مشرعة أمام طهران، للاستثمار في أسواق صناعة الموت، عبر السماح لها بتصدير الأسلحة واستيرادها من حلفائها، دون أن يكون هناك عوائق تعترضها في هذا السياق.
ذلك ما قد أشار إليه، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، في بداية فبراير الماضي، عندما أكد إنه إذا تم رفع العقوبات الأمريكية، فستصبح بلاده "أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم"، مضيفاً: " حققت طهران، الاكتفاء الذاتي في مجال السلاح، مع الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والطائرات بدون طيار المتطورة والمتعددة الاستخدامات، والقوة البحرية المكتفية ذاتياً، وتصميم الطائرات ومجموعة كاملة من المعدات، لم نعد بحاجة إلى مساعدة الآخرين".
إعلانات تسليحية بالجملة
وبجانب انتظار طهران رفع العقوبات الأمريكية عنها، و(هو أمر مرجح في حال عقد الأطراف الدولية المجتمعة مع طهران في فيينا، أي اتفاق نووي جديد)، تواصل طهران استعراض بضاعتها من أدوات الموت والقتل العشوائي، وبالصدد، أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، بداية فبراير الماضي، بأن الحرس الثوري كشف عن صاروخ باليستي أسمته (خيبر شكن)، وزعمت إنه قادر على إصابة أهداف على بعد 1450 كيلومتراً، بمناسبة الذكرى 43 لانتصار ما تسمى بـ"الثورة الإسلامية".
اقرأ أيضاً: غرق سفينة إماراتية قرب السواحل الإيرانية
وبحسب "تسنيم" آنذاك، اعتبر صاروخ "خيبر شكن" أو "كاسر خيبر" من الجيل الثالث لصواريخ الحرس الثوري بعيدة المدى، حيث "يصل مداه الى 1450 كم، ويعمل بالوقود الجامد، ولديه إمكانية المناورة لتخطي الدروع الصاروخية والأنظمة المضادة للصواريخ"، وفق الادعاء الإيراني.
بينما قال رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية محمد باقري، إن قدرات بلاده الصاروخية "ستتعاظم يوماً بعد يوم وعلى الصعيدين الكمي والنوعي"، في "مواجهة المعتدين والاستكبار العالمي والصهاينة"، خلال مراسم إزاحة الستار عن الصاروخ "خيبر شكن"، إذ نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن باقري، أن "أعداء الله والإسلام والثورة والجمهورية الإسلامية، لا يفهون سوى لغة القوة"، ووصف أولئك بأنهم: "لعبة بيد الاستكبار والصهيونية العالمية"، على حد زعمه.
تساهل أمريكي مع طهران
وفي الوقت الذي تعتبر فيه القوة الصاروخية الإيرانية تهديداً لكل دول المنطقة وشعوبها، إذ تستخدم إيران صواريخها بشكل عشوائي في استهداف أي بلد في محيطها، لا يتوافق مع توجهاتها التوسعية تحت صبغة الطائفية، يحمل الموقف الأمريكي الساعي لإبرام اتفاق نووي مع طهران، كثيراً من التساهل معها.
وضمن محاولته للالتفاف على إعلانات الأسلحة الإيرانية، علق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية نيد برايس، رداً على سؤال حول ما إذا لديه أي تقييم حول ذلك الصاروخ، وما إذا كان يشكل خطراً على جنود واشنطن والحلفاء في المنطقة، بالقول: "لم أر إعلان إيران عن امتلاكها لبرنامج الصواريخ الباليستية الجديد. لذا، ليس لدي أي شيء محدد لأقوله حول ذلك، ومع ذلك، فقد تابعنا باستمرار عمل إيران على تحسين برنامج الصواريخ الباليستية، ونحن ندرك تماماً التهديدات الإقليمية التي يشكلها هذا البرنامج"، في إجابة بدى فيها الجانب الأمريكي وهو يتهرب من التصادم المباشر مع طهران، خشيةً ربما من إفساد ما قد تم ربما التوصل له في فيينا، من تفاهمات لم تترجم إلى اتفاق حقيقي بعد.
اقرأ أيضاً: وسط مفاوضات الاتفاق النووي.. إيران تخصّب كمية من اليورانيوم بنسبة 60%
وعما إن كان كشف طهران عن ذاك الصاروخ الذي يبلغ مداه 1450 كيلو متراً، رسالة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، ذكر كيربي: "نرى أنشطتهم الضارة أكثر من الرسائل، أعني، إنها أنشطة خبيثة في حد ذاتها، إنهم يزعزعون الاستقرار في المنطقة، إنهم يدعمون الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة"، لكنها لم تبدو أكثر من محاولة أمريكية للوم إيران، مع عدم محاسبتها بشكل فعلي، وهو ما يعني استمرار طهران ومواصلتها أنشطتها التخريبية المعتادة.
والدليل، إنه لم تمر أيام كثيرة، حتى كشفت إيران منتصف فبراير، عن عشر منظومات دفاعية متطورة من الصواريخ والمعدات في مجال القتال البري والمصنوعة محلياً، حيث قال خلال حفل إزاحة الستار، وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني: "إيران أصبحت قوة مقتدرة بمعنى الكلمة في الشرق الأوسط، ومن القوى المؤثرة على الساحة الدولية".
وتابع: "أنظمة الدفاع الحديثة التي تم الكشف عنها، تشمل مجموعة متنوعة من صواريخ أرض-جو والصواريخ الخاصة بالمروحيات والمسيرات بمواصفات وإحداثيات مختلفة، تم تصميمها خصيصاً لاحتياجاتنا الدفاعية، كما طورنا أنواع الذخيرة الذكية بعيدة المدى والدقيقة، لسلاح المدفعية ومدافع الهاون.. وزيادة نطاق ودقة هذه الاسلحة في التدمير تعد من السمات الرئيسية لأنظمة الدفاع هذه"، وفق إعلانه.
المسيرات بجانب الصواريخ البالستية
وبجانب تلك المزاعم عن الأسلحة، أفاد قائد الوحدات الفضائية في القوة الجوية-الفضائية للحرس الثوري الإيراني، علي جعفر آبادي، نهاية فبراير، بأن "قوة المسيرات الإيرانية أصبحت معضلة كبيرة للأعداء"، وقال: "عندما ننظر اليوم إلى آراء القادة العسكريين ومراكز الفكر الأجنبية، لم يعد الحديث عن قدرة إيران الصاروخية فقط، بل يصرحون أن قوة الطائرات بدون طيار الإيرانية تشكل أيضاً معضلة وإشكالية كبيرة بالنسبة لهم".
ولربما كانت واشنطن تعتقد أن تلك المسيرات بعيدة عنها، ولا تشكل خطراً عليها، لكنها لن تعود للتفكير بتلك الطريقة، عقب أن اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، نهاية فبراير، إيران بتسليم فنزويلا تقنيات لتصنيع طائرات بدون طيار على أراضيها، حيث قال غانتس في تغريدة عبر "تويتر" إنه كشف خلال لقائه القادة اليهود في مؤتمر الرؤساء، أن "فنزويلا تطور طائرات "مهاجر" الإيرانية المتطورة بدون طيار، وتتلقى تحويلات إيرانية من الذخائر الموجهة الدقيقة"، لافتاً إلى أن "هذا يسلط الضوء على أن إيران تشكل تحدياً عالمياً وإقليمياً، وليست مجرد تهديد لدولة إسرائيل".
اقرأ أيضاً: النظام الإيراني يواصل إرهابه بإعدام 14 سجيناً سياسياً
وقد ذهب القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، مع هذا الرأي، في منتصف مارس الجاري، عندما قال إن "قدرة ايران المتفوقة في مجال الطائرات المسيرة، ستلعب مستقبلاً الدور الأساس في تحديد مصير ساحة المعركة"، مستكملاً: "إن الاكتفاء الذاتي في البلاد بدأ من القوة الجوية من خلال تصنيع القطع الغيار الذي يعد من أعماله الكبرى، ويعتبر الآن إلى جانب الطائرات المأهولة قوة متفوقة في مجال الطائرات المسيرة، وفي ظل البرنامج العشريني الذي يتابعه، سيلعب مستقبلاً الدور الأساس في تحديد مصير ساحة المعركة.. هذه المفاخر تحققت بالعزة والاستقلال وعلى يد شباب البلاد الأعزاء تحت قيادة امامي الثورة الإسلامية"، وفق زعمه.
وأياً كانت حقيقة هذه البروباغندا الإعلامية الإيرانية، الساعية إلى إظهار طهران وكأنها باتت تمتلك كل أسرار وتقنيات الأسلحة الحديثة والمتطورة، إلى درجة أن المتابع قد يخال له إنها ستتفوق بعد وقت قليل، على دول كالولايات المتحدة والأوروبيين، في دقة وقوة أسلحتها، لكن يبقى أن النية والعزم الإيراني موجود بالسعي في الاستمرار بتصنيع تلك الأسلحة أياً كانت جودتها أو رداءتها، ما دامت تقتل بلا حساب، وتفتك بلا عقاب، والحال في سوريا واليمن وأخيراً القصف الذي طال إقليم كُردستان قبل أيام جزافاً، خير دليل على فظاعة الأسلحة الإيرانية ولا عقلانيتها.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!