الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • إيران توقف الرحلات الدينية لـسوريا: اعتراف ضمني بفشل سياستها التوسعية

  • يعكس قرار إيران بتعليق رحلات الزيارة الدينية إلى سوريا فشل سياستها التوسعية في المنطقة، حيث أصبحت غير قادرة على ضمان سلامة مواطنيها في الدولة التي تدعي حمايتها وتأمينها
إيران توقف الرحلات الدينية لـسوريا: اعتراف ضمني بفشل سياستها التوسعية
الرحلات الدينية إلى "السيدة زينب" \ تعبيرية \ متداولة

في خطوة تكشف عن هشاشة الوجود الإيراني في سوريا، أعلنت طهران تعليق رحلات الزيارة الدينية إلى المراقد والأضرحة الشيعية في سوريا، متذرعة بـ"أسباب أمنية".

وهذا القرار يأتي في خضم تصاعد حدة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان، مما يسلط الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون نتيجة السياسات التوسعية الإيرانية في المنطقة.

اقرأ أيضاً: مسرحية أمنية جديدة: إيران تدّعي تفكيك شبكة تجسس إسرائيلية مزعومة

حيث صرح رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، عباس حسيني، للتلفزيون الرسمي قائلاً: "إرسال الزوار إلى سوريا توقف بسبب مشاكل أمنية"، وهذا الاعتراف الضمني بعدم قدرة إيران على حماية مواطنيها في سوريا يفضح زيف ادعاءاتها بتأمين الاستقرار في البلاد التي تتدخل فيها عسكرياً منذ سنوات.

ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً خطيراً، حيث شنت إسرائيل سلسلة من الغارات المكثفة على أهداف لحزب الله وحلفائه في لبنان وسوريا، حيث أسفرت عن سقوط عشرات القتلى، تؤكد أن الوجود الإيراني في سوريا قد حول البلاد إلى ساحة حرب بالوكالة، متجاهلاً معاناة الشعب السوري.

ووفقاً لتقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في يونيو 2023، فإن التدخل الإيراني في سوريا قد كلف طهران ما يقارب 30 مليار دولار سنوياً، مع تكبد خسائر بشرية تقدر بآلاف القتلى من القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، وتلك الأرقام تبرز حجم الاستنزاف الذي تتعرض له إيران نتيجة سياساتها التوسعية.

ويرى محللون أن تعليق الرحلات الدينية يعكس فشل الاستراتيجية الإيرانية في استخدام الدين كغطاء لتدخلاتها السياسية والعسكرية، فبدلاً من تعزيز النفوذ الإيراني، أدت هذه السياسات إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها وتعريض حياة المدنيين، بمن فيهم الزوار الإيرانيين أنفسهم، للخطر.

تجدر الإشارة إلى أن شركات الطيران الإيرانية، التي تسير رحلات يومية متعددة إلى لبنان وسوريا، طالما كانت موضع اتهام بنقل عناصر من حزب الله وشخصيات إيرانية مرتبطة به، ما يؤكد استغلال إيران للرحلات المدنية لأغراض عسكرية، متجاهلة المخاطر التي قد يتعرض لها المسافرون العاديون.

وفي ظل هذه التطورات، يدعو خبراء الأمن والسلام الدوليون إلى ضرورة وقف التدخل الإيراني في سوريا والمنطقة ككل، إذ من الواضح أن ذلك التدخل لم يجلب سوى الدمار وعدم الاستقرار، وأصبح يشكل تهديداً ليس فقط للشعوب العربية، بل حتى للمواطنين الإيرانيين أنفسهم.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!