الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • إقليم كردستان: لا تعديل في موعد زيارة "بابا الفاتيكان" للعراق

إقليم كردستان: لا تعديل في موعد زيارة
البابا فرنسيس

مع اقتراب موعد زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق وإقليم كردستان، المقررة في الخامس من مارس المقبل، وإثر الهجمات الإرهابية الأخيرة على أربيل، التي يفترض أن يزورها البابا في السابع من مارس، تسود توقعات هنا وهناك بأن الزيارة ربما تصبح في طي التأجيل أو الإلغاء .


وتعتبر زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق وإقليم كردستان، حدثاً تاريخياً، خاصة وأن العراق بلد متعدد الديانات والمذاهب والقوميات، ويضفي على الزيارة أهمية مضاعفة لجهة دعم قيم التسامح والتعايش والتعدد، وتعد هذه زيارة مهمة بكافة المعايير، خاصة دينياً وروحياً، وهي أول زيارة من نوعها لا سيما وأنها تشمل مناطق مختلفة من العراق.


بدوره، قال المستشار الأعلى لرئيس إقليم كردستان العراق للسياسة الخارجية، فلاح مصطفى، إنه لم يتم إجراء أي تعديل في موعد الزيارة أو برنامجها، ويشدد على أن الزيارة ستكون "محط أنظار العالم كله، كون زيارات بابا الفاتيكان تحظى دوماً بالاهتمام العالمي لما تنطوي عليه من أهمية ومن طرح لمبادرات ورسائل السلام والتسامح ونبذ التفرقة والتعصب".


ويقول في لقاء مع "سكاي نيوز عربية": "نترقب بلهفة وغبطة زيارة قداسة بابا الفاتيكان لإقليم كردستان العراق، وهذه الزيارة التاريخية للعراق وكردستان ستكون لها تداعيات إيجابية على مجمل الأوضاع، ليس هنا فقط بل على صعيد المنطقة ككل".


ويتابع: "ففي الوقت الذي كانت فيه كردستان في الخندق الأول في الحرب ضد داعش والجماعات الإرهابية المختلفة، احتضنت أكثر من مليوني نازح من الفارين من المناطق التي احتلها داعش، وحتى اللاجئين من خارج العراق".


ويضيف: "لطالما كانت كردستان مهد التسامح والتعايش الدينيين، واحترام وإقرار حقوق مختلف المكونات الدينية والإثنية في الإقليم، ككيان سياسي، مما أصبح محط تقدير المجتمع الدولي. لقد قدمت نموذجا فريدا في منطقتنا في هذا المضمار".


ويستطرد: "هي زيارة بالغة الأهمية، حيث ستكون صلوات البابا وخطاباته خلالها داعية للسلم والتعايش وقبول الآخر، لذا نتمنى من جميع الأطراف العراقية ومن مختلف الأطياف استغلال هذه الفرصة الذهبية وجعلها مناسبة للتصالح والتآخي والتوحد، وتعميق قيم الشراكة والتعايش والتسامح، وفتح صفحة جديدة نحو عراق مستقر ومتصالح مع نفسه ومع مختلف مكوناته".


ويعرب مصطفى عن اعتقاده بأن الزيارة "ستسهم في تكريس مناخ السلام والاستقرار والتنمية.. كما حدث في زيارات البابا للدول العربية والإسلامية ومختلف مناطق العالم".


ويقول مصطفى، الذي شغل منصب مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في إقليم كردستان على مدى عقد ونيف: ”نحن نفتخر بتاريخنا المتسامح ومنهجنا في الاعتداد بالتنوع بكردستان، وهي كمحطة أساسية في زيارة البابا، ستتيح لقداسته فرصة الاطلاع على واقع التعايش والحريات الدينية هنا، حيث ستكون كردستان بكافة ألوان طيفها الجميل في استقباله والاحتفاء به".


البابا فرنسيس


ويتابع: "سيكون لمجيء البابا دور محوري في تنقية الأجواء بين المسلمين والمسيحيين في العراق، فتاريخيا لم يكن ثمة تفرقة على خلفية الانتماء الديني في المجتمع العراقي، وكانت المساجد والكنائس تتجاور، لكن مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي، تعرض مسيحيو العراق لمجازر وانتهاكات واسعة بحقهم، وهكذا زيارة تسهم في طمأنة المسيحيين والتخفيف من آلامهم وتبديد مخاوفهم، خاصة وأنهم تشتتوا داخل العراق تاركين مناطقهم، وقسم كبير منهم هاجر. كلنا أمل أن يقود وجود البابا على أرض الرافدين لإعادة الاعتبار لقيم التعايش الديني في العراق".


ويضيف: "هذا يعني أنها تمثل دعما للعراقيين بكافة مكوناتهم، وتثبت أن العراق أصبح مستقرا وآمنا لحد يسمح بزيارة البابا له، وإن كانت لا تزال هناك خروقات وثغرات أمنية هنا وهناك، لكن الوضع الأمني العام في العراق أفضل مقارنة بالسنوات السابقة".


ويردف: "ستسهم الزيارة ولو نسبيا، في معالجة الندوب العميقة التي يعانيها العراق، المتراكمة منذ عهد (الرئيس السابق) صدام حسين، وما تخلله من حروب وحصار.. العراق بلد مدمى ومنهك وما زال يعاني جراء تلك التركة الثقيلة".


المزيد  الكاظمي يتلقى اتصالاً من بلينكن.. وتنديد دولي بهجوم أربيل


من جانبه، يقلل مسؤول مكتب الإعلام للاتحاد الوطني الكردستاني، ستران عبد الله، من احتمال وجود أية تهديدات أمنية جدية، قد تعرقل الزيارة أو تتخللها.


ويقول في تصريح إلى موقع "سكاي نيوز عربية": "نرحب بحرارة بزيارة قداسة البابا لكردستان والعراق، ونأمل بأن تكون فاتحة خير على صعيد تنقية الأجواء، ولعلاقات أفضل بين الإقليم والمركز".


ويختتم حديثه بالقول: "تكتسي هذه الزيارة أهمية مضاعفة كون كردستان عبر التاريخ كانت موطن الديانات والتسامح الديني، وهي إبان سنوات الحرب الطائفية واستهداف المسيحيين، مثلت ملاذا لمسيحيي العراق ككل، وهذا واجب علينا، وما نأمله من البابا والفاتيكان هو أن يدعما ويباركا هذا النموذج التعايشي الكردستاني".


ليفانت - سكاي نيوز عربية

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!