الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • إحياء نظام ولاية الفقيه الكارِه المحتضر.. خطيئة لا تغتفر

إحياء نظام ولاية الفقيه الكارِه المحتضر.. خطيئة لا تغتفر
د. محمد الموسوي

نظام الملالي يحاور العرب خداعاً؛ لتحييدهم والهروب من سقوطه الحتمي. ماذا يريد ملالي طهران من وراء مناورة الحوار والمصالحة مع الدول العربية؟ هل بقي بين العرب وملالي طهران ما يمكن إصلاحه؟ هل ملالي طهران جادون في مساعيهم من أجل رغبتهم الطارئة في الحوار مع العرب؟ وهل لهذه الرغبة إطار ومدى زمني معين؟ 

أين نظام الملالي من المثل العربي الدارج: لاحق العيار لباب الدار؟

المثل الشعبي العراقي الدارج (لاحق العيار لباب الدار) مثل يحل فيمن كان الكذب والنفاق والاحتيال والمراوغة طبعه، وحقيقة بعد تفسير سلاسل الأحداث على مر العقود الماضية نجد أنه يليق تماماً بنظام الملالي وينطبق عليه خاصة بعد أربعة عقود ونصف من التجربة، والأحداث التي يمر بها الملالي على الصعيدين الداخلي والخارجي ووقوعه تحت مطرقة الانتفاضة الوطنية العارمة والمساومات الدولية ومساعيه لتحييد الموقف العربي هروباً من السقوط المحتم.، فهل يمكن أن يصدق من لا يتماشى طبعه مع الصدق والوفاء وبالأمس يعلن عن احتلاله لأربع عواصم عربية وهيمنته بالمنطقة وينشر صواريخه وأسلحته وميليشياته وتجار مخدراته في كل مكان؟

بالأمس والحاضر ما تزال أسلحة الملالي وغربانهم المسيرة تتدفق إلى ميليشيات الحوثيين في اليمن والميليشيات المنفلتة في العراق وسوريا، ويعطل المراكب السائرة في لبنان وفلسطين، ومع ذلك لم يستحِ وزير خارجية الملالي من القول إن الحوار ليس مطلباً بل فرضاً ضرورياً. لم يستحِ من قول ذلك رغم ما يجري على أيديهم في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين وعلى الحدود السورية الأردنية، وقد قال ذلك في مؤتمر بغداد النسخة الثانية التي انعقدت بالأردن باللغتين الفارسية والعربية خشية وتخوفاً من خيانة المترجمين، فالتشكيك والتخوين طبعٌ قائمٌ في تكوين النظام حتى فيما بينهم. داخل أروقة النظام المختلفة يسودهم الشك والتصدع لا تغيب عنهم لغة الصراع والاحتراب.

ولم يستحِ وزير خارجية الملالي مؤخراً من القول إن مفاوضات بينهم وبين دول عربية تتقدم برعاية عراقية أو بالأحرى على أرض عراقية حيث لا يمكن لمن ترى فيهم طهران جنوداً صغاراً أن يكونوا رعاة لمفاوضات على هذا القدر من الأهمية والحساسية، خاصة إذا تعلقت هذه المفاوضات ببقاء الملالي على عرش سلطان السلب والنهب وإحياء كيان جسدهم المتهاوي في مرحلة الانزواء ودخوله مرحلة الاحتضار والزوال؛ وبمفاوضاته الآنية مع العرب وعلاقات التي لا بأس بها مع الصين وتحالفاته الاستراتيجية مع روسيا وتزويدها لروسيا بالصواريخ والغربان الهمجية المسيرة التي تؤثر في المعارك العسكرية ضد أوكرانيا، وبالمقابل تزويد روسيا للملالي بأسلحة متطورة كطائرات سوخوي سو 35 وبطاريات صواريخ وأنظمة دفاعية وطائرات مروحية وغيرها يمكن للملالي الإستفادة من عامل الزمن والهدنة التي اكتسبها من الحوار مع العرب والقفز على أزماته ودخول مرحلة جديدة من إدارة الصراع الإقليمي والدولي بعد الحصول على تلك الأسلحة من روسيا، ومن يعلم قد يتمكن الملالي من تطوير قدراتهم النووية والصارخية في هذه الفترة المُكتسبة ويتحولون إلى قدرة عسكرية فعلية قادرة على المساومة التامة، خاصة بعد معالجة النقص لدى قوتهم الجوية والدفاعية، وعندها تتلكأ المفاوضات أو تنتفي حاجة نظام طهران للمفاوضات التي قال عنها الوزير تلميذ قاسم سليماني إنها ضرورية للغاية.. نعم ضرورية بالنسبة له.

في إطار المفاوضات العربية مع نظام الملالي هل نظام الملالي مستعد لنزع أسلحة الحوثيين في اليمن وخروجهم من صنعاء؟ هل الملالي مستعدون لنزع أسلحة ميليشياتهم في سوريا وسحبها والاعتذار للأردن عما لحقه من دمار وتهديد؟ هل الملالي مستعدون للانسحاب من العراق وتسليم أسلحة ميليشياتهم للجيش العراقي والاعتذار للعراق دولة وشعباً عما ألحقوه به من قتل ودمار وتدمير للاقتصاد ونشر للمخدرات حتى في مدارس الأطفال؟

هل الملالي مستعدون لدفع التعويضات الكاملة لخسائر الحرب التي أشعلوها باليمن ودفع تعويضات لإعادة بناء البنى التحتية التي أُبيدت في اليمن والاعتراف بالمسؤولية عن الإخفاقات التي حصلت في العملية السياسية في لبنان والعراق؟ هل سيُنهي الملالي جميع قضاياهم العالقة مع العرب دون قيد أو شرط؟ ما هي الضمانات التي سيقدمها الملالي، وهل سيوقع على اتفاقيات دولية مُلزِمةً له بهذا الخصوص؟

ما زال نهج الملالي التوسعي قائم وما زالت ميليشياتهم قائمة وتحولت في الأماكن إلى دولة عميقة، وما زال التوجه نحو امتلاك القدرة النووية متعاظماً، وتنمية القدرات التسليحية على قدم وساق، ولا زال الوضع على حاله في قلب نظام ولاية الفقيه ولن يتغير، ولا أعتقد أن هناك صراعاً حقيقياً للملالي مع أحدٍ سوى العرب. فهل يعتقد العرب أنهم ماضون في اتجاههم الصحيح أم سيعيدون الكرة بإضاعة الوقت وهو المطلوب لتعاظم قوة من لا يؤمن بوجودهم ويؤمن بأن كل شيء مباح ومشروع من أجل الوصول إلى غاياتهم.

كل تلك التساؤلات بحاجة إلى أجوبة حقيقية وواضحة من قبل سلطان الملالي من باب حسن النوايا قبل الدخول في عمق المفاوضات ولا أظن أنهم مستعدون لأدنى مطلب من هذه المطالب وما رغبتهم في الحوار والمصالحة إلا من منطلق كسب الوقت والهروب من السقوط الحتمي الذي يترقبه النظام في ظل تطورات المواقف الدولية وتصاعد حدة الانتفاضة الوطنية الإيرانية بعد دخولها شهرها الخامس واستمرار نهج النظام الدموي ضد المتظاهرين العزل.

السعي أن نكون على طريق إيجاد الذات وردع من لا يؤمن بنا ذلك هو الصواب.. أما أن نحاول إحياء مراوغٍ كاذبٍ كارِهٍ يحتضر فتلك خطيئة لا تُغتفر.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!