-
أنقرة تخنق التعليم بـ عفرين.. وتحصره بأدواتها
يعاني السكان الكُرد الأصليين في منطقة عفرين التي تحتلها أنقرة وميلشياتها السورية منذ الثامن عشر من مارس العام 2018، من الانتهاكات متنوعة بحقهم، تهدف وفق نشطاء المنطقة إلى طمس هويتهم وترسيخ التغيير الديمغرافي الذي يسعى له الجانب التركي.
وبالصدد، كشفت مصادر خاصة لليفانت نيوز، عمليات التحكم في عملية التعليم بمدينة عفرين وتغيير المناهج، بما يتطابق مع الأفكار والآراء التي تؤمن بها أنقرة وميليشياتها السورية المسلحة.
حيث يؤكد سكان مدينة عفرين، أنهم أصبحوا في حيرة من أمرهم عن كيفية تعليم أبنائهم وبناتهم، خاصة بعد صدور قرار إغلاق كافة المعاهد والمدارس والروضات الخاصة، والاقتصار فقط على المدارس العامة المعروفة بسوء عملية التعليم فيها، وازدحام الطلاب حيث يبلغ عدد الطلاب في الصف الدراسي الواحد ما يزيد عن 60 طالب، مما يقلل من استيعاب الطالب للدروس التي يتلقاها.
اقرأ أيضاً: لرفضه غزو أرضه.. مليشيات أنقرة تحاكم محامياً في عفرين
ويضيف أحد السكان لـ ليفانت نيوز، أن "غالبية أولئك الطلاب هم أولاد المستوطنين المستقدمين لمدينة عفرين وأبناء المسلحين، الذين يسيرون على خطى أباءهم ويحملون أفكارهم المتطرفة".
مردفاً: "حيث يتم مضايقة الطلاب الكُرد، فيما لا يستطيع المعلم الكُردي مُحاسبة أو توجيه أي تنبيه لأبناء المسلحين، حيث وقعت الكثير من الحوادث والمضايقات مع بعض المعلمين والمعلمات من أولئك المسلحين والمستوطنين، وصلت في كثير من المرات إلى التهديد بالقتل، بحجة أن المعلم كافر ويستهزئ بالديانة الإسلامية"، لتبرير الترهيب بحقه.
ومع صدور قرار إغلاق كافة المعاهد والمدارس والروضات الخاصة، اضطر الكثير من السكان الكُرد إلى إبقاء أطفالهم دون تعليم، لسوء عملية التدريس في المدارس العامة، حيث يقول الأهالي أن المعلمين لا يهتمون بالطلاب كما يجب، نظراً لعدد الطلاب الكبير في الصف الواحد، وعليه قام الأهالي بمحاولة للسماح بإعادة افتتاح المدارس والمعاهد الخاصة من خلال إطلاق الهاشتاغ: لا روضات.. لا مدارس كافية ... لا دورات ... أنقذوا أطفالنا
#أزمة_التعليم_في_عفرين
#Afrinde_eğitim_krizi
وبالتوازي، أصدرت ما تسمى "مديرية التربية والتعليم في مدينة عفرين" التابعة لأنقرة، قراراً بإيقاف دوام المدارس العامة لمدة أسبوع كامل، بحجة انتشار فيروس كورونا بين أوساط مسلحي من يسمون "الجيش الوطني السوري".
والجديد بالذكر أن منطقة عفرين تعرضت في العشرين من يناير العام 2018، إلى غزو عسكري تركي، شارك فيه 25 ألف مسلح من مليشيات "الجيش الوطني السوري"، التي رفعت العلم التركي وهاجمت واحدة من أكثر المناطق أمناً في شمال غرب سوريا.
ودام الغزو العسكري مدة 58 يوماً، استخدمت خلاله أنقرة، أحدث صنوف الأسلحة التي تتزود بها من حلف شمال الأطلسي الناتو، وعلى رأسها الطائرات الحربية الأمريكية من طراز إف 16، والطائرات بدون طيار، ما أدى إلى احتلال المنطقة في الثامن عشر من مارس العام 2018.
ومنذ ذلك الحين، تعاني المنطقة من فلتان أمني واسع، وانتهاكات ممنهجة، يؤكد نشطاء كُرد أن هدفها الأساس تهجير المزيد من سكان المنطقة الأصليين، إذ وصلت نسبة المهجرين قسراً من أرضهم إلى نحو 80%، وفق تقديرات مراقبين، في ظل تعتيم إعلامي كامل من الجانب التركي، الذي لا يسمح لأي وسيلة إعلامية أو منظمات حقوقية وإنسانية غير تركية بالعمل هناك، منعاً من وقوفها على حقيقة الانتهاكات الواقعة.
ليفانت-خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!