الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
أنقرة تتلاعب بتاريخ عفرين.. وتنهب مواقعها الأثرية
آثار عفرين

تشكل آثار عفرين وتلالها، هدفاً رئيساً للجيش التركي، الذي نقل جزءاً كبيراً منها لداخل أراضيه، نظراً لأهميتها التاريخية التي تعود لعصور ما قبل الميلاد، وذلك بهدف طمس معالم المنطقة ذات الكثافة السكانية الكردية الساحقة، بما يتماشى مع سياسة التتريك، لجعل عفرين جزءاً من تركيا وإلغاء هويتها الكردية، وفق مراقبين. عفرين


وتشتهر عفرين بغنى مواقعها وكثرة تلالها الأثرية، التي كانت مقصداً لكثير من السياح الأجانب، للبحث في تاريخ تلك الأثار وقدمها وأهميتها، التي كانت ستجعل من المنطقة من المواقع الأثرية المهمة على صعيد سوريا.


عفرين


المواقع التاريخية كنقاط تدريب عسكرية


وأشهر تلك المواقع التي كانت هدفاً رئيساً للجيش التركي، هو تل عين دارة الأثري، الذي تعرّض للقصف التركي خلال عملية الغزو العسكري التي عرفت بـ"غصن الزيتون"، مما أدّى إلى تدمير جزء كبير من آثارها، بجانب سرقة ما تبقى من الأثار بعيد اجتياح المدينة ونقلها لأحد المتاحف في الداخل التركي.


وبالعودة لتاريخ المعبد، وبحسب بعض المؤرخين، فإنّه شيّد عام 1200 ق.م، وتم تجديده نحو 950 ق.م، ودمر عام 740 ق.م، وتم اكتشاف العديد من الطبقات في التل تعود لعصور مختلفة.


اقرأ أيضاً: الكُرد في عفرين.. عامان من المصائر المجهولة لمئات المخفيين قسراً


فالطبقة الأولى تم اكتشافها بفضل اكتشاف الأواني الفخارية التي تم تأريخها بعد عام 1072م، أما الطبقة الثانية فيحيط بها سور دفاعي متين تزينه الأبراج، ويعود تاريخها لـ969 إلى 1072م، خلال فترة حكم الأسرة المكدونية.


بينما الطبقة الثالثة، فمبانيها مهدمة، وقد بنيت عليها المدينة البيزنطية وتؤرخ بين عامي 640 إلى 969 م، خلال فترة الحكم العباسي والأموي، إضافة للطبقات الرابعة والخامسة والسادسة، التي تعود لفترات تاريخية متقاربة، ومن أهم أثار المعبد، التماثيل الثلاثة التي تصور أبو الهول والأسود المزخرفة.


اقرأ أيضاً: أشجار عفرين مصدر لدخل مسلحي تركيا.. والانتقام من أهلها


وبعيد إطباق أنقرة استيلائها على المنطقة، جرى نقل تمثال الأسد البازلتي من قبل الجيش التركي لمكان مجهول، يُرجح أنّه تم نقله لأحد متاحف تركيا، وذلك بعد أن دمر الطيران التركي ساحة المعبد بالكامل، خلال عملية الغزو العسكري المسمى "غصن الزيتون"، بينما جرى تحويل المعبد لنقطة عسكرية تركية، يمنع لأحد الاقتراب منها، وتجري ضمنها تدريبات عسكرية.


تلال عفرين الأثرية


ومن آثار عفرين التي تعرّضت للتنقيب والتخريب، كل من تل جنديرس الأثري والنبي هوري وكهف دودريه وقلعة سمعان، إضافة لأكثر من مئة موقع أثري بين المسجل وغير المسجل في السجلات النظامية للدولة السورية.


اقرأ أيضاً: (الحمزة).. مليشيا يقودها داعشي تعيث فساداً بـ عفرين


وبحسب إحصائيّة أجراها مركز توثيق الانتهاكات في شمال وشرق سوريا، فقد وصلت أعداد المواقع التي تعرضت للتخريب والتدمير إلى 41 موقع، من ضمنها مواقع استخدمت كنقاط تركية.


عثّمنة وتغيير هوية


وأكدت مصادر خاصة لـليفانت نيوز، من داخل عفرين مؤخراً، أنّ الجيش التركي قام ببناء مسجد في فناء مدفن النبي هوري الأثري، وذلك بعد قيامها بإغلاق الموقع لمدة سنتين بحجة إعادة ترميمها ومنع أي شخص من الاقتراب منها، باستثناء عمال البناء وبعض عناصر الجيش التركي.


اقرأ أيضاً: عفرين.. ثلاث سنوات من وهم الانتصار التركي-الإخواني


وكشفت المصادر أنّ كل عمليات التنقيب عن الآثار التي تنفذها المليشيات السورية المسلحة المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، في منطقة عفرين، تتم بإشراف مباشر من الاستخبارات التركية، حيث تم اكتشاف الكثير من الأثار الثمينة والنادرة، ونقلت كلها للجانب التركي دون معرفة وجهتها النهائية. عفرين


ليفانت-خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!