-
أمريكياً.. الحوثيون منظمة إرهابية
الخطوة التي اتّخذتها إدارة ترامب بالعمل على تصنيف ميليشيات الحوثيين "منظمة إرهابية"، لاشك أنّها خطوة تأخرت كثيراً، ولكن هذه اليقظة الأمريكية لاشك أنّها سيكون لها تبعات على مسألة إحداث يقظة في طريقة التعاطي الدولي مع الأزمة اليمنية، وبالتالي فهذه الخطوة مهمة جداً في إعادة هيكلة التعامل الدولي، وبخاصة المنظمات الدولية (مجلس الأمن والأمم المتحدة) مع الملف اليمني، وفق قواعد حماية الشرعيّة الدولية.
المتابع لطريقة تعامل الأمم المتحدة عبر مبعوثها الأممي، مارتن غريفيث، مع الأزمة اليمنية، يجد أنّه تعامل يتم خارج القواعد التي تأسس عليها ميثاق الأمم المتحدة، وهو تعامل قائم على مهادنة الميلشيات الحوثية ومحاولة إحداث مساواة بين الشرعية اليمنية والميليشيات الانقلابية، وهو ما يعني أنّ الأمم المتحدة في طريقة تعاطيها مع الملف اليمني تجردت من مسألة حماية الشرعية الدولية وقرارات الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وبات التعامل مع هذه الميلشيات على أساس التعامل الشخصي لعقلية المبعوث، مارتن غريفيث، بعيداً عن العمل المؤسساتي القائم على حماية المواثيق والقرارات الدولية، التي لعبت دوراً رئيساً في تشكيل هذه المنظمة ورسم ملامح طريق عملها الرئيسي.
وبالتالي، ربما ما يدعو للتفاؤل أكثر اتجاه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الميلشيات الحوثية "منظمة إرهابية" أنّها ستعيد ترتيب المنظومة الدولية في طريقة تعاطيها مع الملف اليمني، وبالتالي تعمل على رسم ملامح استراتيجية جديدة قائمة على حماية الشرعية الدولية، والقضاء على حالة الانقلاب التي نشاهدها في التعامل الأممي مع الملف اليمني.
وبالعودة إلى الخطوة الأمريكية بتصنيف ميليشيات الحوثي "منظمة إرهابية"، فهي سوف تدفع المؤسسات الأمريكية لأن تكون أكثر جدية في قطع الطريق أمام تدفق الموارد للميلشيات الحوثية، وبالتالي معاقبة الدول أو المؤسسات أو الأشخاص ممن يتورّط في دعم هذه الميلشيات، وبالتالي فهذا سيقود لتضييق الخناق المالي على ميليشيات الحوثي، وبالتالي العمل على إغلاق مصادر تمويلها، وهي خطوة مهمة جداً وستكون مؤثرة بجانب حالة الاختناق العسكري الذي تعيشه الميلشيات على الأرض وحالة الإنهاك النفسي التي تتصاعد داخل صفوف هذه الجماعة، ما يقود لقطع شوط كبير في طريق الخلاص من هذه الميليشيات.
لن تجد الولايات المتحدة الأمريكية عقبات أمام ممارسة تأثيرها السياسي الدولي لحثّ الدول الغربية على الذهاب بنفس الاتجاه واتخاذ نفس الخطوة عبر "تصنيف الميلشيات الحوثيّة" تنظيماً إرهابياً ، لأنّه لم يكن هناك خلاف جذري بين الدول الغربية على هذه المسألة، بل كانت الخلافات "سطحية" تتركّز حول مدى تأثير هذه الخطوة على إمدادات المساعدات الإنسانية، وبالتالي تعكف الإدارة الأمريكية على درس طرق بديلة.
في تقديري، إنّ نجاح الولايات المتحدة في إبجاد طرق بديلة لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، يساهم في توحيد السياسة الغربية تجاه ملف اليمن واتجاه تضييق الخناق أكثر على الميلشيات الحوثية.
يبقى التساؤل المهم هنا، ما هي الخيارات التي ستتبعها الولايات المتحدة ما يعد تصنيف الميلشيات الحوثية "منظمة إرهابية"؟ هل ستكون الخيارات الأمريكية محدودة فقط على التأثير السياسي الدولي، وخيار فرض العقوبات عبر تضييق الخناق على مصادر تمويل هذه الميلشيات، أم ستذهب الولايات المتحدة في توسيع دائرة خياراتها، وذلك عبر "إدراج الخيار العسكري"، بحيث تكون قيادات الجماعة الحوثية هدفاً عسكرياً للولايات المتحدة، كما كان أسامة بن لادن والبغدادي (هدفاً عسكرياً)، انتهى بهم المطاف بالقتل على يد القوات الأمريكية؟.
ليفانت - خالد الزعتر
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!