الوضع المظلم
الخميس ٠٩ / يناير / ٢٠٢٥
Logo
أمريكا.. بين إيران والإسلام وإسرائيل     
نتانيا مردخاي

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا يواف غالانت الى ان رد الإسرائيلي على الضربات الإيرانيه سيكون قاتلا محددا او مفاجئا ورد الجنرال حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الايراني اذ ما أخطأتم وهاجمتم اهدافنا سواء في المنطقة او في ايران سنضربكم مجددا ضربا أليماً.

كانت هذه تهديدات من كلا الطرفين على ساحة الحرب السوريه اللبنانيه التي لعبت اسرائيل وايران دورا اساسيا في الصراع عليها فعندما اطلقت ايران مئتي صاروخ او اكثر على اسرائيل رداً على الضربات الاسرائيلية  على لبنان التي اودت بحياة الجنرال الايراني في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان والامين العالم لحزب الله حسن نصر الله 

ولا زال التصعيد في المنطقه بينهما دون اي تفاوضات دبلوماسيه من شانها ان تؤدي الى الاستقرار الامني في منطقه الشرق الاوسط فما زالت ايران تضخ الدعم الى الاطراف المنتشره في سوريا ولبنان وغزه واليمن وكانت ولا زالت الظهر القوي المتين التي تستند عليه حماس في عملياتها العسكريه ضد اسرائيل، وعلى الرغم من عدم استهداف امريكا التي تشكل حليفا قويا لاسرائيل في المنطقه لاي مواقع عسكريه ايرانيه في سوريا والعراق وعلى الرغم من ان امريكا كانت احد العوامل القوية الاساسيه لتمكين الحكم الشيعي الايراني في بغداد الذي ادى الى تقسيم العراق والسيطره على مقدرات النفط ولا يخفى هذا عن المحللين السياسيين من ان امريكا قد يكون لها المصلحه الكبرى مع ايران وكما ذكرتُ سابقا في مقال رقم واحد (وثيقة مونرو وعملية السلام) بان سياسة امريكا هي (اظهار خلاف الباطن.) 

فمن المحتمل ان امريكا لم تقطع جميع حبال الود مع ايران سراً وخاصة بعدما اثبتت اسرائيل مع الوقت بسياستها المتهوره في المنطقه والانقسامات الداخليه فيها بين اليمين واليسار وجماعات الحريديم  الرافضة لوجود دوله اسرائيل والتي تتظاهر بين الحين والاخر ضد سياسة الدولة الاسرائيلية وجماعات اليهود التوراتيون الذين ينادون  بالزوال على حسب نبوءات التوراة المتداولة بينهم .


فاصبحت امريكا لا تعول الكثير على دولة اسرائيل التي تعاني من المشاكل الداخليه والانقسامات فيما بينها والتي لطالما صاحت بأعلى صوتها تطلب الدعم من امريكا فلا تستطيع اسرائيل ان تخوض مواجهة قويه بنفسها دون دعمٍ امريكي على عكس ايران التي صنعت قوتها ونفوذها بيدها واطلقت اذرعها في مناطق العرب، الشيء الذي لم تستطع اسرائيل فعله على مدى 75 عام، فلا يبدو ان امريكا تنوي على اي عداءٍ جَديّ ضد ايران.


ومن ابرز النقاط التي يجب التوقف عندها هي حقيقة ان العديد من الضربات الايرانيه التي اُعلن عنها كانت تسقط على اسرائيل على مناطق غير مأهولة  او مناطق صناعيه بعيدة عن التجمعات السكنية فعلى الرغم من الاضرار المحدودة التي خلفتها هذه الضربات لم تُسجل اي اضرار بشريه فهل كانت هذه الضربات مجرد رسالة تحذير  لاسرائيل مفادها انها قادره على الرد او انها دعاية لابراز العضلات القوية على الشعوب لتوطيد حبال الود الايرانيه الامريكيه.


وذات المشهد كان سابقاً حينما شنت امريكا واسرائيل عدة هجمات على ايران وكان ما يذاع اعلامياً على انها   مفاعلات نوويه غالبا ما كانت لهجمات استهدفت منشآت  تخصيب اليورانيوم او مراكز التطوير العسكري النووي وليس مفاعلات نوويه لتوطيد الطاقه مثل التي توجد في دول اخرى وليس لها علاقه مباشره بتطوير الاسلحه النوويه وهذا يدفعنا لطرح سؤالٍ ممزوج بذكرى حرب العراق عندما جن جنون امريكا لوجود اسلحة الدمار الشامل في العراق، الامر الذي دفع الاداره الامريكيه لاعلان الحرب مع حلفائها على العراق وتحويله الى كارثه انسانيه.


والنتيجه خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل النووية وبرغم ان بريطانيا قدمت وثائق اثبتت على علم امريكا مسبقا بعدم وجود اي اسلحة نوويه في العراق لم تتراجع عن قرارها ضد الحرب على العراق وبمقارنة قرارها سابقاً من تخوفها من وجود اسلحة دمار نوويه في العراق فإن سياستها مع ايران اليوم التي اعلنتها الاخيرة بكل جراة وتفاخر تخصيبها لليورانيوم من اجل بناء منظومةٍ عسكرية نووية في المستقبل. 
فلم نرى اي تحالف دولي بقيادة امريكا لشن هجومٍ عسكري على ايران وحتى تلك الضربات التي قامت امريكا بها مسبقاً لم تكن على المنشآت المحصنه او المخفيه تحت الارض او في مكان ما على الرغم من التحقق المستمر من الرقابه الدوليه والاستخبارات المتاحة.

 
هل ايران هي البديل عن اسرائيل مستقبلا؟ 
امريكا والاسلام 

لطالما كان الشرق الاوسط الطموح الاسمى الذي تتطلع اليه امريكا لفرض سيطرتها عليه عسكريا وسياسيا واقتصاديا ولان منطقته الجغرافية تشكل اهميه كبيره لدى امريكا بذلت جهدا مضاعفاً لاقصاء المنافسين الامبرياليين على الشرق كبريطانيا وابرزت نفسها كأحادية قطبية لا منافس لها ابداً على كافة الاصعدة سوى ذلك المنافس العقائدي الذي يشكل باديولوجيته خطراً كبيرا على وجودها على الاقل في الشرق الاوسط، فمن المعلوم ان الشرق الاوسط هو الحاضنة العربية الاسلامية ذو الغالبية السنية والذي يحملون في نهجهم الديني مفهوم (الجهاد) الدفاع عن الارض والدين واقامة الحكم الاسلامي فبالنسبة لامريكا التي  يضج مضجعها ويقلق راحتها السواد الاعظم من المسلمين اصحاب الشرق الاوسط ويعد تحدياً كبيرا لامريكا ان تواجه هؤلاء البشر الذين يقفون عقبة في وجه اطماع امريكا على ثرواتهم او حتى خشية وصولهم يوماً ما كمنافسٍ قوي يهدد عرش الاحادية القطبية الامريكيه على العالم فمن المعلوم عن الإسلام ان من اديولوجيته الدينية انه( َيحكُم ولا يُحكَم) فيشكل هذا الدين الذي يحمل ويضم قوانينا واحكام تهدف الى القوة والنفوذ والقتال المستمر حتى يصل الى ذروة القوة شبحاً اسود يلاحق امريكا حتى في عقر دارها، 
وبما ان الانقسامات التي تبرز في اي مكان ومعتقد اياً كان فان الاسلام ايضا يوجد فيه الانقسامات ان كان على الصعيد الجماعي او على الصعيد الايديولوجي الفكري.

واوجه الاختلاف قد بدت واضحه عقائديا بين ايران التي تمثل المرجع الاعلى للعقيده الشيعيه التي تخالف العقيده السنيه بأصول وفروع شتى وكذلك العقيدة السنية التي تشكل ايضا قلقاً مستمراً لولاية الفقيه المتمثلة في الاداره الايرانيه في المنطقه وكون الشرق الاوسط يمثل غالبية من اصحاب العقيده السنية الذين تحركهم عقيدة الجهاد السني فطرياً فهم يشكلون خطرا واضحا على نفوذ ايران في المنطقة ايضا فاذاً يتضح لنا ها هنا اجتماع المصالح الايرانيه الامريكيه، اذ ما قررت امريكا او اتخذت قرارها ان ايران بقوتها العظمى التي تزداد يوماً بعد يوم و التي لديها هدف واحد صريح وواضح ومعلن وقد صرح  به سابقاً  خامنئي متحدياً العالم العربي بأن  حربه حرب دينيه على( اتباع يزيد) قاصداً بهذا الكيان السني في مناطق العرب جميعاً وبأن ايران من المحتمل ان تكون حليفاً قويا لها في المستقبل البعيد و لضمان السيطره على الشرق الاوسط والقضاء على من يشكلون  تهديداً واضحاً لامريكا فلا نية واضحة  لامريكا بتدمير القوة الايرانيه، وخاصه بعد ان شهدت امريكا فشل حكومة اليمين الاسرائيلية سياسيا وعسكريا امام التحديات التي شكلت تهديداً واضحا على امان اسرائيل من قِبَل اذرع ايران في المنطقه،
 فابتهجت امريكا وضمرت في سرها ان ايران ستكون على المدى البعيد هي البديل عن اسرائيل في الشرق الاوسط.

ليفانت: نتانيا مردخاي 
 

كاريكاتير

لن نسمح بوجود الارهاب على...

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!