-
أزمة الحدود من جديد .. الهند رفضت وساطة أميركية للحل والباكستان تطالب مجلس الأمن بالتدخل
لا يعكس النزاع الهندي – الباكستاني على إقليم كشمير منذ عام 1947 الصورة المثالية للتعاون المصرّح عنه في مؤتمرات منظمة شنغهاي المتتابعة، كما أن تجدد المناوشات الناعمة بين الطرفين في 26 فبراير/شباط 2018، يرفع عتبة التحدي أمام دول الجوار وفي مقدمتها الصين التي تعوّل على الأمن والهدوء لاستكمال مشروع الحزام والطريق.
أما لو استجابت الهند لضغوط غربية والتي رشحت عن زيارة لوزير الخارجية الأميركي مارك بامبيو أواخر الشهر الفائت، سيعيد المشهد على الحدود إلى توتر ومناوشات كما في الماضي.
ما يبدو قرارًا مفاجئًا، فيما يخص إعلان الحكومة الهندية إلغاء الحكم الذاتي في كشمير، بعد ساعات من فرض إغلاق أمني في الإقليم الذي يشهد تمرداً انفصاليًا يمكن ان يؤدي إلى عودة معارك الجانبية بين البلدين.
الرئيس الهندي، وقع مرسومًا نص على إلغاء المادة 370 من الدستور التي تمنح حكماً ذاتياً خاصاً لولاية جامو وكشمير ذات الغالبية المسلمة والواقعة في الهيمالايا. ونص المرسوم الرئاسي الهندي على أن الإجراء دخل حيز التنفيذ "فوراً".
الهند ترفض الوساطة الأميركية رغم الضغوط وباكستان ترحب بها وتطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل
حاولت أميركا الدخول كوسيط بين الجارين المتنازعين، في لقاء بين وزراء الخارجية بامبيو و جايشنكار على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" في العاصمة التايلاندية بانكوك. كان الرد الهندي بالرفض وأن المشاكل والنزاعات الاقليمية مع باكستان تُحل بشكل ثنائي بين الطرفين.
كما أبدى ترامب استعداده للوساطة وقال إن الأمر يعود لرئيس الوزراء الهندي و نظيره الباكستاني.
وطالب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الأحد، مجلس الأمن باتخاذ خطوات حيال "استخدام نيودلهي أسلحة محرمة دولياً"
وقال خان في تغريدة على "تويتر": "أدين الهجوم الهندي على الخط الحدودي الذي طال مدنيين أبرياء، واستخدام نيوديلهي ذخيرة عنقودية في انتهاك للقوانين الإنسانية الدولية"
وأردف: "حان الوقت لإنهاء المعاناة الطويلة لشعب كشمير المحتل، يجب أن يُمنح الكشميريون حق تقرير مصيرهم وفقا لقوانين مجلس الأمن"
وفي إشارة إلى عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي للتوسط بين إسلام آباد ونيودلهي من أجل حل الصراع في كشمير، قال خان إن "الوقت قد حان لهذه الخطوة في ضوء الأوضاع المتردية على الخط الحدودي في كشمير، بعد الأعمال العدائية من طرف الهند"
الهند أصرت في على شراء صفقات صواريخ S 400 الروسية، وأبلغت الطرف الأميركي بذلك و خاضت معركة صغيرة بشان الرسوم التجارية والجمركية التي فرضتها أميركا على بعض المستوردات الهندية أهمها الصلب، ورغم جملة من الخلافات والتوترات تبقى الهند تحتفظ بعلاقات قوية مع العم سام ولكنها بنفس الوقت تريد التأكيد على أنها أصبحت قوة دولية وتستطيع اتخاذ قراراتها بشكل سيادي ومستقل.
هذا ما أكّده وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار في زيارة بامبيو الأخيرة 26 حزيران الفائت،أن الهند ملتزمة في شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي S 400 بقيمة 5,2 مليارات دولار، ولدى الهند علاقات مع العديد من الدول وتستطيع حل مشاكلها مع جيرانها بشكل مباشر.
ربما ترخي منظمة شنغهاي بعض التهدئة بين الطرفين المتنازعين وبثقل الصين والعلاقات الاقتصادية مع الهند والتي وصلت لتبادل تجاري تخطى 100 مليار دولار بالرغم من الخلاف الحدودي المثبط على التيبت، تبدو استراتيجية الهند أانفتاحًا على الأسيان في حل المشاكل من خلال دخول الوساطات الدولية خصوصًا أنها تعول على سوق أسيا الوسطى في المستقبل وترى فيه عمقًا استراتيجيًا.
بين إصرار باكستان على وساطة أميركية ورفض هندي لها، الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات فيما يتعلق بقبول أو رفض وساطات،وهذا التصعيد ليس جديدًا، طالما إقليم كشمير يشكل معبرًا رئيسيًا لمشروع الصين.
أزمة الحدود من جديد .. الهند رفضت وساطة أميركية للحل والباكستان تطالب مجلس الأمن بالتدخل
أزمة الحدود من جديد .. الهند رفضت وساطة أميركية للحل والباكستان تطالب مجلس الأمن بالتدخل
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!