-
47 عاماً وكلمات غسّان كنفاني ولوحاته مازالت في الذاكرة
قبل 47 عاماً رحل الكاتب والروائي والقاص والمسرحي، الفنان التشكيلي غسّان كنفاني حيث تشير أصابع الاتهام إلى "غولدا مائير" رئيس وزراء الاحتلال آنذاك باغتياله، تاركاً خلفه كلماته ولوحاته الإبداعية في الذاكرة.
كان الكنفاني مناضلاً فلسطينياً استثمر قلمه وفكره في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، من خلال عمله في الجبهة الشعبية، لإصدار بيانات مفصلية وتاريخية تحتاج إلى وعي سياسي رفيع، قلمه الذي كان له الأثر في وصول صوت الفلسطينيين إلى حركات التحرر العالمية والقوى الثورية العالمية.
حاول من خلال قلمه وأفكاره تغيير وجهات النظر للعديد من الصحفيين والمثقفين الأوروبيين عن القضية الفلسطينية والقضايا التحررية في الشرق الأوسط، فكان كنفاني أول من عرف الجمهور العربي بشعراء فلسطين عام 48 أمثال "محمود درويش" و"سميح القاسم"، وهو من رواد السرد والنثر الفلسطيني والرواية الفلسطينية بالمعنى العميق.
عمله الفكري والأدبي كان جزءاً من النضال السياسي، عنه يقول شقيقه، الكاتب "عدنان كنفاني": "عندما يصبح فعل الكلمة كفعل الرصاصة أو أشد تأثيراً، تصبح الأولوية التي ينتهجها العدو قتل الكلمة، وبالتالي يحاول قتل الوعي وروح المقاومة كثقافة ونهج حياة، ولأن الشهيد غسّان كان الأنموذج والرمز في هذا المجال، قتلوه".
في حين كان للأدب في حياته دور كبير، حيث انتاجه الفكري لم يقل يوماً عن نضاله السياسي، وعن ذلك يقول عدنان: "كان هناك ثلاث روايات كان يعمل الراحل عليها في وقت واحد لم تكتمل، الأعمى والأطرش، والعاشق، وبرقوق نيسان، وكتابات أخرى إلى جانب المشاريع والقصص والبحوث والدراسات. ولو طال به العمر وأكمل كتابة رواية العاشق على وجه التحديد كان حقق ما لم يستطع أي أديب عربي أو عالمي أن يحققه".
إلا أن ألوانه وخطوطه اللونية في لوحاته التشكيلية كانت لها ديمومة إبداعية خاصة، ويقول المقربين منه أنه عاش زهاء ستة وثلاثين عامًا، رسم أيضًا ستة وثلاثين عملاً زيتياً وملوناً، وما استطاع شقيقه جمعه هو سبعة عشر لوحة فقط، بما في ذلك رسومه على بطاقات المعايدة أو مغلفات رسائله لعائلته في الكويت، إضافة لتصميم من الأسلاك جمع بين خارطة فلسطين وبندقية.
كما كان قد أنجز أعمال فنية بالفحم وبتقنيات أخرى مثل قلم الرصاص والحبر فكثيرة، إذ كان ينشرها بمحاذاة النص القصصي أو القصيدة في النشرة الملحقة لصحيفة المحرر في ستينات القرن الماضي عندما كان يعمل في الصحيفة.
وفي رثاء المناضل الفلسطيني "غسّان كنفاني"، قال "محمود درويش": "لم تمتَشِق إلا دمكْ. كان دمُكَ مكشوفاَ من قبل أن يُسفَكْ. ومنْ رآكَ رأى دَمَكْ. هوَ الوحيدُ الواضحُ. الوحيدُ الحقيقيُّ والوحيدُ العربيُّ. دقَّ سقفَ الهجرةِ وعادَ كالمطر الذي يهطل فجأة من سماء النُحاسِ على أرضِ القصدير. فهل سمعنا رنينهُ؟ هل سمعنا صداه؟ سمعناهُ يا غسان، فكيف نثأر له؟.
وحين نقول فلسطين، فماذا نعني؟ هل فكَّرنا بهذا السؤال من قبل؟ الآن نعرفُ: أن تكون فلسطينياً معناه أن تعتاد الموت، أن تتعامل مع الموت... أن تُقدِّم طلب انتسابٍ إلى دمِ "غسّان كنفاني". ليست أشلاؤك قطعا من اللحم المتطاير المحترق. هي عكا، وحيفا، والقدس، وطبريا، ويافا.
طوبى للجسد الذي يتناثر مدناً. ولن يكون فلسطينياً من لا يضمُّ لحمه من أجل التئام الأشلاء من الريح، وسطوح منازل الجيران، وملفات التحقيق. اذهبوا إلى اسم "غسّان كنفاني" واسرقوه، أطلقوا اسمه على أي شيء وعلى كل شيء. أطلقوا اسمه عليكم واقتربوا من أنفسكم، من حقيقتكم، تقتربوا من الوطن".
47 عاماً وكلمات غسّان كنفاني ولوحاته مازالت في الذاكرة
47 عاماً وكلمات غسّان كنفاني ولوحاته مازالت في الذاكرة
العلامات
قد تحب أيضا
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!