-
4 سنوات على تهجير مدينتين شمال سوريا.. والجيش التركي يُهجر المزيد
تطرق المرصد السوري اليوم الإثنين، إلى احتلال تركيا لمدينتي رأس العين وتل أبيض شمال شرق سوريا، والتي جرت في أكتوبر العام 2019، عقب عملية عسكرية واسعة، استخدمت فيها سلاح الجو، والآلاف من مسلحي المعارضة السورية المعروفين بمسمى "الجيش الوطني السوري".
وقد أدت العملية التركية التي حملت مسمى "نبع السلام" إلى تهجير شبه كامل لأهالي المنطقتين، وهو ما يعطي صورة عن مستقبل المساعي التركي من القصف المتجدد في الفترة الحالية، على البنية التحتية لمناطق الإدارة الذاتية.
وقال المرصد السوري: "لم يكن تاريخ 9 من أكتوبر عادياً على أبناء رأس العين (سرّي كانيه) وتل أبيض.. لقد كان يوما أسودَ، حين اقتحمت القوات التركية وفصائلها “الجيش الوطني” المدينتين، وبسطت سيطرتها فيها ليبدأ الفساد والخراب والتدمير الممنهج لملامح المنطقتين بطابعها المتنوعة المنفرد وديمغرافيتهما الخاصة".
اقرأ أيضاً: اقتطاع أراضي وحفر خندق... ماذا يحدث في سري كانييه (رأس العين)؟
وتابع: "لقد خلف الهجوم البري والجوّي مآسي إنسانية وقصصاً مؤلمة ودماراً واسعاً من قبل تلك المليشيات، وبالرغم من ذلك ظل الأهالي صامدين يناضلون من أجل إخراج القوات التركية وإفشال سياستها التوسعية في المنطقة حتى لا يتكرر سيناريو لواء إسكندرون الذي افتكته تركيا واستحوذت عليه".
وأشار المرصد: "لقد عاثت القوات التركية في تلك المنطقة فساداً وعمدت لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالفسفور الأبيض.. وتعهد المرصد السوري بإبلاغ الجهات الدولية الفاعلة للتحقيق مع تركيا بشأن استخدام السلاح الكيماوي، فضلاً عن القتل الجماعي والخطف والاعتقال والزج في المعتقلات والاغتصاب واستهداف الأصوات النسائية والحقوقية والقيادات الحزبية الرافضة لوجودها في تلك المنطقة عموماً".
ونوّه: "ولا يمكن أن ننسى فرض النظام التركي سياسةّ التغيير الديمغرافي بتهجير السكان الأصليين وتوطين المرتزقة واستجلاب سكان من مناطق أخرى لتوطينهم وتهجير أبناء تلكما البلدتين قسرا أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الصامت إزاء هذه الانتهاكات والتجاوزات التي تمسّ الإنسانية وتستهدف مختلف الفئات أطفالا ونساءً".
ولفت المرصد: "وقد تعرضت العوائل التي تمسكت بالبقاء في أرضها ومنازلها إلى شتى أنواع التنكيل والاعتداءات والمعاناة والمعاملة السيئة وتحمّل قوانين جائرة غير إنسانية، وهي جرائم حرب لا يمكن الصمت تجاهها، والسكوت عن ذلك خيانة".
وشدد المرصد: "لم تفرض القوات التركية التغيير الديمغرافي وتدمر النسيج الاجتماعي فحسب، بل سعت عبر فصائلها المسلحة إلى ممارسة سياسة الاضطهاد المزدوج بتهميش المكونات والأديان، وتدمير مزارات الأهالي وتهجيرهم إلى جانب سلسلة من الانتهاكات التي وجب أن يقف المجتمع الدولي في وجهها لمحاسبة من ارتكبها".
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان "الدول الفاعلة إلى ممارسة الضغوطات على تركيا للانسحاب من المناطق التي تحتلها بالشمال السوري، والقيام بالواجب المطلوب لحماية المدنيين الذين يعانون من الانتهاكات والتنكيل".
وأكد المرصد السوري أنّ "مآسي احتلال تركيا للأراضي بالشمال السوري لا تزال مستمرة حيث يقدر عدد المهجرين بنحو 300 ألف شخص، وينبّه المجتمع الدولي من اتّباع سياسة الصمت واللامبالاة إزاء ما يعيشه الأهالي هناك في ضرب لكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تحفظ حقوق الإنسان".
كما ذكّر المرصد السوري "بقيام المليشيات التركية بفرض إتاوات مالية من قِبل الحواجز الأمنية التابعة للمرتزقة، إضافة إلى مصادرة أملاك المهجرين والاعتقالات التي تجري بحق الأهالي، ويدعو الدول الفاعلة إلى إيقاف هذه التجاوزات الخطيرة التي ترتقي إلى جرائم الحرب".
وأنه المرصد بالتذكير "بأنّ المخططات التركية في سورية ليست وليدة الثورة بل هي قديمة، أحيتها الصراعات الحاصلة اليوم، وغذاها الانقسام بين السوريين.. فتركيا خططت لبناء مدينتين بين كوباني ورأس العين (سري كانيه) لتكونا منطقة لانتشار مدن تابعة لتركيا، إلا أن المشروع فشل بسبب الرفض الدولي للمشروع آنذاك، وفق معطيات المرصد السوري التي تحدث عنها مراراً في الإعلام المحلي والدولي".
ليفانت-المرصد السوري
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!