الوضع المظلم
الأحد ٢٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • هل توجّه مليشيا حزب الله "طلقة الرحمة" إلى رأس لبنان؟!

هل توجّه مليشيا حزب الله
حزب الله

ليفانت - مرهف دويدري


يعاني لبنان منذ صيف 2019 من انهيار اقتصادي فقدت خلاله الليرة اللبنانية أكثر من 85 في المئة من قيمتها. وانعكس انهيار الليرة على أسعار السلع التي ارتفعت بنسبة 144 في المئة، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، حيث بدأ احتياطي المصرف المركزي اللبناني من الدولار يتضاءل، فيما تدرس السلطات، بدفع من المصرف المركزي، منذ أشهر ترشيد أو رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية كالطحين والوقود والأدوية.



وجاء الانهيار الاقتصادي الأخير ليشكّل أسوأ أزمات لبنان وهو نتيجة لسنوات من الإهمال وسوء الإدارة والأزمات السياسية المتتالية، وبات معه أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، وخلال الأسابيع الماضية، شهدت متاجر عراك بين زبائن كانوا يتهافتون على سلع مدعومة من الدولة، وبات العثور على أدوية أو حليب للأطفال أشبه برحلة بحث عن كنز مفقود، وهو ما لم يحصل خلال الحرب الأهلية إلا نادراً ولفترة محدودة، وباتت عائلات كثيرة في لبنان تعتاش من مساعدات وإعانات تقدمها جهات مانحة أو حتى أحزاب.


لبنان


ورغم كل هذا المشهد المأسوي والنقمة الشعبية على الطبقة السياسية، ما زالت القوى السياسية عاجزة عن إيجاد حلول لأزمة أسقطت حكومتين، وقد مضت أشهر على استقالة الثانية، وفاقمها تفشي فيروس كورونا ثم انفجار المرفأ، حيث تعتزم دول أوروبية على دراسة وإعداد مقترحات قد تسفر عن تجميد أصول وفرض حظر سفر على ساسة لبنانيين لدفعهم للاتفاق على حكومة لإنقاذ بلادهم من انهيار اقتصادي، وكانت قد قادت فرنسا الجهود لمساعدة لبنان، لكنها أخفقت في دفع الفرق السياسية على الاتفاق على حكومة، ناهيك عن الشروع في إصلاحات قد تسمح بتدفق مساعدات أجنبية.


احتجاجات لبنان


وكانت قد اندلعت مظاهرات في لبنان في أكتوبر من عام 2019، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، وتدخل إيران في الشأن الداخلي اللبناني، بواسطة حزب الله، حيث واجه أنصار حزب الله هذه المظاهرات بالعنف، وقام مؤيدو الحزب بمحاولة فض اعتصام المعارضين وسط بيروت، أكثر من مرة، حيث ازداد الغضب الشعبي على حزب الله خلال الفترة الماضية خصوصا مع تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.



القوى السياسية تعيد لبنان لزمن "الإعاشة"



بدون استثناء، تنشط جميع الأحزاب السياسية في لبنان مؤخراً في عملية تحضير وتوزيع وتصوير الحصص الغذائية والمساعدات والإعاشات على جماهيرها ومناطق نفوذها تحت شعار "مساعدة الناس" في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، وبلغت الحملات الإعلامية التي تروج لـ "عطاءات" الأحزاب ذروتها بإنتاج فيديوهات سينمائية عالية الجودة توثق "مساعدتها" للناس، إلى حد دفع اللبنانيين للتساؤل ما إذا كانوا على شفير معركة انتخابية انطلقت قبل عام من موعدها.


 


الاعاشة في لبنان


ويرى مراقبون أن الصور ومشاهد الإعاشات والحصص الغذائية التي بثتها الأحزاب السياسية في لبنان خلال الأيام الماضية، لا تعكس رسالة الطمأنة والثقة التي أرادت إيصالها إلى الشعب اللبناني وجماهيرها خصوصاً، بل انعكست بوجهين مختلفين، أحدهما كان منتشراً بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما لدى الجيل الشاب، بدا ساخراً مستهزئاً بالاستعراض الحاصل، ، فيما الوجه الآخر حمله جيل أكبر كان خائفاً من رمزية "كراتين الإعاشات" التي خبرها في أحلك أيام الحروب والحصار والضائقة المعيشية والاقتصادية في تاريخ البلاد.


اقرأ المزيد  اقتصاد موازٍ في لبنان.. حزب الله يفتتح “تعاونيات” خاصة بأنصاره


بالمقابل، طرح اللبنانيون تساؤلات حول المشهد الذي بدأ يتطبع لديهم، أسبابه وأهداف الأحزاب من خلفها، هل هو حضور في غياب الدولة يؤسس لزوالها، فتحل الأحزاب مباشرة مكانها؟ أم أنها استقطاب شعبي تستغل فيه الأحزاب الحاجة المعيشية لتستعيد ولاءاتها وقواعدها الشعبية والانتخابية التي فقدتها بعد ثورة 17 أكتوبر تحتاجها العام المقبل في الانتخابات النيابية؟ وبين هذه الآراء هناك من يرى أن الأحزاب مجبورة ومضطرة لتقديم هذه المساعدات والمساهمة في صمود الناس كي لا ينفجر غضبهم بوجه الأحزاب نفسها.



حزب الله "يشتري ولاء" حاضنته الطائفية



نشّط حزب الله مشروع "السَجَّاد" الذي يعمل عليه منذ بداية العام الماضي، وكان قد جربه بشكل محدود في عدد من المناطق صيف 2020، وأطلق في إطاره خلال الأيام الماضية عملية توزيع بطاقات دعم خاصة وافتتاح مراكز بيع مواد غذائية في مناطقه، إضافة إلى برنامج دعم صحي واجتماعي، إذ يقوم المشروع على توزيع بطاقات تؤمن لحامليها حسومات كبيرة على مشترياتهم الأساسية وموادهم الغذائية إضافة إلى الخدمات الصحية والتربوية ومشاريع تنموية وقد تشمل المحروقات في المرحلة المقبلة وغيرها من السلع الأساسية والخدمات التي ما عادت بمتناول اللبنانيين بتكلفتها الحالية المرتفعة.


 


 


 


بطاقة سجاد


وتأتي هذه الخطوات في مواجهة الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي يعيشها لبنان ومساعي حزب الله لتوسيع نفوذه السياسي داخل البلد، وتمثل توسعاً في الخدمات التي يقدمها الحزب لحاضنته من الطائفة الشيعية، حيث تسلط الخطوات الأخيرة الضوء على المخاوف المتزايدة من انهيار الدولة اللبنانية، إذ لن يكون بمقدور السلطة الاستمرار بعدها في استيراد الطعام أو الوقود، وهناك مخاوف من أن يلجأ اللبنانيون إلى الفصائل السياسية للحصول على الطعام والأمن، بنفس الشكل الذي حدث خلال الحرب الأهلية في الفترة بين 1975 و1990، ومازل حزب الله القوة العسكرية الأكبر في لبنان والمدعوم من إيران بشكل كبير، حيث تطاله اتهامات بأنه يعمل على إضعاف الدولة اللبنانية، والتصرف على أنها "دولة داخل الدولة".



لبنانيون أمام معضلة تأمين "كفاف اليوم"



ذكر مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت أن تكلفة إفطار رمضاني بسيط جدا ستفوق قدرة الكثير من العائلات اللبنانية مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية، ولفت المرصد إلى أنه مقارنة مع السنوات الماضية يظهر الارتفاع جلياً في تكلفة وجبة الإفطار الأساسية من حوالي 445 ألف ليرة في الشهر عام 2018 و467 ألف ليرة في الشهر عام 2019 إلى حوالي 600 ألف شهرياُ عام 2020 ليقفز بشكل تصاعدي هذا العام.


انهيار لبنان


اقرأ المزيد   مسؤول بريطاني ينتقد دور حزب الله المُزعزع للاستقرار في المنطقة


حيث جاءت تكلفة الإفطار اليومي المؤلف من مكونات ووجبة أساسية للفرد الواحد بـ 12،050 ليرة أي 60،250 ليرة يومياً لأسرة مؤلفة من 5 أفراد، وبالتالي ستقدر الكلفة الشهرية للإفطار لأسرة مؤلفة من 5 أفراد بحوالي مليون و 800 الف ليرة، فيما أشارت الدراسة إلى أن تلك التكلفة لا تتضمن المياه أو العصائر أو الحلويات أو نفقات الغاز او الكهرباء ومواد التنظيف، ونوه المرصد إلى أن الأسر ستتكبد في هذا الشهر أكثر من مرتين ونصف (2،6) الحد الادنى للأجور لتأمين افطارها، وستجد 42.5% من العائلات في لبنان، والتي لا تتعدى مداخيلها مليون و 200 ألف ليرة شهرياً، صعوبة في تأمين قوتها بالحد الأدنى المطلوب.

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!