الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • ناندا محمد لليفانت: الأولوية عندي للمسرح ولست نادمة على هذا القرار

ناندا محمد لليفانت: الأولوية عندي للمسرح ولست نادمة على هذا القرار
ناندا محمد

ليفانت- خاص


إعداد وحوار: نور مارتيني


 



  • لم يصدف أن عملت في المسرح كتمضية وقت فراغ، وإنما كنت أبني بفضله أدواتي الفنية وحتى الإنسانية.

  • ازدادت رغبة المهرجانات المسرحية الدولية بعد الثورات في المنطقة العربية، باستضافة عروض من المنطقة، ولكن لولا السوية الفنية العالية لهذه العروض، فلن يكون من السهل دعوتها

  • شخصيتي في مسلسل عَصيّ الدمع هي أحبّ شخصية قدمتها في التلفزيون إلى نفسي



 


فنانة تجيد اللعب على أوتار القلوب، من خلال شخصيتها اللطيفة المحبّبة، البعيدة عن التكلّف والتصنّع؛ هذه الشخصية أفرزت أداءً متفرّداً يأسر القلوب بعفويّته وصدقيّته، ويجعل الهوامش بينها وبين المتلقّي تتلاشى.


من يتابع ناندا محمد عبر وسائل التواصل الاجتماعي يلمس فيها تلك الروح الشفافة القريبة إلى القلب، ويدرك مباشرة العوامل التي جعلت منها فنانة محبوبة، وممثلة موهوبة. 


شغفها بالمسرح صادر خياراتها التمثيلية، واضطرّها للانقطاع عن الدراما لفترات طويلة، فضلاً عن انتقالها للعيش في مصر، بعد زواجها من عازف الكمان المصري محمد سامي، وتركيزها في العروض المسرحية.


إضافة إلى كلّ هذه العوامل: صراحتها، وضوحها، وجرأتها، الظاهرة بشكلٍ واضح عبر نشاطها على صفحة الفيسبوك، لتربط الفعل بالنظرية، ولتؤكّد مرّة أخرى على أن الفن الحقيقي النابع من القلب، يتسلل خلسةً إلى القلوب، ويستأثر بالوجدان.


اقرأ المزيد: سميح شقير لليفانت: ما وصلني من المعتقلين يشعرني بقدرة الأغنية على أن تكون سنداً للروح المحاصرة


لم يأتِ انتماء ناندا لعالم الفنّ وليد الصدفة، فوالدتها هي فنية الماكياج “الماكييرة” الأشهر في التلفزيون السوري “بشرى حاجو”، والتي لها مساهمات بسيطة كممثلة في الدراما السورية، وهو ما خلق لديها شغفاً بالفن ودفعها إلى دخول عالمه.


حول تجربتها المسرحية، وخصوصية التجربة الفنية في كلّ من سوريا ومصر، إضافة إلى دور الفنان في الأزمات، التقت ليفانت نيوز الممثلة المسرحية والتلفزيونية ناندا محمد وكان لها معها الحوار التالي:



  • الفنانة السورية ناندا محمد، من الفنانات السوريات اللواتي رسمن لأنفسهن خطاً خاصاً وهوية متميزة لا تتقاطع مع فنانين آخرين، إلى أي حد ساهم المسرح في بلورة هذه الشخصية الفنية المستقلة؟


للمسرح دور أساسي بهذا الموضوع، فحين تخرجت من المعهد قرّرت أن أركّز جهودي على العمل في المسرح. حقيقةً أستطيع القول أنني منذ كنت صغيرة، شكّل المسرح جزءاً أساسياً من حياتي، بحكم أني كنت أذهب مع أمي كل الوقت إلى المسرح أثناء عملها كفنانة ماكياج.

حين بدأت العمل بعد التخرج، كنت أصور مسلسلاً واحداً كل سنة، وأتفرّغ ما عدا ذلك للمسرح وكانت الأولوية له دائماً. لم يصدف أن عملت في المسرح كتمضية وقت فراغ، وإنما كنت أبني بفضله أدواتي الفنية وحتى الإنسانية.

عملي في المسرح هو الذي أتاح لي أن أكتشف المساحات التي يمكنني أن ألعب فيها، واستطعت بشكل واعٍ وباختياري أن أبني شخصيتي الفنية من خلال كل التجارب المسرحية التي شاركت بها، سواءً تلك التي نجحت فيها أو فشلت.



  •  تقيمين في مصر، منذ زمن طويل، ومتزوجة من الفنان المصري (محمد سامي)، ولكن إسهاماتك في الأعمال الدرامية المصرية قليلة نسبياً، ما السبب في ذلك بحسب رأيك؟


صحيح، أنا مقيمة في مصر منذ ٨ سنوات، وبعد زواجنا أنا ومحمد، ورغم كوني قد عملت في مسلسل واحد فقط، هو “حق ميت” ٢٠٠٥، حيث حقّق المسلسل نجاحاً جماهيرياً هائلاً، وبذلك تمكّنت من أن ألفت الأنظار من خلال دوري في هذا المسلسل، وهو أمر صعب جداً في بلد بحجم مصر.

كان الدور مميزاً وجديداً عليّ تماماً، وفي الحقيقة أنني تلقيت بعد هذا المسلسل عروضاً كتيرة، ولسوء الحظ اعتذرت عنها بسبب ارتباطي حينها بجولات عروض مسرحية طويلة خارج مصر. 

بعد أكتر من اعتذار بات من الصعب -حسب وجهة نظري- أن تتم دعوتي للمشاركة في أعمال تلفزيونية مجدّداً. زملائي الفنانين في مصر قالوا لي بأني أخطأت حين اعتذرت، ولكنني أقول مجدّداً أنّ الأولوية عندي للمسرح ولست نادمةً على هذا القرار، رغم أني كنت أتمنى لو أني استطعت التوفيق بين الاتنين، تماماً كما كنت أفعل في سوريا.


اقرأ المزيد: مسلسل تلفزيوني جديد يدور حول (حرب النجوم) يمنح مساحة أكبر للنساء


على صعيد ثانٍ، فإنّ شغلي بالمسرح في مصر مستمر منذ ٢٠١٤ حتى الآن، واستطعت أن أوجد لي مكاناً في المسرح المستقل في مصر، وهذا أمرمهم بالنسبة لي ويفرحني جداً.



  • تلقى عروضك المسرحية نجاحاً لافتاً، حيث أنك قمت بعرضها في مخلتف أنحاء العالم، بماذا تختلف التجربة المسرحية في مصر عن مثيلتها في سوريا؟


أنا اشتغلت أول عمل مسرحي مصري سنة ٢٠١٤، وكان اسمه “هوى الحرية”، من إخراج ليلى سليمان وبعدها وفي نفس السنة ابتدأت التعاون مع المخرج أحمد العطار، واستمرينا في التعاون لحد الآن، وعملت معه ٣ عروض عرضناها في مصر وبكل أنحاء العالم، واستمريت بنفس الأثناء بالعمل مع شريكي السوري المخرج عمر أبوسعدة . 


 


أول اختلاف جوهري بين التجربتين المصرية والسورية قد يبدو بسيطاً، وهو اختلاف اللهجة، حيث استطعت بعد جهد وشغل أن أتمكن منها، وأشعر بالسعادة حين يقول لي متابعيّ من الناس العاديين بأنهم يظنون أني مصرية، لكن الحقيقة أنّ اختلاف اللهجة يخلق حالة مختلفة في آلية التعاطي مع الشخصية، وهذا أمر حاولت استثماره بشكل إيجابي.

الاختلاف الثاني هو أنّه توجد في مصر فرق مسرحية كثيرة، سواءً أكانوا هواة أو محترفين، بعكس سوريا التي تعدّ الفرق فيها على عدد الأصابع. بغض النظر عن مسرح الدولة بالبلدين، والذي هو فعّال أيضاً في مصر بشكل أكبر، هذا الأمر يتسبّب بحالة مستمرة من العروض المسرحية، بغض النظر عن مستواها الفني. 

الاختلاف الثالث أنه في سوريا توجد حدود أوضح من مصر، بما يخص الفصل بين الهواة والمحترفين.

بالنتيجة تاريخ المسرح في مصر أعرق من التجربة المسرحية في سوريا، ولكن برأيي أن التجارب الفنية السورية خلال الـ ٢٠ سنة الأخيرة، والتنوع فيها مثير للاهتمام أكثر من مصر، وخاصةً على صعيد كتابة النص المسرحي والسينوغرافيا.



  • يمرّ العالم بأسره اليوم بأزمة عالمية سببها جائحة فيروس كوفيد-19 المستجد، وتحاولين من خلال صفحتك على فيسبوك كسر عزلة متابعيك من خلال مقارنة المفردات بين اللهجتين السورية والمصرية، ما هي مسؤولية الفنان تجاه متابعيه في زمن الأزمات؟


الحقيقة أنّ القصة بدأت حين كنت أبحث عن مرادف مصري لكلمة سورية، كنت أستخدمها في الحديث مع أحد الاصدقاء، حيث أني أستخدم اللهجة السورية في حديثي اليومي مع الناس طوال الوقت، بالرغم من أني صرت قادرة على التحدث باللهجة المصرية بسهولة، ولكنّي أفضل أن احتفظ بلهجتي السورية. وبنفس الوقت أحبّ أن أتعرف على كلمات جديدة لا أعرفها، حينها لم أستطع معرفة المرادف للكلمة، ففكّرت في سؤال الأصدقاء على الفيسبوك، وحين تفاعل كثير من الناس، مصريين وسوريين مع المنشور أحسست أن المتابعين أعجبوا بها، فقررت أن أعيد التجربة في اليوم التالي، وكنت قد قرّرت التوقف، ولكن بدأ المتابعون بإرسال رسائل تتضمّن اقتراحات لكلمات جديدة، فصرت أطرح كلّ يوم مفردة جديدة على سبيل التسلية، والحقيقة أن التجربة خلقت تفاعلاً وجواً “مهضوم”، وأصبح هناك تفاعل بين أشخاص سوريين ومصريين عبر اللعبة، وهو أمر أفرحني كثيراً.

برأيي أن كل ما يجب أن يفعله الفنان في مرحلة كهذه، هي أن يكون صادقاً ويشارك متابعيه حالته ببساطة، ويحاول أن يخلق جواً إيجابياً قدر الإمكان، سواءً عبر عمله أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن لا يأخذ مكانة الواعظ.



  • تحقق جولاتك المسرحية الأوروبية حضوراً متميزاً، هل يعود ذلك إلى طبيعة العروض؟ أم أن نجاح هذه العروض مرتبط بالعلاقة التي بنيتها مع متابعيك، من خلال الأدوار التلفزيونية التي قمت بتقديمها؟


بمايخص الجولات في أوروبا وغيرها، لا علاقة للتلفزيون بالموضوع أبداً، لأنّ المشاهد الأوروبي لا يعرف أي شي عن الأعمال العربية، ولا يتابعها إلا فيما ندر، كما أن اغلب الجمهور الذي يتابع العروض، هو جمهور مسرح.

هنالك أكثر من عامل لقيام هذه الجولات ونجاحه:

بدايةً ازدادت رغبة المهرجانات المسرحية الدولية بعد الثورات في المنطقة العربية، باستضافة عروض من المنطقة، ولكن لولا السوية الفنية العالية لهذه العروض، فلن يكون من السهل دعوتها، بسبب وجود عدد كبير من العروض العربية، حيث أصبحت هناك منافسة بينها وخاصةً حالياً. ناندا محمد 


اقرأ المزيد: من عزله المنزلي..علي الحجار يطلق برنامجاً جديداً


أما بخصوص العروض في البلاد العربية، فمن الطبيعي أن يكون وجود ممثلين معروفين لجمهور التلفزيون عاملاً في زيادة عدد الجمهور، ولكن دعينا نتحدّث عن مسألة مهمة أخرى، وهو أنّه في مصر مثلاً يوجد جمهور للممثلين والمخرجين المسرحيين، حتى لو كان عددهم أقل من جمهور الممثل التلفزيوني.



  • عَصيّ الدمع من المسلسلات التي ما تزال حاضرة في وجدان المشاهدين العرب والسوريين على وجه الخصوص، وما زال يعرض حتى يومنا هذا، وكانت الشخصية التي لعبتها من أحب الشخصيات للمشاهدين، ما السرّ وراء هذا النجاح؟ ولماذا يصلح المسلسل للعرض حتى يومنا هذا؟


صحيح، بالرغم من أن مسلسل عَصيّ الدمع مضى عليه ١٥ سنة، إلا أنّ المحطات ما تزال تقوم بعرضه والناس ما زالوا يشاهدونه، سواءً عبر المحطات التلفزيونية أو عبر الإنترنيت.

أعتقد أنّ السبب الأساسي هو النص، بالإضافة للعوامل الأخرى طبعاً، غير أنّ النص يحوي على أكثر من قصة مختلفة عن بعضها بشكل كبير، ولكنها مرتبطة بشكل غير مباشر، وهذا الاختلاف أدّى إلى تنوع كبير بصيغ الشخصيات المقدمة في المسلسل بالإضافة للحضور النسائي الكبير في العمل.

شخصيتي في هذا المسلسل هي أحبّ شخصية قدمتها في التلفزيون إلى نفسي، أحبها وأشعر بسعادة كبيرة لأن المتابعين يحفظون حتى اليوم جملاً قالتها الشخصية أو مواقف عملتها، استمتعت كثيراً حين مثلتها وأظن أنّ هذه المتعة انتقلت للناس، كما أن الجانب الكوميدي من الشخصية ساعد بالموضوع، بكل تأكيد.



  • ينتظر متابعوك جديدك بشغف..ما هو جديد ناندا محمد؟


حالياً كل شيء متوقّف طبعاً. عروضنا في مصر توقفت، وكان عندي جولة عروض بأوروبا، قسم منها ألغي وقسم منها تم تأجيله للسنة القادمة.

كذلك كنت أقوم بتدريب مجموعة من الطلاب ضمن ورشة عمل للتمثيل، في استديو عماد الدين، وأخرجت المسرحية التي كان يفترض أن نعرضها بأبريل/ نيسان الحالي، وتمّ تأجيل العرض.

أما المشاريع الجديدة فلدي عرض فرنسي جديد، حيث كنت قد بدأت بروفات من فترة مع المخرج هنري جول جوليان وكان يفترض أن يطلق عرضه الافتتاحي في باريس بشهر ابريل/ نيسان.

كذلك دخلت بمجال جديد علي، وهو التقديم الإذاعي عبر برنامج أسبوعي من إعدادي وتقديمي عبر راديو سوري جديد، يبث من باريس أونلاين، واسمه “معزول”.”


 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!